إسبانيا تعتقل «المطرب الداعشي» الفار من سوريا

نجل قيادي معروف في «جماعة الجهاد» المصرية وصل في «قوارب مهاجرين» من شمال أفريقيا

صورة وزعتها الشرطة الإسبانية لاعتقال المشتبه بهم في المريّة بجنوب إسبانيا أول من أمس (إ.ب.أ)
صورة وزعتها الشرطة الإسبانية لاعتقال المشتبه بهم في المريّة بجنوب إسبانيا أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

إسبانيا تعتقل «المطرب الداعشي» الفار من سوريا

صورة وزعتها الشرطة الإسبانية لاعتقال المشتبه بهم في المريّة بجنوب إسبانيا أول من أمس (إ.ب.أ)
صورة وزعتها الشرطة الإسبانية لاعتقال المشتبه بهم في المريّة بجنوب إسبانيا أول من أمس (إ.ب.أ)

ألقت الشرطة الإسبانية القبض أول من أمس، في مدينة المريّة الجنوبية على من وصفته بأنه أحد «أخطر الإرهابيين» في تنظيم «داعش» و«أكثر المطلوبين في أوروبا»، في عمليّة كان يشرف على تنسيقها منذ أشهر المركز الوطني للمخابرات مع عدد من الأجهزة الأمنية الأوروبية والدولية. ولقي توقيفه اهتماماً كبيراً أيضاً في بريطانيا التي كان يقيم فيها قبل التحاقه بالمتطرفين في سوريا والعراق، علماً بأن والده كان قيادياً في «جماعة الجهاد» المصرية وهو مسجون حالياً في الولايات المتحدة.
وأفادت مصادر أمنية إسبانية بأن الموقوف يدعى عبد المجيد عبد الباري، وهو بريطاني من أصل مصري، وكان قد وصل منذ أيام إلى المريّة التي يكثر فيها العمّال الموسميّون الوافدون من بلدان أفريقيا الشمالية خلال هذه الفترة من كل عام، وهي منطقة تُعد المصدِّر الرئيسي للخضار والفاكهة إلى أوروبا. وقالت المصادر إن عبد الباري معروف لدى الأجهزة الأوروبية لمكافحة الإرهاب ويتميّز بعنفه المفرط وكان يختبئ في شقة مع شخصين آخرين يخضعان أيضاً للتحقيق لدى السلطات.
وقالت مصادر الشرطة إن الموقوفين الثلاثة الذين كانت تتعقبهم أجهزة المخابرات الإسبانية منذ فترة وصلوا إلى المريّة على متن زورق يحمل مهاجرين من أفريقيا، وكانوا يتخذون إجراءات أمنية صارمة خلال رحلة الوصول إلى إسبانيا وفي تنقلاتهم داخل الأراضي الإسبانية حيث تكيّفوا مع حالة الطوارئ المفروضة بسبب من جائحة «كوفيد - 19»، إذ كانوا لا يغادرون شقتهم إلّا نادراً وبشكل منفرد، ويرتدون دائماً كمّامات تحاشياً لانكشاف وجههم.
وقال مصدر أمني إسباني إن عمليّة الملاحقة بدأت عندما تبلغت الأجهزة الإسبانية معلومات عن احتمال عودة عبد الباري إلى أوروبا عن طريق إسبانيا، وتركّز البحث على نقاط العبور الساحلية ثم على تحديد المخبـأ الذي لجأ إليه. وأضاف المصدر أنه بعد «تحريّات معقّدة» تمّ تحديد ظروف وصوله إلى سواحل المريّة ومسار تنقلاته واتصالاته في الداخل الإسباني حتى معرفة مكان إقامته ومراقبته ثم اعتقاله.
وفي معلومات الأجهزة الأمنية أن عبد الباري (عمره قرابة 29 سنة) أمضى سنوات على جبهات القتال في سوريا والعراق، وأنه كان موضع متابعة مستمرّة ودقيقة من طرف الأجهزة الأوروبية كونه «معروفاً بسجلّه الإجرامي المفرط في العنف»، حسبما يتبيّن من المواد الإعلامية المكتوبة والمرئية التي تناقلت العمليات التي قام بتنفيذها ضمن تنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق النزاع التي كان ينشط فيها (ذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه تصوّر في إحدى المرات إلى جانب رأس مقطوع في الرقة السورية).
وتقول الشرطة الإسبانية إن هذه العملية تندرج في إطار الاستراتيجية الأوروبية لرصد المقاتلين الإرهابيين العائدين من مناطق النزاع ومنع دخولهم إلى أوروبا أو قيامهم بعمليات إرهابية داخلها. وتنشط الأجهزة الإسبانية الآن لتحديد هويّة الشخصين اللذين كانا برفقة عبد الباري، ومعرفة ما إذا كانا أيضاً من العائدين من مناطق النزاع أو ينتميان إلى الخلايا التي توفّر الدعم اللوجيستي والمساعدة للعائدين. وتركّز الشرطة على معرفة الهدف النهائي لوجود عبد الباري في إسبانيا، وهل كان هذا الوجود مؤقتاً للانتقال لاحقاً إلى وجهة أوروبية أخرى، وتحديد هل كان يخطط لعمليات إرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية الإسبانية كانت قد حذّرت أواسط الشهر الماضي من احتمال استغلال التنظيمات الإرهابية لحالة الطوارئ التي فرضتها أزمة فيروس «كورونا» لإعادة تنظيم صفوفها وتعزيز قدراتها اللوجيستية، وربما لاستقطاب عناصر في ظل الأزمة الاقتصادية.
وفي لندن، اهتمت وسائل الإعلام البريطانية بنبأ توقيف عبد الباري في إسبانيا. وأفادت صحيفة «إكسبرس» اليمينية بأن خبراء مكافحة الإرهاب يخشون أن يكون بريطانيون آخرون من العناصر المتشددة يختبئون في أوروبا بعد أن فرّوا من سوريا والعراق، مشيرةً إلى أن عبد الباري جاء إلى بريطانيا وعمره ست سنوات بعدما خرج والده من السجن في مصر وطلب اللجوء السياسي في تسعينات القرن الماضي. ووالده، عادل، قيادي سابق في «جماعة الجهاد» المصرية، وهو مسجون حالياً في أميركا في قضية تفجير سفارتيها بنيروبي ودار السلام عام 1988، ونفذ عناصر من تنظيم «القاعدة» هذين الهجومين.
وقبل سفره إلى سوريا والعراق، كان عبد الباري معروفاً بأغنيات موسيقى «الراب»، قبل أن ينجذب إلى أفكار التشدد التي روّج لها «داعش».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.