مع اتجاه عدد كبير من دول العالم إلى التعايش مع وباء «كورونا» خلال الفترة المقبلة، فإن الاعتماد على وسائل فعّالة تصمد لفترات طويلة لمنع انتشار الفيروس يعد من أبرز التحديات التي تواجه المواطنين حول العالم حالياً، لذلك اتجهت الكثير من الشركات إلى إنتاج كمامات تجمع بين الموضة والمعايير الصحية.
ورغم أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأميركية، كانت ترى أن المواطنين الأصحاء لا يحتاجون إلى ارتداء الأقنعة في بداية الأزمة، فإنها تراجعت عن ذلك لاحقاً بعد الانتشار السريع للفيروس، ونصحت بضرورة ارتداء كل الأشخاص أقنعة وجه، لا سيما مع ارتفاع حالات الإصابة والوفاة داخل البلاد.
ومع نقض الأقنعة الطبية، أقرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ارتداء الأقنعة المصممة من القماش لأنها تحجب القطرات السائلة وتوفر حماية إضافية ضد الجسيمات المحمولة في الهواء، وفي استجابة سريعة للمقترحات العالمية بادرت شركات صينية ومواقع تسويق شهيرة إلى الإعلان عن بيع أقنعة من القماش، على غرار «شي إن» و«علي بابا»، حيث تم الإعلان عن تشكيلة من الأقنعة المُذرقشة بألوان زاهية، بجانب تصميمات وألوان متعددة لترضي جميع الأذواق.
على هذه المنصات يجد كل شخص مبتغاه، الأطفال أمام أقنعة مزدانة بشخصيات كرتونية محبوبة، أما النساء سيجدن أقنعة مزدانة بنقوش عصرية مستوحاة من الموضة، وأخرى مصممة من الدانتيل لإطلالة مسائية أو سهرة رومانسية، أما إذا كنت رجلاً لك طابع كلاسيكي تميل إلى الإطلالات الرسمية فستجد أيضاً تشكيلة من الأقنعة بألوان داكنة تناسب بدلاتك، بحسب ما يتم الترويج له حالياً في مواقع التسوق.
وبينما تعمل الشركات الصينية على توفير المنتجات بسرعة فائقة، فإن مصممي الأزياء من العلامات الناشئة بادروا أيضاً إلى توفير أقنعة قماش لعملائهم، مثل «كولينا سترادا»، «جي كرو»، «تانيا تايلور». وفي مصر أيضا بادر بعض مصممي الأزياء باتخاذ هذه الخطوة وإدراج الأقنعة ضمن الملحقات الأساسية مثل مصممة «الهوت كوتور» فريدة تمراز، ومصممة الملابس الجاهزة أمينة خليل. حتى صفحات ترشيحات التسوق التي تقدمها كبريات مجلات الموضة مثل «فوغ» وجدت في الأقنعة القماش منتجا مستجدا يستحق الترشيح لقرائها.
وتنوعت خامات وتصاميم وأسعار الأقنعة بشكل مثير للتساؤل... كيف تقدم مواقع التسوق الإلكتروني في الصين أقنعة بمتوسط سعر دولارين أميركيين للقناع الواحد، بينما يبلغ متوسط سعر القناع لدى علامات أخرى خارج الصين 25 دولاراً أميركياً، فهل هناك معايير صحية يجب مراعاتها عن اختيار قناع القماش المناسب... توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بشراء الأقنعة المصنعة من القماش من مصدر موثوق به. وفق دراسة جديدة أجريت في «معهد ويك فوريست للطب التجديدي» (WFIR) ونشرت نتائجها أخيراً صحيفة «نيويورك تايمز»، الأميركية التي تشير إلى أن بعض الأقمشة يمكن أن تُرشح جزيئات الرذاذ الصادر من شخص مصاب بمرض «كوفيد - 19»، وعبر مقارنة المنسوجات المختلفة - سميكة مقابل رقيقة، منسوجة مقابل متماسكة - اكتشف الباحثون أن القطن ثقيل الوزن مع نسيج ضيق يعمل بشكل مدهش في حجز الجسيمات الصغيرة المحمولة في الهواء.
وبحسب خبراء أدلوا بنصائحهم لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن الأقنعة والأوشحة القطنية عالية الجودة أكثر فاعلية، كذلك، تعمل الأوشحة السميكة المصنوعة من الألياف الطبيعية، مثل الكشمير بشكل أفضل لمنع انتشار الفيروس بسبب طبيعتها الخشنة، بينما نصح التقرير بتجنب الأوشحة المصنوعة من مواد صناعية مثل البوليستر لأن أليافها تميل إلى أن تكون ناعمة تسمح للفيروس بالمرور منها بسهولة أكبر.
الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب جامعة عين شمس بالقاهرة، وعضو اللجنة العليا للفيروسات التابعة للتعليم العالي، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأقنعة الطبية التي كان يستخدمها الأطباء قبل ظهور هذا الوباء، هي أفضل أشكال الحماية لا سيما لأنها مختبرة قبل سنوات»، ويرى أن «الأقنعة المصممة من القماش تحتاج إلى مزيد من الاختبار، ويضيف أن ثمة إجراءات وقائية أخرى يجب الالتزام بها حتى في حال ارتداء القناع، مثل غسيل اليدين جيداً بشكل دوري، والحفاظ على مسافة الأمان بين الأفراد».
ثمة إرشادات إضافية توصي بها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عند استخدام الأقنعة المصنعة من القماش، من بينها عدم السماح للأطفال أقل من عامين بارتدائها، أو الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس، أو الأشخاص الذين لا يستطيعون إزالة القناع بأنفسهم، بجانب التوصية بغسل أقنعة القماش بعد كل استخدام.
كمامات القماش توفّق بين الموضة والمعايير الصحية
القطن والكشمير الأفضل لحجب الفيروس
كمامات القماش توفّق بين الموضة والمعايير الصحية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة