تقرير: خطر الإصابة بـ«كورونا» يتلاشى بعد بقائه على الأسطح لأسابيع

عاملان يجريان اختبار  «بي سي آر» الذي يكشف عن فيروس «كورونا» في فرنسا (أ.ف.ب)
عاملان يجريان اختبار «بي سي آر» الذي يكشف عن فيروس «كورونا» في فرنسا (أ.ف.ب)
TT

تقرير: خطر الإصابة بـ«كورونا» يتلاشى بعد بقائه على الأسطح لأسابيع

عاملان يجريان اختبار  «بي سي آر» الذي يكشف عن فيروس «كورونا» في فرنسا (أ.ف.ب)
عاملان يجريان اختبار «بي سي آر» الذي يكشف عن فيروس «كورونا» في فرنسا (أ.ف.ب)

ربما تكون قد سمعت تقارير تفيد بأن باحثين عثروا على مواد من الحمض النووي الريبي المرتبط بفيروس «كورونا» على متن سفينة «دايموند برنساس» السياحية بعد 17 يوماً من إخلاء السفينة. أو ربما سمعت أنه كان هناك تلوث واسع النطاق سببه الفيروس في غرف المرضى في المركز الطبي بجامعة نبراسكا. أو ربما قرأت مقالاً يقول إنه يمكن اكتشاف الحمض النووي الريبي الفيروسي حتى 37 يوماً في المرضى، بعد ظهور أعراض «كوفيد - 19» عليهم.
وقد يرسم ذلك في ذهنك أن مرضى «كورونا» قد يبقون مُعدِين لأشهر، حيث من الممكن أن ينشروا الفيروس لعدة أيام، قبل أن يعرفوا أنهم مصابون، وبعد فترة طويلة من شفائهم، وفقاً لتقرير كتبته عالمة الفيروسات في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، أنجيلا راسموسن، في مجلة «فوربس».
ولكن، الأمر ليس كذلك بالضرورة، ذلك لأن الاختبار المستخدم للكشف عن الفيروس في بعض الدراسات لا يقيس ما إذا كان لا يزال معدياً.
وبحسب العالمة، يستخدم الاختبار في هذه الدراسات تقنية راسخة جداً تسمى تفاعل «البوليمراز» المتسلسل للنسخ العكسي (كيو آر تي - بي سي آر). ويوضح هذا الاختبار ما إذا كان الشخص مصاباً أم لا، عن طريق اكتشاف وجود وكمية الحمض النووي الريبي الفيروسي. لذا ما قد تعتقده حول هذا الاختبار هو أن قياسات مقدار الحمض النووي الريبي الفيروسي الذي تم اكتشافه يتوافق مباشرة مع مدى إمكانية نقل الشخص للوباء. لكن ليس هذا ما يفصح عنه الاختبار بالفعل.
بالواقع، فإن فيروسات الحمض النووي الريبي، مثل الفيروس الذي يسبب «كوفيد - 19»، ترتكب كثير من الأخطاء عند تكرار جينوماتها، وأحياناً تؤدي هذه الأخطاء إلى جينومات فيروسية تحتوي على أخطاء قاتلة، أو طفرات، تجعل الجين الفيروسي الحاسم غير فعال، مما يعني أنه لن يصيب الأشخاص الذين يتلامسون معه.
ولكن عند إجراء اختبار «كيو آر تي - بي سي آر»، لا يمكن تمييز تلك الجينات الفيروسية التي تحتوي على أخطاء عن الجينات الأخرى. وفي كلتا الحالتين، فإن الجهاز الذي يصنع المزيد من الفيروسات سيجمع كلاً من الحمض النووي الريبي الوظيفي وغير الوظيفي.
ولأسباب غير مفهومة تماماً، فإن المرضى الذين تعافوا من عدوى فيروسية لديهم خلايا يمكنها الاستمرار في إنتاج الحمض النووي الريبي الفيروسي دون تكوين جزيئات الفيروس المعدية بالفعل. وهذا يعني أنه من الممكن اكتشاف الحمض النووي الريبي الفيروسي دون وجود أي احتمال لنقل العدوى.
وتحققت دراستان في قدرة الفيروس على البقاء معدياً على مواد مختلفة. ورغم أن طول الفترة الزمنية التي يظل فيها الفيروس على الأسطح معدياً يعتمد على الظروف البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة، فلا يمكن للفيروس أن يظلّ معدياً على الأسطح لمدة تقارب 17 يوماً.
علاوة على ذلك، في كلتا الدراستين، وجد العلماء أن كمية الفيروس المعدي قلّت بشكل كبير بعد عدة أيام. هذا يشير إلى أن خطر الإصابة بالفيروس الموجود على الأسطح يمكن تقليله من خلال ممارسات التنظيف والتعقيم الجادة.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
TT

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)

أظهرت دراسة أميركية أن مزيجاً من دواءي «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين» يُوفّر تحكماً أفضل في الألم وبديلاً أكثر أماناً بعد جراحات الأسنان مقارنةً بالأدوية الأفيونية.

وأوضح باحثون في جامعة «روتجرز» أن هذه النتائج قد تُغيّر الطريقة التي يُعالج بها أطباء الأسنان الألم بعد العمليات الجراحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «الجمعية الأميركية لطب الأسنان».

وبعد جراحات الأسنان مثل خلع أضراس العقل أو جراحة اللثة، عادةً ما يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم والتهيج الناتج عن الإجراء. وتشمل المسكنات الشائعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل «الإيبوبروفين»، التي تُساعد في تقليل الألم والتورم. وفي بعض الحالات، قد تُوصَف مسكنات أقوى من الأدوية الأفيونية، مثل عقار «الهيدروكودون»، لفترات قصيرة إذا كان الألم شديداً.

للمقارنة بين مسكنات الألم الأفيونية وغير الأفيونية، أجرى الباحثون تجربة على أكثر من 1800 مريض خضعوا لجراحة إزالة أضراس العقل المطمورة، وهي عملية شائعة تسبّب ألماً يتراوح بين المعتدل والشديد.

وتلقى نصفهم دواء «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين»، في حين تلقّى النصف الآخر مزيجاً من «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين». وقيَّم المرضى مستويات الألم وجودة النوم وغيرها من النتائج خلال الأسبوع التالي للجراحة.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا مزيجاً من «الإيبوبروفين» و«الأسيتامينوفين» شعروا بألم أقل، ونوم أفضل، ورضا أعلى مقارنةً بالذين تلقوا «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين». كما أظهرت النتائج أن المزيج غير الأفيوني وفّر تخفيفاً للألم بشكل أفضل خلال فترة الألم الشديد في أول يومين بعد الجراحة. كما أبلغ المرضى الذين تناولوا الأدوية غير الأفيونية عن نوم أفضل في الليلة الأولى وتداخُل أقل مع أنشطتهم اليومية خلال فترة التعافي.

وفقاً للباحثين، تتماشى هذه النتائج مع توصيات الجمعية الأميركية لطب الأسنان، التي تدعو لتجنُّب الأدوية الأفيونية بوصفها خياراً أول لعلاج الألم، لأنها تزيد من خطر الإدمان وتُسبّب آثاراً جانبية خطيرة مثل التّسمم.

وأضافوا أن هذه الدراسة تأتي في وقت تُعَد فيه الأدوية الأفيونية أحد أسباب أزمة الإدمان والوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، التي تودي بحياة أكثر من 80 ألف شخص سنوياً، حيث أصدر أطباء الأسنان وحدهم أكثر من 8.9 مليون وصفة طبية للأفيونات في عام 2022، وغالباً ما يكون الشباب الذين يخضعون لإجراءات مثل إزالة ضرس العقل أول من يتعرضون لهذه الأدوية.

ووصفت الدكتورة سيسيل فيلدمان، الباحثة الرئيسية للدراسة وعميدة كلية طب الأسنان في جامعة «روتجرز»، النتائج بـ«العلامة الفارقة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نحن واثقون أن الأفيونات لا ينبغي وصفها بشكل روتيني، وأن وصف المزيج غير الأفيوني سيحقّق فوائد أكبر للمرضى».

واختتمت قائلة: إن «هذه الدراسات لا تُساعد فقط على تحسين الرعاية الحالية لمرضى الأسنان، ولكنها تُسهم أيضاً في تدريب أطباء الأسنان المستقبليين بجامعة (روتجرز)، حيث نُحدثُ مناهجنا باستمرار في ضوء العلم».