البولشوي «حزين» بعد أن حرمه الفيروس من رواده

«يعيش» على أمل أن يستأنف عروضه قريباً رغم الخسائر المادية

مسرح البولشوي في موسكو يعاني من غياب رواده خلال فترة العزل الصحي (رويترز)
مسرح البولشوي في موسكو يعاني من غياب رواده خلال فترة العزل الصحي (رويترز)
TT

البولشوي «حزين» بعد أن حرمه الفيروس من رواده

مسرح البولشوي في موسكو يعاني من غياب رواده خلال فترة العزل الصحي (رويترز)
مسرح البولشوي في موسكو يعاني من غياب رواده خلال فترة العزل الصحي (رويترز)

كئيبة جدا تبدو مسارح روسيا هذه الأيام، بعد أن حرمها «كورونا» من روادها، الذين اعتادت على استقبالهم كل مساء. تطل من شرفاتها فلا ترى حشودا تتجمهر في ساحاتها، بانتظار أن تفتح لهم أبوابها، وتشيح بنظرك داخلا نحو خشبة المسرح، فلا تجد سوى خشبة صماء، كانت حتى الأمس القريب «مسرحاً»، يبث مبدعون فيه الروح بعروضهم الفنية والموسيقية المتنوعة. لا شيء من هذا كله اليوم، حتى في مسرح البولشوي، الصرح الثقافي العالمي. يزيد «كورونا» آلام البولشوي، ويكبده خسائر مادية، يخشى أن تؤثر على نهوضه مجددا، بعد خروج رواده من حجرهم الصحي. وتحاول وزارة الثقافة الروسية تخفيف آلام البولشوي ومسارح أخرى كثيرة في روسيا، إلا أن جهودها قد تقتصر على «تعويضات مادية» بينما تبقى إعادة الحياة للمسرح أسيرة مزاجية الشرير «كورونا».
في تصريحات له يوم أول من أمس، عبر فلاديمير أورين، مدير مسرح البولشوي، عن أمله بأن يستأنف المسرح عروضه في وقت قريب، مع بداية الموسم المسرحي الصيفي في يونيو (حزيران)، محذرا من أن عدم استئناف العروض حتى خريف العام الحالي قد يؤدي إلى عواقب خطيرة للغاية وصولا حتى «تدمير المسرح»، على حد قوله، موضحا أنه لا يقصد بذلك تدمير مبنى المسرح، وإنما التأثير التدميري على المسرح بالمعنى الفني. وفي حديثه عن تأثير تفشي كورونا على الحياة المسرحية، قال إن التأثير خطير للغاية، وسيغير مستوى الأسعار العالمية للمنتجات المسرحية. ويخشى أورين بصورة خاصة من أن يخسر المسرح رواده، الذي أثقل كورونا عليهم بأعباء مالية لم تكن بالحسبان، وتسبب بتراجع دخلهم حتى مستويات غير مسبوقة. ولأن المسرح يحمل رسالة حياة تتجاوز الاعتبارات الأخرى، لم يستبعد مدير البولشوي تخفيض أسعار التذاكر في مرحلة «ما بعد كورونا»، وقال: «يجب أن ندرك أنه بعد استئناف العروض، قد لا يتمكن الناس من شراء التذاكر بالسعر الذي كانت عليه قبل كورونا». ووفق تقديراته، يتكبد البولشوي بسبب الفيروس خسائر تصل حتى 9 مليون روبل يوميا (نحو 120 ألف دولار).
ولا يعارض مدير مسرح البولشوي تقديم «العروض أون لاين»، خلال فترة الحجر الصحي، لكنه يدعو إلى عدم تحويل تلك العروض إلى بديل عن «المسرح التقليدي»، الذي يتيح للمشاهدين متابعة العروض «الحية» على الخشبة.
وتعمل وزارة الثقافة الروسية حاليا على تقديم الدعم «المقدور عليه» للمسارح التي تعاني من أزمة بسبب تدابير الحجر الصحي لمواجهة انتشار كورونا. إلا أن إمكانيات الوزارة محدودة ضمن الجانب المادي، بينما تبقى عودة الحياة إلى المسارح، بعودة روادها، رهينة «كورونا». وأكدت الوزارة في بيان أخيرا، أنها تعمل على وضع «استراتيجية دعم» للمسارح الفيدرالية الروسية، وأوضحت أن الحديث يدور عن دعم مادي، يعوض المسارح عن خسائر إغلاق شباك التذاكر، أي تعويض عن الدخل الذي يفترض أنها تحصله في أيام عملها بشكل طبيعي. وتأمل أن يسهم هذا الدعم في توفير مقومات ضرورية تساعد المسارح الروسية على استئناف العروض بشكل طبيعي، بعد انحسار جائحة كورونا.


مقالات ذات صلة

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.