مع تراجع عدد الموظفين المسؤولين عن مراقبة المنشورات المبلغ عنها في فيسبوك وإنستغرام، نتيجة انتشار وباء «كورونا»، تشهد المنشورات غير اللائقة تجاهلاً وإهمالاً رغم احتجاج واعتراض المستخدمين.
ولكن مع إقفال المدارس لأبوابها وتزايد عدد الساعات التي يمضيها الأطفال على شبكة الإنترنت، كيف يمكن للآباء والأمهات أن يحموا أطفالهم في ظلّ تراجع المراقبة والمحاسبة الذاتية التي تجريها هذه الشبكات؟ يعتبر شون رايت، مؤسس ومدير شركة «أفينيتي تكنولوجي بارتنرز» المزوِّدة لخدمات تكنولوجيا المعلومات في برينتوود، أنّ أفضل طريقة لحماية الأطفال من المحتوى غير اللائق هي البحث معهم في موضوع السلامة الإلكترونية وطمأنتهم إلى أنّه لا بأس بطرح الأسئلة حول ما يرونه على الشبكة. وينصح رايت الآباء والأمهات بالتفكير بتحميل تطبيقات وبرامج تحدّ من الساعات التي يمضيها الأولاد وتراقب المحتوى على عدّة أجهزة، لا سيّما وأنّ 95 في المائة من مراهقي اليوم يستخدمون الهواتف الذكية وفقاً لتقرير أعدّه مركز «بيو» البحثي.
واعتبر رايت، الأب لأربعة أولاد، أنّ هذا النوع من الأحاديث مع الأطفال مهمّ جداً في هذه الأيّام التي يمضون خلالها وقتاً أطول على الأجهزة الذكية.
- تراخي «فيسبوك»
منذ منتصف مارس (آذار)، قلّلت منصتا فيسبوك وإنستغرام، اللتان تعتمدان على فريق عمل مشترك مهمّته مراقبة المحتوى، عدد الموظفين المسؤولين عن معاينة المحتوى الذي يتم التبليغ به من قبل المستخدمين. ومع تراجع عدد الموظفين المتخصصين في التحقيق بالمنشورات، تُرك عدد كبير من المنشورات التي تعرّضت للتبليغ دون مراجعة.
وتشير التقارير إلى أنّ صورة واحدة فاضحة وغير لائقة على الأقلّ تمّ تداولها في مجموعة فيسبوكية تابعة لمقاطعة «ناشفيل» الأميركية وبقيت لأيّام رغم التبليغ عنها. وعندما أقدم أحد مستخدمي المنصّة على التبليغ عن الصورة، تلقّى رسالة من فيسبوك تفيد بأنّ شكواه لا تمثل أولوية للمنصّة اليوم بسبب أزمة انتشار فيروس «كورونا». ولكنّ معايير الموقع تشير بوضوح إلى أنّ المحتوى غير اللائق والمواد الفاضحة ممنوعة من النشر.
تعليقاً على المسألة، قال متحدّث باسم شركة فيسبوك في رسالة إلكترونية: «عندما يبلغنا المستخدمون عن محتوى معيّن في هذه الأيّام، نعلمهم بأنّنا سنضع هذه الحالات التي تمثّل ضرراً محتملاً لمجتمعنا في سلّم أولوياتنا مع الحفاظ على سلامة مراجعينا من خلال إبقائهم في منازلهم. ومع تراجع عدد موظفي المراجعة المتوفرين، سنزيد استخدام الذكاء الصناعي لإزالة المحتوى الذي ينتهك معايير فيسبوك المجتمعية بمفعول رجعي». ولكنّ المتحدّث لم يفصح عن مدّة محدّدة ستتمّ خلالها إزالة المنشورات التي تعرّضت للتبليغ.
- تعريض الأطفال لمحتوى غير لائق
إن تعرّض الأطفال لمحتوى غير لائق، مقلق عبر الإنترنت، إذ كشفت بعض التقارير أنّه ومنذ الانتقال إلى العمل من المنزل، ركّز موظفو فيسبوك وإنستغرام على حجب المحتوى المرتبط بسلامة الأطفال والإرهاب والانتحار وإيذاء النفس، بالإضافة إلى المحتوى المضرّ المرتبط بفيروس (كوفيد 19).
وأظهرت دراسة أجراها مركز «بيو» البحثي أنّ 59 في المائة من المراهقين الأميركيين يتعرّضون للتنمّر الإلكتروني وما يشمله من نعوت وصور فاضحة. واتهم الطلاب المشاركون في استطلاع الرأي شركات التواصل الاجتماعي بالمساهمة في انتشار التنمّر، بينما أشار 66 في المائة منهم إلى أنّ المنصات لم تقم بأيّ جهود لوضع حدّ لهذه الظاهرة.
وفي دراسة أخرى أجرتها شركة «بارك تكنولوجيز» التي طوّرت تطبيقاً لمراقبة المحتوى، تبيّن أنّ 90 في المائة من الأطفال والمراهقين تحدّثوا عن مواضيع وأفكار عنفية أو تعرّضوا لها. وحلّل التطبيق أكثر من 873.8 مليون رسالة ووجد أنّ ما يقارب 84 في المائة من المراهقين يتعرّضون لمحتوى جنسي.
- «يو إس إي توداي»
خدمات «تريبيون ميديا»
«كورونا» يسمح بتسلل المحتوى غير اللائق إلى «فيسبوك» و«إنستغرام»
«كورونا» يسمح بتسلل المحتوى غير اللائق إلى «فيسبوك» و«إنستغرام»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة