خيول «الفييكا» ‏تحصل على ‏مساعدات بسبب ‏‏«كوفيد ـ 19»‏

فييكا قديمة الطراز تمرّ أمام قصر هوفبورغ في العاصمة النمساوية فيينا
فييكا قديمة الطراز تمرّ أمام قصر هوفبورغ في العاصمة النمساوية فيينا
TT

خيول «الفييكا» ‏تحصل على ‏مساعدات بسبب ‏‏«كوفيد ـ 19»‏

فييكا قديمة الطراز تمرّ أمام قصر هوفبورغ في العاصمة النمساوية فيينا
فييكا قديمة الطراز تمرّ أمام قصر هوفبورغ في العاصمة النمساوية فيينا

أعلنت حكومة فيينا، ‏أمس، دعمها بمبلغ ‏‏250 يورو يُخصص ‏شهرياً لكل حصان ‏من الأحصنة التي تجرّ ‏عربات «الفييكا» ‏التي توقفت عن ‏العمل بسبب ‏الإجراءات الاحترازية ‏الصارمة، لدرء انتشار ‏فيروس «الكورونا» ‏بالنمسا.‏
وكانت «الفييكات»، ‏التي تشبه الحنطور ‏وتسير على أربع ‏عجلات ويجرها ‏حصانان، قد تأثرت ‏اقتصادياً تأثراً فادحاً ‏ككل الأنشطة في ‏المدينة، خاصة مع ‏انقطاع السياح ‏انقطاعاً تامّاً. أضف ‏إلى ذلك ما صدر من ‏قوانين تمنع التجوال ‏لغير أمور بالغة ‏الأهمية، كالخروج ‏لشراء مواد غذائية. ‏وفي هذه الخصوص ‏بالذات سبق أن ‏عملت بعض هذه ‏‏«الفييكات» في توزيع ‏أطعمة لمحتاجين ‏بالتعاون مع أحد ‏فنادق المدينة، ثم ‏توقفت مع انتهاء ‏تلك المبادرة.‏
توقف «الفييكا» عن ‏العمل جعل القائمين ‏على أمرها أمام ‏معضلة العناية بالخيول ‏وكيفية توفير غذائها، ‏لدرجة الشكوى ‏خوفاً على صحتها، ‏خاصة مع توقعات ‏مؤكدة بفشل الموسم ‏السياحي حتى لو رُفع ‏الحظر العالمي عن ‏السفر وفتحت ‏النمسا حدودها ‏المغلقة منذ منتصف ‏شهر مارس (آذار) ‏الماضي.‏
في إعلان صحافي، ‏قال مايكل لودفيغ ‏عمدة فيينا وحاكمها، ‏إنّ عربات «الفييكا» ‏التي تجرها الخيول تعتبر ‏رمزاً من رموز المدينة ‏ومن أحب معالمها، ‏مشيراً إلى أنّ ما ‏سيقدمونه من دعم ‏مالي يسجل تحت بند ‏‏«حزمة أعلاف فيينا ‏لشركات النقل التي ‏تجرها الخيول». ‏ويستمر الدّعم طيلة ‏الأشهر الثلاث المقبلة ‏لتغطية الجهود المبذولة ‏لتوفير الأعلاف ‏والعناية المنتظمة بهذه ‏الخيول.‏
من جانبها، رحبت ‏غرفة تجارة فيينا بحزمة ‏المساعدات التي ‏ستقدمها البلدية ‏معلنة بدورها عن ‏مساعدات ستقدمها ‏لضمان رفاهية هذه ‏الحيوانات، ولإثراء ‏تقاليد تعتز بها المدينة.‏
جدير ذكره أنّ 21 ‏شركة نقل تجرها ‏خيول بإجمالي 300 ‏حصان تعمل في ‏فيينا. يقود «الفييكا» ‏سواس (رجل أو ‏امرأة) ملزم بزي معين ‏باللونين الأسود ‏والأبيض، ويكون ‏مدربًاً على العمل ‏كمرشدين سياحيين ‏يعرفون المدينة ودروبها ‏ويحكون تاريخها سواء ‏في قلبها القديم أو ‏بعيدا وصولاً إلى ‏قصورها ومن أهمها ‏قصر الشونبرون، ‏وهناك جولة في المقابر ‏الرئيسة لزيارة مقابر ‏مشاهير المؤلفين ‏الموسيقيين مثل ‏بيتهوفن وموتزارت ممن ‏خلدوا «الفييكا» في ‏أعمال أوبرالية، ‏أشهرها «أوبرا ‏أربيللا» التي ألّفها ‏يوهان اشتراوس. ليس ‏ذلك فحسب، بل ‏هناك جولات تتوفر ‏فيها خدمة أطعمة ‏نمساوية تقليدية توفرها ‏مطاعم ومقاهٍ ‏مشهورة.‏
‏«‏Fiaker‏» كلمة ‏ألمانية تعود ‏لـ(‏fiacre‏) ‏بالفرنسية، وأوّل ما ‏عرفت هذه الناقلات ‏في باريس منذ ‏‏1645، فيما زادت ‏شهرتها في فيينا ‏وانتشرت فيها أكثر ‏من ألف فييكا في ‏الفترة ما بين 1860 ‏و1900. وتبدو ‏معظم أزقّة وشوارع ‏فيينا القديمة الضيقة ‏والمرصوفة بنوع معين ‏من الحجارة الصلبة، ‏وكأنها قد عُبّدت ‏خصيصاً لتناسب هذا ‏النوع من المركبات.‏
ورغم أنّ مخلفات ‏‏«الفييكا» تنشر ‏رائحة كريهة في بعض ‏طرقات فيينا وحولها، ‏فإن أهل المدينة سبق ‏أن خرجوا في ‏مظاهرات مشهودة ‏رافضةً لقرار كان قد ‏صدر بإلزام الخيول ‏بنوع من الحافظات، ‏بدعوى أنّ تلك ‏الألبسة لا تتوافق ‏وطبيعة الحيوان، ‏وتسبب للخيول ضيقاً ‏يتعدّى على حقوقها ‏وحريتها.‏


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».