عدوى جديدة أم انتكاسة... لماذا يصاب بعض الكوريين بـ«كورونا» بعد التعافي؟https://aawsat.com/home/article/2237136/%D8%B9%D8%AF%D9%88%D9%89-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%80%C2%AB%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%C2%BB-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%9F
عدوى جديدة أم انتكاسة... لماذا يصاب بعض الكوريين بـ«كورونا» بعد التعافي؟
العاملون الصحيون بكوريا الجنوبية يؤدون التحية إلى زملائهم الذين تم إرسالهم مؤقتًا إلى دايغو (أ.ف.ب)
سيول:«الشرق الأوسط»
TT
سيول:«الشرق الأوسط»
TT
عدوى جديدة أم انتكاسة... لماذا يصاب بعض الكوريين بـ«كورونا» بعد التعافي؟
العاملون الصحيون بكوريا الجنوبية يؤدون التحية إلى زملائهم الذين تم إرسالهم مؤقتًا إلى دايغو (أ.ف.ب)
يتحرى مسؤولو الصحة في كوريا الجنوبية صحة عدد من التفسيرات لعودة الإصابة بفيروس «كورونا» في عدد صغير لكنه يتزايد من المرضى الذين سبق أن تعافوا منه. ويقول خبراء إن من التفسيرات الرئيسية المحتملة الإصابة بالعدوى من جديد أو انتكاسة للعدوى القديمة أو عدم اتساق الاختبارات.
وأعلن المركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها اكتشاف 141 حالة من هذه الحالات حتى اليوم الخميس، وفقا لما ذكره تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.
* عدوى جديدة أم انتكاسة
رغم أن العدوى الجديدة ستكون أكثر السيناريوهات مدعاة للقلق بسبب ما تنطوي عليه من احتمالات بالنسبة لإمكانية تكوين مناعة جماعية فإن مركز مكافحة الأمراض وكثيرين من الخبراء يقولون إن ذلك مستبعد.
ويقول مركز مكافحة الأمراض إنه يميل إلى شكل ما من أشكال الانتكاسة أو «نشاط» الفيروس من جديد.
ويقول الخبراء إن الانتكاسة قد تعني أن بعض مكونات الفيروس ربما تدخل مرحلة خمول بعض الوقت أو ربما يكون بعض المرضى من أصحاب حالات صحية معينة أو مناعتهم ضعيفة مما يجعلهم عرضة لنشاط الفيروس من جديد في أجسادهم.
وأشارت دراسة حديثة أجراها أطباء في الصين والولايات المتحدة إلى أن فيروس «كورونا» المستجد يمكن أن يضر بالخلايا الليمفاوية «تي» التي تلعب دورا محوريا في جهاز المناعة بالجسم البشري والقدرة على مكافحة العدوى.
وشبه كيم جيونغ كي خبير الفيروسات بكلية الصيدلة بجامعة كوريا الانتكاسة بعد العلاج بزنبرك يرتد بعد الضغط عليه. وقال: «عندما تضغط على زنبرك يصبح أصغر حجما ثم يرتد لأعلى عندما ترفع يديك».
وحتى إذا ثبت أن المرضى انتكسوا ولم يصابوا بعدوى جديدة، فربما يشكل ذلك تحديات جديدة لاحتواء انتشار الفيروس.
وقال سول داي وو خبير تطوير اللقاحات والأستاذ بجامعة تشونغ آنغ: «السلطات الصحية في كوريا الجنوبية لم تتوصل بعد إلى حالات نقل فيها مرضى أصيبوا بانتكاسة الفيروس لشخص ثالث، لكن إذا ثبتت صحة انتقال العدوى بهذه الطريقة فسيمثل ذلك مشكلة هائلة».
* قيود الاختبارات
يعتبر المرضى في كوريا الجنوبية غير حاملين للفيروس عندما تجيء اختباراتهم سلبية مرتين خلال فترة 48 ساعة.
ورغم أن اختبارات آر تي بي سي آر المستخدمة في كوريا الجنوبية دقيقة عموما فإن الخبراء يقولون إن ثمة حالات يمكن أن تأتي فيها بنتيجة زائفة أو بنتائج غير متسقة في عدد محدود من الحالات.
وقال كيم: «اختبارات آر تي بي سي آر تحقق نسبة دقة تبلغ 95 في المائة. وهذا يعني أنه لا يزال هناك ما بين 2 إلى 5 في المائة من تلك الحالات التي ترصد نتيجة سلبية زائفة أو نتيجة إيجابية زائفة».
وقال سول إن بقايا الفيروس قد تبقى بمستويات منخفضة جدا لا يمكن للاختبار رصدها.
من ناحية أخرى قال كوون جون ووك نائب المدير بمركز مكافحة الأمراض في إفادة صحفية يوم الثلاثاء إن الاختبارات ربما تبلغ أيضا من الحساسية حدا يجعلها ترصد مستويات صغيرة لا ضرر فيها من الفيروس، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية جديدة رغم شفاء صاحبها.
وقال إيوم جونغ سيك أستاذ الأمراض المعدية بمركز جيل الطبي في جامعة جاتشون إن الاختبارات يمكن أيضا أن تفسد إذا لم يتم أخذ العينات الضرورية بشكل سليم.
2025... عام ملء الفراغات؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098475-2025-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D8%9F
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.
يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟
بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.
دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.
بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».
حال العالم
في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.
في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.
وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.
يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟
إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.
شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.
التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ
مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.
تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.
في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟