فكرة «التباعد الاجتماعي» بدت صعبة التطبيق في الإمارات، في مجتمع يعتبر الزيارات وصلة الرحم واللقاءات جزءاً رئيسياً من الثقافة السائدة في البلاد، ومع تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم فرضت التدابير الوقائية لمواجهة إجراء «التباعد الاجتماعي»، والذي ساهمت الحكومة في رفع الوعي حول ضرورة التباعد لإيقاف انتقال عدوى الفيروس بين أفراد المجتمع؛ مما غير في وسائل التواصل بين الأسر في الإمارات. في حين ساهمت البنية التحتية الحديثة في الإمارات في تغيير الأسر بالإمارات طريقة التواصل، وذلك من خلال تطبيقات الاتصال المرئي، حيث عوض الأفراد الزيارات من خلال التواصل الافتراضي.
وقال محمد أحمد، موظف في إحدى شركات القطاع الخاص، أن فكرة التباعد الاجتماعي في مجتمع متقارب مثل الإمارات صعبة، لكن الصحة تعد أمراً جدياً، وامتثالاً لدعوات وزارة الصحة من المهم أن نشارك في هذه التدابير الوقائية للتمكن من السيطرة على المرض، وقال «أعتقد أننا نجحنا في ذلك». وأضاف «ساعدتنا تطبيقات التواصل في الهواتف الذكية في التواصل مع الأهل والأصدقاء، وباتت سمة سواء في الأعمال أو حتى بين أفراد المجتمع، وهو ما يخفف من وطأة التباعد الاجتماعي». ومع دخول شهر رمضان تزداد فكرة التقارب الأسري، إلا أن الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الإمارات، قالت إن شهر رمضان لهذا العام سيكون مختلفاً في ظل الظروف الحالية التي يمر فيها العالم ومن ضمنه الإمارات، وأكدت أن صحة الجميع أولوية للخروج من المرحلة الراهنة، وذلك من خلال الاستغناء عن بعض العادات الاجتماعية التي تعود عليها أفراد المجتمع في رمضان.
وأضافت «صحيح أن تجمع الأهالي والأبناء على مائدة الإفطار ومشاركة الطعام مع الجيران عادات حسنة، لكن من الضروري هذا العام تأجيلها»، وأضافت «آباؤنا وإخواننا، صحيح التجمعات على السحور مع الأصحاب مهمة، لكن نتمنى الاستغناء عنها هذا العام، ونحن نقدر صعوبة أن يكون رمضان من دون هذه العادات والتجمعات والزيارات، لكنه فرصة لنا جميعاً كوننا في البيوت أن نتبنى السلوكيات الإيجابية، مثل الأكل الصحي، وممارسة الرياضة، والاهتمام بتطوير الذات، وفرصة نكون أقرب مع أبنائنا ونتواصل مع الآخرين بوسائل ثانية، والأهم أنه فرصة للتقرب إلى الله، والمحافظة على صحتنا، وصحة كل من حولنا».
تعايش مع «التباعد» عبر التكنولوجيا في الإمارات
تعايش مع «التباعد» عبر التكنولوجيا في الإمارات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة