«الاختيار» يفتح شهية المصريين على دراما رمضان

المسلسل يتصدر «الترند» بعد عرض أولى حلقاته

أمير كرارة في لقطة من المسلسل
أمير كرارة في لقطة من المسلسل
TT

«الاختيار» يفتح شهية المصريين على دراما رمضان

أمير كرارة في لقطة من المسلسل
أمير كرارة في لقطة من المسلسل

بمزيج من المشاهد الواقعية والدرامية، مهدت أولى حلقات مسلسل «الاختيار» للصراع بين «الخير» و«الشر» الذي تركز عليه الأحداث المأخوذة عن قصة حياة الضابط المصري أحمد المنسي الذي قضى خلال العمليات الإرهابية في شمال سيناء، والذي يجسد شخصيته الفنان أحمد كرارة، و«الإرهابي» هشام عشماوي، الذي يجسده الفنان أحمد العوضي.
والحلقة الأولى التي تصدرت «الترند» في مصر، عقب عرضها بدقائق قليلة، وفتحت شهية المصريين على دراما رمضان، بدأت بعرض أجزاء من حادث قتل ضابط الصاعقة المصري أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، في هجوم إرهابي بشمال سيناء، يوم 7 يوليو (تموز) 2017، قبل عرض تتر المسلسل، وهو المشهد الذي تفاعل معه الجمهور كثيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول وصية المنسي لزملائه لحظة «استشهاده»: «على العهد يا رجالة، وزي ما اتفقنا اندفن في (أفورلي)، الشهيد لا بيتغسل ولا بيتكفن».
وعلى عكس حالة الحب التي اكتسبها «المنسي» من الحلقة الأولى، نجح صناع «الاختيار» في غرس مشاعر الكراهية تجاه الإرهابي هشام عشماوي، الذي بدأ ظهوره في الأحداث بالمشهد الحقيقي لوصوله القاهرة نهاية مايو (أيار) 2019، بعد فترة من إعلان القبض عليه في ليبيا. كما رصدت أحداث الحلقة ميول «عشماوي» المتطرفة، وسعيه المستمر للخروج من الخدمة في الجيش للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، مع التركيز على ما كان يحدث عام 2012 الذي حكم فيه الإخوان مصر، لتنتهي الحلقة الأولى بمشهد لمذبحة رفح الأولى، التي استشهد خلالها نحو 16 ضابطاً وجندياً مصرياً، في 5 أغسطس (آب) 2012.
ويرى نقاد فن، من بينهم خالد محمود، أن مسلسل «الاختيار» يمثل مرحلة جديدة في الدراما المصرية، كونه يتناول حادثاً معاصراً عايشه الجمهور، يتعلق بقضايا وطنية وعسكرية، عكس ما كان يحدث في عهود سابقة، من تأجيل تناول هذه الأحداث لسنوات طويلة. ويقول محمود لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل نجح منذ الحلقة الأولى في تقديم حالة درامية التف حولها الناس، بإظهار حالة التضاد بين ضابط يؤمن بوطنه ورسالته، وبقيمة وجود جيش قوي يتصدى للعدو والإرهاب، وشخصية أخرى بدت مشاعرها الوطنية مهزوزة لا تؤمن بقيمة رسالتها، تمهيداً للانجراف وراء تيار معادي».
وتراهن قناة «ON» على مسلسل «الاختيار» الذي تعرضه بشكل حصري حالياً، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققه كرارة في دراما الأكشن لثلاثة مواسم متتالية بسلسلة «كلبش». كما تعرض أيضاً بشكل حصري مسلسل «النهاية» الذي ينتمي لفئة الخيال العلمي والأكشن، والذي يعود به الفنان يوسف الشريف إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب عامين تقريباً.
ووفق خالد، فإنه «يمكن وضع المسلسل في خانة بمفرده، بعيداً عن منافسات الدراما التقليدية (كوميدي، اجتماعي، حركة)، كونه يتناول سيرة أسطورة الصاعقة المصري أحمد المنسي الذي اهتزت المشاعر لبطولاته، مؤكداً أن الجمهور المصري بشكل عام عادة ما يلتف حول الأعمال الدرامية الوطنية، خصوصاً التي تقدم نماذج إيجابية تؤمن بقضية ضرورة الدفاع عن الوطن في مواجهة العدو»، متوقعاً أن يصنع هذا التضاد بين شخصيتي كرارة والعوضي مباراة في التمثيل، ستجعلهما في مصاف نجوم دراما رمضان هذا العام.
وحظى الضابط أحمد المنسي بتقدير واهتمام كبير من وسائل الإعلام المصرية، وجمهور «السوشيال ميديا»، عقب تناول قصة استشهاده التي أبدى فيها بطولة استثنائية، وفق الروايات التي تناقلتها الصحف والقنوات المصرية.
وبدورها، علقت منار محمد سليم، زوجة أحمد المنسي، على الحلقة الأولى للمسلسل، وقالت في تصريحات صحافية أمس إنها «شاهدت الحلقة الأولى 3 مرات، وأن أكثر مشهد تأثرت به كان المشهد الذي يجمع أسرة المنسي حول مائدة الإفطار في رمضان عام 2012»، موضحة أنها حضرت تصوير المسلسل مع أبنائها.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».