في وقت لامس فيه عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا» 4500، توسّع الرئيس الإيراني حسن روحاني في خفض قيود التباعد الاجتماعي، حيث أمر حكّام المحافظات بفتح الطرق أمام الحركة الداخلية، معلناً عودة الحركة العامة في عموم البلاد، اعتباراً من السبت المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، أمس، إن إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كوفيد - 19» ارتفع خلال 24 ساعة إلى 4 آلاف و474 حالة وفاة، بعد تسجيل 117 وفاة جديدة، وتواصل بذلك تسجيل على الأقل 100 وفاة يومياً منذ أسابيع. وأضاف أنه سُجلت حتى الآن 71686 حالة إصابة بفيروس «كورونا» المستجد، بعد تسجيل ألف و657 حالة جديدة.
بشكل منفصل، أفادت «رويترز» عن الرئاسة الإيرانية بأن الرئيس حسن روحاني أعلن رفع القيود المفروضة على التنقل بين المدن داخل كل محافظة، مضيفاً أن القيود المفروضة على السفر بين المحافظات ستُرفع يوم 20 أبريل (نيسان).
بدورها، نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن روحاني أن الأنشطة الاقتصادية «منخفضة المخاطر»، في العاصمة طهران، ستُستأنف من بداية الأسبوع، على أن تعود الأنشطة الأخرى بعد التخطيط والدراسة، حسب الرئيس الإيراني.
وبدأت الأنشطة «منخفضة المخاطر» حسب تصنيف الحكومة الإيرانية منذ السبت الماضي، وكان من المفترض أن تشمل طهران انطلاقاً من الأربعاء هذا الأسبوع. وقال روحاني إن استئناف العمل في طهران أحد أهداف خطة «التباعد الذكي».
تأتي تصريحات روحاني غداة تحذير نائب وزير الصحة، إيرج حريرتشي من وفاة 30 ألفاً من الإيرانيين حتى بعد ثلاثة أسابيع في حال خفض التباعد الاجتماعي، مضيفاً أن التوقعات تشير إلى تراجع الوباء بعد خمسة أسابيع، لكنه أوضح أن أبحاث الوزارة تتوقع استمرار الفيروس حتى الخريف المقبل.
ولم يوضح روحاني أسباب التأجيل، لكن تبايناً بدا واضحاً بين كبار المسؤولين عن إدارة الأزمة في العاصمة والحكومة مع اتساع الحركة.
وقال رئيس مكافحة «كورونا» في طهران، علي رضا زالي إن نتائج «أي تدخل في إدارة المدن تتضح مع مرور الزمن»، موضحاً أن نتائج «التباعد الذكي» ستتضح من 9 إلى 14 يوماً حسب وكالات إيرانية.
من جهتها، أعربت «منظمة النظام الطبي» في بيان عن قلق إزاء خطة خفض التباعد الاجتماعي وضبط المعايير بعد أسبوعين من العمل بها. وقالت إن القلق يعود إلى الخطة الجديدة التي تنوي الحكومة تنفيذها في الأسواق والمراكز التسوق في طهران دون المعايير الصحية، كما أعربت عن قلقها من خطة «التباعد الذكي سواء على صعيد إحصائية وزارة الصحة أو الإحصائية الحقيقية لعدد المصابين».
وشككت المنظمة في جدوى الإجراءات التي أعلنتها الحكومة فيما يخص تصنيف الأعمال إلى منخفضة المخاطر وكثيرة المخاطر، منتقدة الحكومة لعدم تمديدها القيود المشددة أسابيع أخرى، وفق توصية «منظمة الصحة العالمية».
أما وكالة «إيسنا» الحكومية، نقلت عن رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي، تحذيره من «موجة ثانية لجائحة (كورونا)»، نظراً لاكتظاظ كبير تشهده وسائل النقل العام في طهران، خلال شهر رمضان.
وطلب هاشمي من «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)» التي تديرها الحكومة، التنسيق مع بلدية طهران.
وبدأ نحو ثلثي العمال والموظفين العمل، منذ السبت الماضي، وفقاً للخطة الحكومية، قبل أن تنضم قطاعات أخرى، السبت المقبل، بحسب هاشمي، وهو ما من شأنه رفع الاكتظاظ في وسائل النقل، رغم أن وزارة الصحة تصنفها على أنها أكثر تلوثاً من المدارس والجامعات.
وقال المدير التنفيذي لمترو أنفاق طهران، فرنوش نوبخت، إن 300 ألف شخص تنقلوا عبر مترو الأنفاق في طهران، أول من أمس (السبت)، ما يظهر نمواً بنحو 40 في المائة في طهران، مقارنة بالأسبوع الماضي، مشيراً إلى تنقُّل مليون و800، يومياً، عبر مترو الأنفاق، قبل تفشي الوباء.
وشدد روحاني على أهمية تعقيم وسائل النقل العام، وطلب في السابق ارتداء القفازات والكمامات، وذلك بعد نقل مسافرين أكثر من طاقتها. في المقابل، طلب من أهالي طهران استخدام سياراتهم الخاصة أو السيارات الأجرة.
وجاء تأكيد روحاني على خفض القيود وعودة الحركة في وقت قال فيه إن «القلق مستمر ما لم تكُن الإحصائيات تنازلية». وأقر ضمناً بخلافات مع وزارة الصحة عندما قال: «يحق لخبراء الصحة أن يقلقوا ما دمنا لم نصل للنقطة المطلوبة، ولم تصبح كل الإحصائيات تنازلية».
وترك روحاني الباب مفتوحاً أمام تعليق الفعاليات الدينية التي تشهدها البلاد عادة في شهر رمضان، في حال لم تتغير الأوضاع.
والأسبوع الماضي، طلب المرشد علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في البلاد، من الإيرانيين العبادة في المنازل، وأرسل تلميحات عن قرار بمواصلة تعليق الأنشطة الدينية في شهر رمضان.
ومع ذلك، قال روحاني في إشارة إلى رفضه مطالب بفرض الحجر الصحي، «نحن لم نستخدم الأساليب القهرية. ما قمنا به لم نرَ أي خلاف كبير في سلوك الناس». وتابع أن «الإحصائيات المتوفرة تظهر سلوكاً مماثلاً بين الفترتين»، وتفاخر بثقافة الإيرانيين في العمل بالتوصيات.
وأشار روحاني إلى أن تقارير تقارن بين الإحصائيات الإيرانية والأوروبية حول الجانحة، توضح «فجوة كبيرة» في الوضع الإيراني والأوروبي، وقال: «الوفيات كانت قليلة جداً: 7 في المائة، بينما في الدول الأوروبية كانت 22 في المائة»، وأضاف: «البعض لا يحبذ هذه المقارنات، وأن نقول: وضعنا أفضل من أوروبا».
وجمع روحاني عدة فئات داخلية تباينت مواقفها من الأزمة لشرح «الفجوة» مع أوروبا، «سلوك الناس، والفضاء الإلكتروني، والفنانين»، إضافة إلى «جهود الطاقم الطبي، والإذاعة والتلفزيون، والقوات المسلحة»، وقال: «لأننا جميعاً معاً وتعاوننا، لكنكم (الأوروبيين والأميركيين) لم تفعلوا هذا».
وخاطب روحاني الأوروبيين، قائلاً: «لدينا فيروس (كورونا) ولديكم أيضاً، لكن لدينا فيروس أسوأ من (كورونا)، لم يكن لديكم، وهو فيروس العقوبات، الذي أضيف إليه (كورونا). لكن شعبنا تكاتَف. وهذا مصدر فخر لنا».
وزاد روحاني حدة عندما قال: «أوضاعنا جيدة نسبياً، مقارنة بالدول الأخرى، وإذا كنتم منزعجين، فليكن، لا خيار أمامكم، اتصلوا بالشعب الإيراني، وافهموا كم أن أوضاعنا بعيدة عن أوضاعكم».
ولفت روحاني إلى أن إيران «نجحت في استرداد 1.6 مليار دولار من أموالها المحتجزة في لوكسمبورغ». وأشاد بالوزارة الخارجية والحقوقيين و«البنك المركزي الإيراني». وقال: «الأميركيون مارسوا ظلماً كبيراً بحقنا. نريد أن نحصل على قرض، يعرقلوننا، رغم أنهم متأثرون بالفيروس، ويعرفون المشكلات جيداً، لكن كل يوم تتضاعف ضغوطهم...».
وقبل روحاني بساعات، أفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أجرى اتصالاً هاتفياً بأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول العقوبات الأميركية على إيران.
روحاني يواصل خفض قيود التباعد الاجتماعي رغم المخاوف في طهران
الوفيات تلامس 4500 ومترو العاصمة يستعيد 40 % من نشاطه في يوم

إيرانيون في محطة لمترو الأنفاق وسط طهران أول من أمس (مهر)
روحاني يواصل خفض قيود التباعد الاجتماعي رغم المخاوف في طهران

إيرانيون في محطة لمترو الأنفاق وسط طهران أول من أمس (مهر)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة