«كورونا» يدفع ثلثي الشعب الأميركي للنظر إلى الصين «سلبياً»

في استطلاع حديث للرأي كشف عن تدني ثقة الأميركيين تجاه الصين

رجل يسير بجانب العلم الصيني في بكين (رويترز)
رجل يسير بجانب العلم الصيني في بكين (رويترز)
TT

«كورونا» يدفع ثلثي الشعب الأميركي للنظر إلى الصين «سلبياً»

رجل يسير بجانب العلم الصيني في بكين (رويترز)
رجل يسير بجانب العلم الصيني في بكين (رويترز)

لم تكن الأجواء العامة فيما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على وفاق كبير؛ بل كانت تواجه موجات سياسية متلاطمة بين جزر ومد، وكلما ازدادت تلك الأمواج المتلاطمة في شدتها انعكس ذلك على رأي الشارع الأميركي. وأخيراً اليوم هي ليست في أفضل أحوالها.
بعد أن تسبب فيروس «كورونا» (كوفيد 19) الذي كان أول ظهور له في بلدة ووهان الصينية أواخر العام الماضي 2019، ثم انتشر حول العالم، في شلِّ اقتصادات الدول وإصابة مليوني إنسان، طغت حالة الاستياء بين الأميركيين تجاه الصين بشكل كبير، لتصل نسبة التوجهات السلبية إلى 66 في المائة من توجهات الشعب الأميركي.
في استطلاع الرأي الذي أجرته «مؤسسة بيو للدراسات والأبحاث الأميركية» (اطلعت عليه «الشرق الأوسط»)، ظهر أن نسبة الأميركيين الذين يرون أن الصين تعتبر مصدر تهديد حقيقي وصلت إلى نحو 85 في المائة، وتلك أعلى نسبة منذ عام 2005، حينما بدأ المركز في استطلاعاته حول السياسات الخارجية للدولة.
ومنذ تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه عام 2017، تضمن نهجه في العلاقات الأميركية - الصينية زيادة الضغط على نظام بكين، عن طريق التعريفات وخطابات الحرب التجارية، والآن، مع ظهور الجائحة غير المسبوقة (كورونا الجديد)، فإن ذلك انعكس سلباً على آراء الشعب الأميركي، واستمرت الآراء السلبية بشأن الصين في النمو، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن.
وأوضحت «مؤسسة بيو للأبحاث» أن استطلاع الرأي الذي بدأ مطلع مارس (آذار) الماضي وصدر الشهر الجاري أبريل (نيسان)، وجد أن ما يقرب من ثلثي الشعب الأميركي يرون أن لديهم وجهة نظر غير مواتية للصين، كما أن الآراء الإيجابية نحو الزعيم الصيني الرئيس شي جينبينغ هي أيضاً في مستويات منخفضة تاريخياً.
لا تزال العوامل الاقتصادية، مثل فقدان الوظائف الصينية والعجز التجاري، هي أحد المخاوف الرئيسية للجمهور الأميركي. ولكن هناك قضايا أخرى - بما في ذلك سياسات حقوق الإنسان الصينية والتدهور البيئي - تقلق الأميركيين أيضاً.
وفي الوقت الذي تكافح فيه اقتصادات الصين والولايات المتحدة معاً تأثير الوباء الحالي، يرى عدد أكبر من الأميركيين الآن أن الولايات المتحدة، باعتبارها القوة الاقتصادية الرائدة في العالم، أكثر من أي وقت مضى خلال الـ12 عاماً الماضية، أي في الواقع، ينظر الأميركيون الآن إلى الولايات المتحدة على أنها قوة اقتصادية أكبر من الصين، بنسبة تقارب 2 إلى 1 (59 في المائة مقابل 30 في المائة) من شريحة الاستطلاع التي بلغت 1000 شخص.
كما يعتقد الأميركيون بأغلبية ساحقة أن بلادهم تقود العالم عسكرياً، وأن العالم أفضل حالاً مع قيادة الولايات المتحدة بدلاً من قيادة الصين.
وفي بعض النواحي، وهذه لها «ميول حزبية»، لا يزال الجمهوريون حذرين من الصين أكثر من الديمقراطيين، أي أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الجمهوريين والمستقلين الذين يميلون إلى الجمهوريين يرون الصين بنظرة سلبية غير مواتية، مقارنة مع ما يقرب من ستة من كل عشرة ديمقراطيين يرون العكس.
ووجد الاستطلاع أن الشباب الذين كانوا تاريخياً أكثر إيجابية من الأميركيين الأكبر سناً تجاه الصين، أصبحوا الآن بشكل متزايد لديهم وجهات نظر سلبية عن الصين، وأكثر عرضة لرؤيتها أكثر تهديداً للولايات المتحدة مما كانت عليه في السنوات السابقة. ومع ذلك، لا يزال الأميركيون الأكبر سناً يتخذون موقفاً أكثر سلبية من الأصغر سناً في معظم جوانب العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
ويشير استطلاع «مؤسسة بيو» إلى أن الجمهوريين يميلون إلى أن يكونوا أكثر سلبية من الديمقراطيين تجاه الصين، إلا أن المجموعتين الحزبيتين سجلتا تقييماتهما السلبية تجاه الصين بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.