روحاني يواصل خفض قيود التباعد الاجتماعي رغم المخاوف في طهران

الوفيات تلامس 4500 ومترو العاصمة يستعيد 40 % من نشاطه في يوم

إيرانيون في محطة لمترو الأنفاق وسط طهران أول من أمس (مهر)
إيرانيون في محطة لمترو الأنفاق وسط طهران أول من أمس (مهر)
TT

روحاني يواصل خفض قيود التباعد الاجتماعي رغم المخاوف في طهران

إيرانيون في محطة لمترو الأنفاق وسط طهران أول من أمس (مهر)
إيرانيون في محطة لمترو الأنفاق وسط طهران أول من أمس (مهر)

في وقت لامس فيه عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا» 4500، توسّع الرئيس الإيراني حسن روحاني في خفض قيود التباعد الاجتماعي، حيث أمر حكّام المحافظات بفتح الطرق أمام الحركة الداخلية، معلناً عودة الحركة العامة في عموم البلاد، اعتباراً من السبت المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، أمس، إن إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كوفيد - 19» ارتفع خلال 24 ساعة إلى 4 آلاف و474 حالة وفاة، بعد تسجيل 117 وفاة جديدة، وتواصل بذلك تسجيل على الأقل 100 وفاة يومياً منذ أسابيع. وأضاف أنه سُجلت حتى الآن 71686 حالة إصابة بفيروس «كورونا» المستجد، بعد تسجيل ألف و657 حالة جديدة.
بشكل منفصل، أفادت «رويترز» عن الرئاسة الإيرانية بأن الرئيس حسن روحاني أعلن رفع القيود المفروضة على التنقل بين المدن داخل كل محافظة، مضيفاً أن القيود المفروضة على السفر بين المحافظات ستُرفع يوم 20 أبريل (نيسان).
بدورها، نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن روحاني أن الأنشطة الاقتصادية «منخفضة المخاطر»، في العاصمة طهران، ستُستأنف من بداية الأسبوع، على أن تعود الأنشطة الأخرى بعد التخطيط والدراسة، حسب الرئيس الإيراني.
وبدأت الأنشطة «منخفضة المخاطر» حسب تصنيف الحكومة الإيرانية منذ السبت الماضي، وكان من المفترض أن تشمل طهران انطلاقاً من الأربعاء هذا الأسبوع. وقال روحاني إن استئناف العمل في طهران أحد أهداف خطة «التباعد الذكي».
تأتي تصريحات روحاني غداة تحذير نائب وزير الصحة، إيرج حريرتشي من وفاة 30 ألفاً من الإيرانيين حتى بعد ثلاثة أسابيع في حال خفض التباعد الاجتماعي، مضيفاً أن التوقعات تشير إلى تراجع الوباء بعد خمسة أسابيع، لكنه أوضح أن أبحاث الوزارة تتوقع استمرار الفيروس حتى الخريف المقبل.
ولم يوضح روحاني أسباب التأجيل، لكن تبايناً بدا واضحاً بين كبار المسؤولين عن إدارة الأزمة في العاصمة والحكومة مع اتساع الحركة.
وقال رئيس مكافحة «كورونا» في طهران، علي رضا زالي إن نتائج «أي تدخل في إدارة المدن تتضح مع مرور الزمن»، موضحاً أن نتائج «التباعد الذكي» ستتضح من 9 إلى 14 يوماً حسب وكالات إيرانية.
من جهتها، أعربت «منظمة النظام الطبي» في بيان عن قلق إزاء خطة خفض التباعد الاجتماعي وضبط المعايير بعد أسبوعين من العمل بها. وقالت إن القلق يعود إلى الخطة الجديدة التي تنوي الحكومة تنفيذها في الأسواق والمراكز التسوق في طهران دون المعايير الصحية، كما أعربت عن قلقها من خطة «التباعد الذكي سواء على صعيد إحصائية وزارة الصحة أو الإحصائية الحقيقية لعدد المصابين».
وشككت المنظمة في جدوى الإجراءات التي أعلنتها الحكومة فيما يخص تصنيف الأعمال إلى منخفضة المخاطر وكثيرة المخاطر، منتقدة الحكومة لعدم تمديدها القيود المشددة أسابيع أخرى، وفق توصية «منظمة الصحة العالمية».
أما وكالة «إيسنا» الحكومية، نقلت عن رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي، تحذيره من «موجة ثانية لجائحة (كورونا)»، نظراً لاكتظاظ كبير تشهده وسائل النقل العام في طهران، خلال شهر رمضان.
وطلب هاشمي من «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)» التي تديرها الحكومة، التنسيق مع بلدية طهران.
وبدأ نحو ثلثي العمال والموظفين العمل، منذ السبت الماضي، وفقاً للخطة الحكومية، قبل أن تنضم قطاعات أخرى، السبت المقبل، بحسب هاشمي، وهو ما من شأنه رفع الاكتظاظ في وسائل النقل، رغم أن وزارة الصحة تصنفها على أنها أكثر تلوثاً من المدارس والجامعات.
وقال المدير التنفيذي لمترو أنفاق طهران، فرنوش نوبخت، إن 300 ألف شخص تنقلوا عبر مترو الأنفاق في طهران، أول من أمس (السبت)، ما يظهر نمواً بنحو 40 في المائة في طهران، مقارنة بالأسبوع الماضي، مشيراً إلى تنقُّل مليون و800، يومياً، عبر مترو الأنفاق، قبل تفشي الوباء.
وشدد روحاني على أهمية تعقيم وسائل النقل العام، وطلب في السابق ارتداء القفازات والكمامات، وذلك بعد نقل مسافرين أكثر من طاقتها. في المقابل، طلب من أهالي طهران استخدام سياراتهم الخاصة أو السيارات الأجرة.
وجاء تأكيد روحاني على خفض القيود وعودة الحركة في وقت قال فيه إن «القلق مستمر ما لم تكُن الإحصائيات تنازلية». وأقر ضمناً بخلافات مع وزارة الصحة عندما قال: «يحق لخبراء الصحة أن يقلقوا ما دمنا لم نصل للنقطة المطلوبة، ولم تصبح كل الإحصائيات تنازلية».
وترك روحاني الباب مفتوحاً أمام تعليق الفعاليات الدينية التي تشهدها البلاد عادة في شهر رمضان، في حال لم تتغير الأوضاع.
والأسبوع الماضي، طلب المرشد علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في البلاد، من الإيرانيين العبادة في المنازل، وأرسل تلميحات عن قرار بمواصلة تعليق الأنشطة الدينية في شهر رمضان.
ومع ذلك، قال روحاني في إشارة إلى رفضه مطالب بفرض الحجر الصحي، «نحن لم نستخدم الأساليب القهرية. ما قمنا به لم نرَ أي خلاف كبير في سلوك الناس». وتابع أن «الإحصائيات المتوفرة تظهر سلوكاً مماثلاً بين الفترتين»، وتفاخر بثقافة الإيرانيين في العمل بالتوصيات.
وأشار روحاني إلى أن تقارير تقارن بين الإحصائيات الإيرانية والأوروبية حول الجانحة، توضح «فجوة كبيرة» في الوضع الإيراني والأوروبي، وقال: «الوفيات كانت قليلة جداً: 7 في المائة، بينما في الدول الأوروبية كانت 22 في المائة»، وأضاف: «البعض لا يحبذ هذه المقارنات، وأن نقول: وضعنا أفضل من أوروبا».
وجمع روحاني عدة فئات داخلية تباينت مواقفها من الأزمة لشرح «الفجوة» مع أوروبا، «سلوك الناس، والفضاء الإلكتروني، والفنانين»، إضافة إلى «جهود الطاقم الطبي، والإذاعة والتلفزيون، والقوات المسلحة»، وقال: «لأننا جميعاً معاً وتعاوننا، لكنكم (الأوروبيين والأميركيين) لم تفعلوا هذا».
وخاطب روحاني الأوروبيين، قائلاً: «لدينا فيروس (كورونا) ولديكم أيضاً، لكن لدينا فيروس أسوأ من (كورونا)، لم يكن لديكم، وهو فيروس العقوبات، الذي أضيف إليه (كورونا). لكن شعبنا تكاتَف. وهذا مصدر فخر لنا».
وزاد روحاني حدة عندما قال: «أوضاعنا جيدة نسبياً، مقارنة بالدول الأخرى، وإذا كنتم منزعجين، فليكن، لا خيار أمامكم، اتصلوا بالشعب الإيراني، وافهموا كم أن أوضاعنا بعيدة عن أوضاعكم».
ولفت روحاني إلى أن إيران «نجحت في استرداد 1.6 مليار دولار من أموالها المحتجزة في لوكسمبورغ». وأشاد بالوزارة الخارجية والحقوقيين و«البنك المركزي الإيراني». وقال: «الأميركيون مارسوا ظلماً كبيراً بحقنا. نريد أن نحصل على قرض، يعرقلوننا، رغم أنهم متأثرون بالفيروس، ويعرفون المشكلات جيداً، لكن كل يوم تتضاعف ضغوطهم...».
وقبل روحاني بساعات، أفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أجرى اتصالاً هاتفياً بأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول العقوبات الأميركية على إيران.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تحقيقات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي: أحداث 7 أكتوبر كان ممكناً منعها

قوات الأمن الإسرائيلية تقف في موقع هجوم طعن بالقدس (رويترز)
قوات الأمن الإسرائيلية تقف في موقع هجوم طعن بالقدس (رويترز)
TT

تحقيقات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي: أحداث 7 أكتوبر كان ممكناً منعها

قوات الأمن الإسرائيلية تقف في موقع هجوم طعن بالقدس (رويترز)
قوات الأمن الإسرائيلية تقف في موقع هجوم طعن بالقدس (رويترز)

نشر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) ملخصاً لتحقيقاته في إخفاقاته خلال الفترة التي سبقت هجوم جماعة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وخلص إلى وجود إخفاقات داخل المنظمة، لكنه أشار في الغالب إلى عناصر خارجية مثل التقسيم غير الواضح للمسؤوليات مع الجيش الإسرائيلي، وسياسة حكومية دفاعية مفرطة فيما يتعلق بغزة على مرِّ السنين، وعدم ملاءمة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي لمواجهة عدو يشبه في طريقة قتاله «حماس»، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ويقول جهاز الأمن إن هناك حاجة إلى تحقيق أوسع نطاقاً، وهو تلميح محتمل إلى الحاجة المتصورة إلى لجنة تحقيق حكومية، التي رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تأسيسها.

ويقول الجهاز إن كثيراً من نتائج التحقيق لا يزال سرِّياً، لأنها ستكشف عن أدوات وأساليب استخباراتية سرية لدى «شين بيت».

وقد توصَّل التحقيق إلى أن «شين بيت» فشل في توفير تنبيه للهجوم الواسع النطاق الذي شنَّته «حماس» في السابع من أكتوبر. ولم تسفر إشارات التحذير التي تلقاها «شين بيت» في ليلة السادس من أكتوبر عن اتخاذ إجراءات كبرى من الأجهزة الإسرائيلية.

وبينما تمكَّن فريق صغير من ضباط النخبة من «شين بيت»، والشرطة الإسرائيلية الذين تم نشرهم على حدود غزة قبل الهجوم من المساهمة في القتال، فإنهم لم يتمكَّنوا من منع الهجوم الضخم الذي شنَّته «حماس».

رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يشارك في حفل أُقيم في متحف ياد فاشيم للهولوكوست في القدس يوم ذكرى الهولوكوست... 5 مايو 2024 (متداولة)

أسباب الفشل

يشير التحقيق إلى أسباب عدة، تتعلق بالاحتراف والإدارة لدى الأجهزة الإسرائيلية، التي أسهمت في الفشل في صدِّ هجوم 7 أكتوبر. ويقول «شين بيت»: «تم فحص الفشل التنظيمي بدقة، وتم تعلم الدروس، وما زال يتم تعلمها».

بالإضافة إلى ذلك، وجد التحقيق أن «شين بيت» لم يقلل من شأن «حماس»، بل على العكس من ذلك، حيث كان لدى الجهاز «فهم عميق للتهديد، وكانت لديه مبادرات ورغبة في إحباط التهديد، خصوصاً (القضاء) على قادة (حماس)».

وبحسب التحقيقات، فإن هناك أسباباً عدة وراء عدم قيام جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بإعطاء أي إنذار مسبق للهجوم الشامل الذي شنَّته «حماس»:

- خطط «حماس» للغزو البري، التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي في وثيقة تُعرَف باسم «أسوار أريحا»، لم يتم التعامل معها بشكل صحيح على مدى سنوات عدة، ولم يتم تحويل الخطط إلى سيناريو يتدرب عليه الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي.

- عدم وضوح تقسيم المسؤولية بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي فيما يتعلق بالمنظمة التي ينبغي لها أن تقدم إنذاراً للحرب، وسط تحوّل «حماس» من جماعة عسكرية صغيرة إلى قوة عسكرية كاملة.

- وفق التحقيق، كان تركيز جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) على إحباط الهجمات الإرهابية، ولم تكن أساليبه قابلةً للتطبيق على عدو يتصرف كجيش.

- خلال الليل بين السادس والسابع من أكتوبر، كانت هناك فجوات في «التعامل مع المعلومات ودمج الاستخبارات»، فضلاً عن العمليات التي لم تتبع البروتوكول المعتاد، ونقص «الاندماج» مع استخبارات الجيش الإسرائيلي.

- كانت هناك فجوات في عمل آليات الإشراف الاستخباراتي.

- كان التقييم هو أن «حماس» كانت تحاول تسخين الوضع بالضفة الغربية، ولم تكن مهتمةً بفعل ذلك في قطاع غزة.

- كان لدى «شين بيت» «فهم غير صحيح» لقوة الحاجز الحدودي الإسرائيلي مع غزة وقدرة الجيش الإسرائيلي على الرد.

- لم يتم التشكيك في نوايا «حماس» المزعومة بشكل كافٍ في أثناء التقييمات.

- كانت المعلومات الاستخباراتية قليلة نسبياً، بما في ذلك نتيجة لحرية العمل المحدودة في قطاع غزة، خصوصاً من قبل «شين بيت» بشكل مستقل.

بناء قوة «حماس»

كما توصَّل تحقيق «شين بيت» إلى أسباب عدة مكَّنت «حماس» من بناء قواتها لهجوم السابع من أكتوبر، واتخاذ القرار بتنفيذ الهجوم وفق تحقيقات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي:

- كانت سياسة إسرائيل تجاه غزة تتمثل في الحفاظ على فترات من الهدوء، الأمر الذي مكَّن «حماس» من بناء قوة هائلة.

- تدفق الأموال إلى غزة وتسليمها إلى الجناح العسكري لحركة «حماس».

- التآكل المستمر لردع إسرائيل.

- وبحسب التحقيق، محاولة التعامل مع منظمة «إرهابية» على أساس الاستخبارات والتدابير الدفاعية، مع تجنب المبادرات الهجومية.

- ومن بين العوامل المُحفِّزة لقرار «حماس» بتنفيذ الهجوم، الانتهاكات الإسرائيلية على الحرم القدسي، والموقف تجاه السجناء الفلسطينيين، والإدراك بأن المجتمع الإسرائيلي أصبح ضعيفاً.

رئيس «شين بيت» الإسرائيلي رونين بار (يمين) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينها الفريق أول هرتسي هاليفي (يسار) يجريان تقييماً مع كبار الضباط في خان يونس جنوب قطاع غزة... 11 ديسمبر 2023 (الجيش الإسرائيلي)

رئيس «شين بيت»: أتحمّل المسؤولية

وفي بيان مصاحب، قال رئيس «شين بيت»، رونين بار، إن الوكالة «لم تمنع مذبحة السابع من أكتوبر... وبصفتي رئيساً للمنظمة، سأتحمل هذا العبء الثقيل على كتفي لبقية حياتي».

وأضاف: «كشف التحقيق أنه لو تصرف جهاز (شين بيت) بشكل مختلف، في السنوات التي سبقت الهجوم وخلال ليلة الهجوم - سواء على المستوى المهني أو المستوى الإداري - لكان من الممكن تجنب المذبحة. هذا ليس المعيار الذي توقَّعناه من أنفسنا، أو الذي توقَّعه الجمهور منا».

وتابع: «يظهر التحقيق أن جهاز (شين بيت) لم يقلل من شأن منافسنا، بل على العكس من ذلك، فقد أخذ زمام المبادرة، وذهب إلى الهجوم وحاول قطع التهديد في مهده ، ولكن على الرغم من كل هذا، فشلنا».

ويضيف بار أن التحقيق الحقيقي في الإخفاقات يتطلب تحقيقاً أوسع نطاقاً يجسد أيضاً الاتصال والتعاون بين العناصر الأمنية والسياسية.

ويقول: «إن الطريق إلى الإصلاح، كما أكد التقرير، يتطلب عملية واسعة من الوضوح والحقيقة». وأضاف: «لذلك طلبت من لجنة التحقيق والقيادة العليا للوكالة التحقيق ومناقشة، ليس فقط الأسباب التي أدت إلى فشل الخدمة، بل أيضاً إلقاء نظرة واسعة على جميع عمليات العمل ذات الصلة في المنظمة، بوصفها جزءاً من الدروس المستفادة وفرصةً للتغيير الشامل. لكن هذا يتطلب أيضاً الاستعداد للتغيير في الواجهة السياسية والأمنية، وإلا فإن الفشل قد يعود في المستقبل».

وأضاف: «أعتقد أن هذه المنظمة قوية، ومستقرة، ومتواضعة، وقيمها أكثر احترافية مما كانت عليه عشية المذبحة».