«موائد الرحمن» في مصر «دليفري» بأمر «كوفيد ـ 19»

وجبات جاهزة للتوصيل
وجبات جاهزة للتوصيل
TT

«موائد الرحمن» في مصر «دليفري» بأمر «كوفيد ـ 19»

وجبات جاهزة للتوصيل
وجبات جاهزة للتوصيل

تماشياً مع حرص معظم المصريين على استمرار بعض الطقوس الرمضانية التراثية، ومن بينها «موائد الرحمن» رغم «حظر كورونا»، دشنت مطاعم مصرية عدة، خدمة «موائد الرحمن دليفري» حيث تتولى توصيل وجبات جاهزة إلى مستحقيها الذين يحددهم العميل «صاحب المائدة» أو تتولى هي توزيعها على المستحقين حسب رؤيتها نيابة عن المتبرع، وتفاعلت قطاعات واسعة من المصريين مع الخدمة الجديدة التي مَكنتهم من الاستمرار في التقليد السنوي لمساعدة المحتاجين وتوفير وجبات الطعام الصحية بنكهتها الرمضانية كما تعودوا كل عام.
وتباينت طريقة تقديم خدمة موائد الرحمن «دليفري» من مطعم إلى آخر، ففي الوقت الذي فضلت بعض المطاعم الاكتفاء بتجهيز الوجبات التي يريدها العميل «صاحب المائدة» وتوصيلها إليه في المكان الذي يحدده، ليوزّعها بنفسه، أضافت مطاعم أخرى خدمة توصيل وجبات المائدة إلى منازل الأشخاص المستفيدين الذين يحددهم العميل.
مطعم «كرسبي» الذي يمتلك فرعين أحدهما في مدينة نصر والآخر بمنطقة عين شمس (شرق القاهرة)، من بين المطاعم التي قرّرت الجمع بين الطريقتين، حيث يمكن أن يتسلّم العميل الوجبات في المكان الذي يحدده ويوزّعها بنفسه، أو يوزّعها المطعم ويوصلها إلى منازل الأُسر التي يحددها صاحب المائدة، حسب أسامة السيد، مدير الأفرع بمطعم «كرسبي»، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «عمال التوصيل يلتزمون بإجراءات الوقاية والاحيتاطات، ويرتدون الكمامات وقفازات اليد ويحافظون على مسافة كافية عند تسليم الوجبات، وتُعقّم الوجبات عقب تغليفها برش الأكياس البلاستيكية التي توضع فيها، ولأنّها يجب أن تصل إلى مستحقيها في وقت متقارب ساعة الإفطار، يتم تقسيم عمال التوصيل إلى مجموعات، إذ تتولى كل مجموعة توصيلها إلى العناوين المتقاربة».
وأشار السيد إلى أنّ بعض العملاء يختارون توزيع وجباتهم بأنفسهم، حيث نكتفي بتوصيلها إلى منزل العميل ليتولى هو توزيعها بنفسه، بينما يطلب عملاء آخرون أن يُوصل المطعم الوجبات إلى أسر يحدّدونها، وفي أوقات أخرى يأتينا عملاء يعطوننا مبلغاً مالياً يغطي سعر عدد محدد من الوجبات، ويقولون لنا وزعوها على أي أسر تعرفون أنّها تحتاج إلى المساعدة دون أن يحدّد المستفيدين من الوجبات. موضحاً أنّ المطعم الذي يعمل به «يراعي الأمور الإنسانية هذا العام ويضع سعراً مناسباً لكل وجبة من دون البحث عن تحقيق أرباح كبيرة من العملاء، بجانب تقديم وجبات مجانية للكثير من المستحقين».
وتشكل موائد الرحمن في مصر أحد المظاهر الرمضانية المهمة التي تطورت عبر سنوات طويلة من فكرة تنطلق من قيم دينية تتعلق بإطعام المحتاجين، ومبادئ إنسانية ترسي مفهوم التكافل الاجتماعي إلى مظهر رمضاني تراثي يغلب عليه طابع الاحتفال والاحتفاء بقدوم شهر رمضان، وطوال سنوات كانت الموائد الممتدة في الشوارع والميادين والأزقة المصرية مشهداً رمضانياً لافتاً يرسخ لكافة المبادئ والقيم الإنسانية.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.