السعودية لخفض صادرات النفط إلى 8.5 مليون برميل التزاماً باتفاق «أوبك بلس»

«أرامكو»: تقليص الإنتاج للعملاء المحليين والعالميين يبدأ في مايو

كشفت «أرامكو» أمس عن تخفيض صادراتها اعتباراً من مطلع الشهر المقبل إلى 8.5 مليون برميل (رويترز)
كشفت «أرامكو» أمس عن تخفيض صادراتها اعتباراً من مطلع الشهر المقبل إلى 8.5 مليون برميل (رويترز)
TT

السعودية لخفض صادرات النفط إلى 8.5 مليون برميل التزاماً باتفاق «أوبك بلس»

كشفت «أرامكو» أمس عن تخفيض صادراتها اعتباراً من مطلع الشهر المقبل إلى 8.5 مليون برميل (رويترز)
كشفت «أرامكو» أمس عن تخفيض صادراتها اعتباراً من مطلع الشهر المقبل إلى 8.5 مليون برميل (رويترز)

التزاماً منها بالاتفاق الأخير في إطار «أوبك بلس» على تقليص صادرات النفط إلى الأسواق العالمية، كشفت شركة «أرامكو السعودية» أمس، عن تخفيض صادراتها اعتباراً من مطلع الشهر المقبل لتزود عملاءها بما قوامه 8.5 مليون برميل يومياً تشمل النفط الخام المورّد للعملاء المحليين داخل البلاد والصادرات إلى الخارج.
ويأتي هذا بعد أن اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، من بينهم روسيا، على خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) بعد أن بلغت أسعار النفط أدنى مستوياتها في 18 عاماً، حيث يهدف الخفض لتخفيف تخمة المعروض التي تفاقمت بفعل انهيار في الطلب العالمي على النفط عقب تفشي فيروس «كورونا».
وحسب الاتفاق فإن السعودية، المنتج الأكبر داخل منظمة (أوبك)، وروسيا، أكبر منتج خارج المنظمة، ستخفضان إنتاجهما بما يعادل 2.5 مليون برميل لكل منهما مقارنةً بـ11 مليون برميل كحد أساسي للبلدين. ووفقاً لوكالة «رويترز»، قال مصدر نفطي سعودي مطلع على خطط «أرامكو السعودية»، أمس (الجمعة)، إن الشركة خصصت نحو 4 ملايين برميل يومياً من النفط الخام لعملائها الآسيويين وهو ما يقل عن كامل كمياتها التعاقدية لآسيا بنحو مليوني برميل يومياً.
وقال المصدر السعودي الذي اشترط عدم الإشارة إلى اسمه: «كامل الكميات التعاقدية لآسيا نحو 6 ملايين برميل يومياً، ما خصصته (أرامكو) هو ما تم تحديده، وهو نحو 4 ملايين برميل يومياً».
وحسب البيان المنشور على موقع السوق المالية «تداول»، قالت «أرامكو» إنها ستزوّد «عملاءها داخل وخارج المملكة بنحو 8.5 مليون برميل يومياً من الخام، تماشياً مع اتفاق لخفض الإمدادات اتفقت عليه منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) ومنتجون كبار آخرون».
ومعلوم أن اتفاق «أوبك بلس» يهدف لخفض الإنتاج في محاولة لرفع أسعار النفط في الأسواق المشبعة بالخام مع تراجع الطلب المتأثر بتباطؤ الاقتصاد العالمي، قبل أن ترهقه الإجراءات المرتبطة بالحد من انتشار فيروس «كورونا المستجد» وبينها وقف رحلات طيران وحظر تجول في عدد كبير من دول العالم.
كانت السعودية قد رفعت إنتاجها وزادت صادراتها إلى مستويات غير مسبوقة بعد فشل التوصل إلى اتفاق في السادس من مارس (آذار)، بعد رفض روسيا خفض الإنتاج المقترح، ما اضطر السعودية إلى زيادة حصتها في أسواق النفط بشكل لافت لاقتطاع النصيب الأكبر من كعكة السوق في ظل التعنت الروسي، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق الأحد الماضي، بوساطة من الولايات المتحدة. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين الماضي، أن الدول الرئيسية المصدّرة للنفط ستصل في نهاية المطاف إلى خفض في الإنتاج يساوي ضعف ما اتُّفق عليه داخل «أوبك بلس»، مشيراً إلى أنها تعتزم خفض إنتاجها بمقدار 20 مليون برميل يومياً.
وحسب وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، من المتوقع أن تبلغ عمليات الشراء لاحتياطات النفط الاستراتيجية للدول 200 مليون برميل في شهري مايو ويونيو، ما يعني أن حجم الخفض الحقيقي سيصل إلى 19.5 مليون برميل يومياً، مؤكداً أن بلاده قد تقلص إنتاج النفط إلى أقل من 8,5 ملايين برميل يومياً إذا اقتضى الأمر.


مقالات ذات صلة

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط (واس)

بـ2.4 مليار دولار... السعودية تعلن عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية بالشرق الأوسط

أعلنت السعودية، الأربعاء، عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، لتعزيز أمنها الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني، إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات المحلية المصنفة. إلا إن رأت أن هذه الزيادة قد تؤثر بشكل أكبر على هوامش ربحها بشكل عام وقدرتها التنافسية، حيث ستظهر التكلفة الإضافية في البيانات المالية للشركات بدءاً من الربع الأول من العام الحالي.

ورغم ذلك، تؤكد الوكالة في تقرير حديث اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الشركات الكبرى مثل «سابك» و«المراعي» و«الشركة السعودية للكهرباء» ستكون قادرة على إدارة هذه الزيادة في التكاليف دون تأثير ملموس على جودة الائتمان الخاصة بها. وبالنسبة لـ«سابك» و«المراعي»، لا يُتوقع أن تؤثر زيادة أسعار المواد الأولية بشكل كبير على ربحية الشركتين. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فإن الوكالة تشير إلى أن الحكومة قد تقدم دعماً استثنائياً في حال الحاجة.

تجدر الإشارة إلى أن «أرامكو السعودية» كانت قد أعلنت رفع أسعار الديزل إلى 1.66 ريال للتر، بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي. فيما أبقت على أسعار كل أنواع المحروقات الأخرى كما هي عند 2.18 ريال للتر البنزين 91، و2.33 للتر البنزين 95، و1.33 ريال للكيروسين، و1.04 لغاز البترول المسال.

وبحسب التقرير، من المتوقع أن يسهم هذا القرار «في تقليص تكاليف الدعم الحكومي، مع إمكانية إعادة توجيه المدخرات الناتجة لدعم مشاريع (رؤية 2030)، التي تتطلب تمويلات ضخمة تقدر بأكثر من تريليون دولار».

وفيما يتعلق بـ«سابك»، تتوقع الوكالة أن تتمكن الشركة من التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة على هوامش الربح بفضل الحصول على أكثر من نصف المواد الأولية بأسعار تنافسية من مساهمها الرئيسي «أرامكو»، وأن تظل قادرة على التفوق على نظيراتها العالمية في مجال الربحية. وعلى سبيل المثال، تقدر الشركة أن تكلفة مبيعاتها سترتفع بنسبة 0.2 في المائة فقط، ومن المتوقع أن تظل هوامش الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بين 15 و18 في المائة في الفترة 2024-2025، مقارنةً مع 14.9 في المائة خلال 2023.

أما «المراعي»، فتتوقع الوكالة أن تكون تكاليفها الإضافية بسبب زيادة أسعار الوقود نحو 200 مليون ريال في عام 2025، بالإضافة إلى تأثيرات غير مباشرة من أجزاء أخرى من سلسلة التوريد. ومع ذلك، تظل الشركة واثقة في قدرتها على الحفاظ على نمو الإيرادات والربحية، مع التركيز على تحسين الكفاءة التشغيلية والتخفيف من هذه الآثار، وفق التقرير. وبحسب التقرير، تشير النتائج المالية الأخيرة لـ«المراعي» إلى زيادة في الإيرادات بنسبة 9 في المائة خلال الـ12 شهراً حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2024، حيث بلغ إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 4.2 مليار ريال.

وتتوقع الوكالة نمواً في إيرادات الشركة بنسبة 6 إلى 12 في المائة عام 2025، بفضل النمو السكاني وزيادة الاستهلاك، بالإضافة إلى إضافة سعة جديدة ومنتجات مبتكرة. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فتشير الوكالة إلى أن الحكومة قد تغطي جزءاً من التكاليف الإضافية الناتجة عن ارتفاع أسعار الغاز، بما يعادل 6 إلى 7 مليارات ريال.