دعوة لتخفيف ديون دول الدخل المتوسط

بكين تناشد البنك الدولي أن يكون «قدوة»

حثت الصين البنك الدولي على السماح لمقترضيه الأشد فقرا بتعليق مدفوعات الديون (رويترز)
حثت الصين البنك الدولي على السماح لمقترضيه الأشد فقرا بتعليق مدفوعات الديون (رويترز)
TT

دعوة لتخفيف ديون دول الدخل المتوسط

حثت الصين البنك الدولي على السماح لمقترضيه الأشد فقرا بتعليق مدفوعات الديون (رويترز)
حثت الصين البنك الدولي على السماح لمقترضيه الأشد فقرا بتعليق مدفوعات الديون (رويترز)

طلبت لجنة التنمية بالبنك الدولي، أمس (الجمعة)، من البنك وصندوق النقد الدوليين استكشاف حلول لتخفيف أعباء الدين عن الدول ذات الدخل المتوسط التي تعاني في ظل جائحة «كورونا» وذلك لكل حالة على حدة.
وقالت اللجنة المشكّلة من مساهمي البنك الدولي في بيان صدر عقب اجتماع انعقد أمس، إن على البنك أن يستطلع أيضاً المزيد من تعليق مدفوعات الدين للبلدان الأشد فقراً.
وحثت الصين البنك الدولي على السماح لمقترضيه الأشد فقراً بتعليق مدفوعات ديون للبنك بينما يعالجون جائحة فيروس «كورونا»، قائلة إن أكبر بنك تنموي متعدد الأطراف يجب أن يكون «مثالاً يحتذى به».
وقال وزير المالية الصيني ليو كون، في بيان مساء الخميس، إلى لجنة التنمية بالبنك، إن جميع الأطراف يجب أن تشارك في تحركات مشتركة لمعالجة مكامن الضعف المتعلقة بالديون في ظل الجائحة، بما في ذلك الدائنون التجاريون ومتعددو الأطراف والرسميون الثنائيون.
من جهته، أبلغ ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، لجنة التنمية بالبنك، أن الدائنين التجاريين بحاجة لدعم تخفيف أعباء الدين للدول الأشد فقراً، ولا يمكنهم الاستفادة دون مقابل فحسب من تعليق مدفوعات الدين من جانب الدائنين الثنائيين الرسميين.
وقال مالباس إن مبادرة تخفيف عبء الدين التي جرى الاتفاق عليها هذا الأسبوع من جانب مجموعة العشرين ونادي باريس «إنجاز ضخم» لمساعدة الدول الأشد فقراً على التعامل مع الآثار الصحية والاقتصادية لجائحة فيروس «كورونا المستجد».
وقال إن البنك سينظر في سبل تعزيز الدعم أكثر للدول الأشد فقراً، لكنه حذّر من أنه من المهم حماية القدرة المالية والتصنيف الائتماني وانخفاض تكلفة التمويل المقدم من أذرع الإقراض التابعة للبنك.
من جهة أخرى، أكد مالباس أنه يجدر بالدول أن تسمح بمزيد من التجارة لكي تتعافى من التباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس «كورونا»، مضيفاً أن لديه بواعث قلق من قيام الدول بتخزين إمدادات الغذاء.
وقال مالباس، متحدثاً خلال مؤتمر صحافي بالفيديو، إنه يأمل ألا تُفضي الجائحة إلى زيادة الحماية التجارية. وتابع: «حريٌّ بالدول أن تسمح بالتجارة لتخفيف وقع الصدمة الناجمة عن التباطؤ الاقتصادي».
في غضون ذلك، قالت جيتا غوبيناث، كبيرة الاقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي، الجمعة، إن «النشاط الاقتصادي العالمي الذي تضرر من جائحة فيروس (كورونا المستجد)، قد لا يتعافى بشكل كامل حتى نهاية 2021».
وأوضحت غوبيناث في حديث مع شبكة «سي إن بي سي» الأميركية، أن صندوق النقد خفض توقعاته للاقتصاد العالمي إلى انكماش بنسبة 3% هذا العام، قبل أن ينمو بنحو 5.8% العام المقبل؛ واصفة هذا الانتعاش بالـ«جزئي»... ولافتة إلى أنه «حتى مع نهاية العام المقبل، نتوقع أن يكون مستوى النشاط الاقتصادي أقل مما توقعناه قبل انتشار الفيروس».
وأضافت أن الاقتصادات حول العالم أعلنت حزماً تحفيزية بقيمة 8 تريليونات دولار تقريباً، متابعة: «أعتقد أنه إذا قارنت ذلك بالأزمة المالية العالمية، فإن الاستجابة أسرع بكثير وحجمها أكبر كثيراً»... وألمحت إلى أن مقدار التحفيز لا يوزّع بالتساوي عبر الاقتصادات، إذ يأتي نحو 7 تريليونات دولار من دول مجموعة العشرين. وأكدت أن الاقتصادات النامية والناشئة تواجه تحدياً أكبر في ظل وجود مساحة مالية أقل، ووجود اختلالات بالفعل في ميزان المدفوعات».


مقالات ذات صلة

صندوق النقد الدولي يراقب «بقلق كبير» التصعيد في الشرق الأوسط

الاقتصاد تصاعد دخان القصف عبر الحدود فوق مناطق قرى كفركلا الحدودية الجنوبية اللبنانية والعديسة (دي.بي.إي)

صندوق النقد الدولي يراقب «بقلق كبير» التصعيد في الشرق الأوسط

قال صندوق النقد الدولي إنه يراقب بقلق كبير التصعيد في الشرق الأوسط، محذراً من أن المزيد من التصعيد في الصراع يزيد المخاطر والضبابية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سبيكة ذهبية وعملات ذهبية (رويترز)

الذهب يتداول في نطاق ضيق بانتظار بيانات اقتصادية أميركية مهمة

ظلت أسعار الذهب في نطاق ضيق يوم الخميس مع بقاء المتعاملين على الحياد قبل صدور بيانات اقتصادية أميركية مهمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر هذه الصورة الملتقطة من مدينة الخليل بالضفة الغربية قذائف فوق مدينة أسدود الإسرائيلية في 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ما التداعيات الاقتصادية المحتملة للتصعيد بين إسرائيل وإيران؟

يتابع المراقبون الاقتصاديون مجدداً من كثب تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، مع التخوّف من تداعيات تصعيد كبير بين الدولتين على الاقتصاد العالمي.

شادي عبد الساتر (بيروت)
الاقتصاد مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)

تحركات دولية تقودها السعودية لمكافحة التغيّر المناخي وتدهور الأراضي

اجتمعت رئاسات النسخ الثلاث المقبلة من «مؤتمر الأطراف» وهي السعودية وأذربيجان وكولومبيا؛ لتحديد إطار طموحاتها المتعلقة بالاتفاقيات الثلاث لـ«مبادرة ريو البيئية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد حاويات بميناء يانغشان البحري في شنغهاي بالصين (رويترز)

منظمة التعاون الاقتصادي تتوقع استقرار النمو العالمي عند 3.2 % هذا العام

قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن نمو الاقتصاد العالمي في سبيله للاستقرار بوقت يتراجع فيه تأثير الضغط الناجم عن رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في نوفمبر 2.20 دولار

صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)
صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)
TT

السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في نوفمبر 2.20 دولار

صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)
صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)

رفعت شركة أرامكو السعودية، سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف الرائد لعملائها في آسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمقدار 0.90 سنت إلى 2.20 دولار.

كانت «أرامكو» قد خفضت الأسعار لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمقدار 70 سنتاً إلى 1.3 دولار للبرميل.

وقالت أرامكو في بيان السبت، إنها خفضت سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف لعملائها في أوروبا بنحو 90 سنتا للبرميل وأميركا بنحو 10 سنتات، وذلك لشهر نوفمبر المقبل.

يأتي ذلك بعدما قفزت أسعار النفط على مدار الأسبوع، لتحقق ارتفاعاً على أساس أسبوعي بأكثر من 8 في المائة، بالنسبة لخام برنت، وهو أعلى مكسب أسبوعي منذ يناير (كانون الثاني) 2023، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط 9.1 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2023.

وترتفع الأسعار بدعم تزايد وتيرة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مع تهديد إسرائيل بضرب أهداف نووية إيرانية.

وقفزت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الجمعة، آخر تداولات الأسبوع، وحققت أكبر مكاسب أسبوعية في أكثر من عام وسط مخاطر متزايدة من نشوب حرب بالشرق الأوسط، وذلك رغم تراجع بعض المكاسب بعدما نصح الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بعدم استهداف منشآت نفط إيرانية.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتاً أو 0.6 في المائة إلى 78.05 دولار للبرميل عند التسوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 67 سنتاً، أو 0.9 في المائة إلى 74.38 دولار للبرميل.

وتعهدت إسرائيل بالرد على طهران بعد هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل يوم الثلاثاء.

وقفزت أسعار النفط بنحو 2 في المائة خلال الجلسة، لكنها تراجعت بصورة حادة بعد أن قال بايدن إنه لو كان في مكان إسرائيل سيفكر في بدائل غير ضرب حقول النفط الإيرانية.

وتتوقع شركة الوساطة ستون إكس أن تقفز أسعار النفط بين ثلاثة إلى خمسة دولارات للبرميل إذا جرى استهداف البنية التحتية النفطية في إيران.

ونقلت «وكالة أنباء الطلبة الإيرانية» (إس إن إن) عن علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري القول إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنت إسرائيل هجوماً عليها.

وإيران عضو في تحالف أوبك بلس ويبلغ إنتاجها من النفط 3.2 مليون برميل يومياً أو ما يعادل ثلاثة في المائة من الإنتاج العالمي.