«الفن للخير»... مبادرة تشكيلية تكافح تأثيرات «كورونا» بمصر

توجيه عائد بيع لوحات المشاركين بها لدعم جهود الدولة

لوحة الفنانة رشا سليمان وتصور بانورامي لمصر  -   بورتريه للفنانة رندا فخري  -  أبو الهول في كاريكاتير سامي أمين
لوحة الفنانة رشا سليمان وتصور بانورامي لمصر - بورتريه للفنانة رندا فخري - أبو الهول في كاريكاتير سامي أمين
TT

«الفن للخير»... مبادرة تشكيلية تكافح تأثيرات «كورونا» بمصر

لوحة الفنانة رشا سليمان وتصور بانورامي لمصر  -   بورتريه للفنانة رندا فخري  -  أبو الهول في كاريكاتير سامي أمين
لوحة الفنانة رشا سليمان وتصور بانورامي لمصر - بورتريه للفنانة رندا فخري - أبو الهول في كاريكاتير سامي أمين

يجد كثير من الفنانين في عزلتهم هذه الأيام معاني وتفاصيل أكثر من مجرد عزل وقائي وإجراءات احترازية، لا سيما مع إتاحة السوشيال ميديا وسيطاً مُواتياً لتداول أفكارهم الفنية في تلك اللحظة الغارقة في غموض «كورونا»، وخرجت أخيراً مبادرة فنية بعنوان «الفن للخير» أطلقها الفنان التشكيلي والمخرج السينمائي المصري وحيد مخيمر، التي تهدف إلى جمع مشاركات 100 فنان وفنانة من أجل توجيه عائدها لصالح دعم جهود مواجهة فيروس «كورونا» في مصر.
ومع إعلان المبادرة، تدفقت أعداد المشاركات لتتعدى المائة مشاركة فنية، تضم فنانين من أجيال ومدارس فنية مختلفة. ووفق مخيمر فإن «فكرة المبادرة لاقت اهتماماً كبيراً من الفنانين وجميعهم حريصون على المشاركة في دعم المبادرة بأعمال فنية لافتة، أمّا آليات عائد اللوحات فسوف تُحددها جهة رسمية تتولى تنفيذ المبادرة على أرض الواقع».
وحتى تحديد جهة رسمية فنية لتولي مسألة عرض اللوحات للبيع ورصد عائدها المادي لتوجيهه لصالح دعم جهود مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، تتوالى الأعمال المشاركة التي تُنشر على صفحة مؤسس المبادرة. وقام الفنان الدكتور أشرف رضا، أستاذ ووكيل كلية الفنون الجميلة في مصر، بتصميم شعار خاص ليجمع تحت مظلته أعمال المبادرة، كما اتفق على أنّ الأعمال المشاركة ستكون جميعها باللونين الأبيض والأسود فقط، يتحدث الفنان وحيد مخيمر عن فلسفة هذا الاختيار، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الأبيض والأسود لهما مدلول النور والظلام، وأردت أن يكون هناك موضوع للمبادرة، وليست مجرد لوحات وأعمال فنية، حتى تكون هناك شخصية للمبادرة، فالأبيض والأسود يُظهران إبداعات وقدرات المشاركين، لما لهما من جماليات خاصة».
ترى الفنانة التشكيلية المصرية رشا سليمان المُشاركة في المبادرة بلوحتين تصوران رؤية بانورامية لمصر، أن اللون الأبيض يرمز للنقاء والبساطة والاكتمال، فيما يرمز الأسود للعمق والقوة والتميز والأناقة وتضيف: «هما معاً وما بينهما من عالم شاسع من الرمادي، يتيحون لي التعبير عن روح وجوهر الأشياء». وتعدّ سليمان «المشاركة في هذه المبادرة واجباً إنسانياً لمن يستطيع، خصوصاً أن الفنانين لديهم الكثير ليقدموه لصالح المجتمع وتغييره».
تتنوع المشاركات التي تزيد على المائة ما بين ألوان تجريدية، وانطباعية، وفوتوغرافية، وطباعة، وكاريكاتير وغيرها، وكانت لوحة الفنان وحيد مخيمر باكورة الأعمال المشاركة، وهي لوحة تُصوّر طقس المرماح الشعبي عبر تصويره لساحة يسودها هدير الخيل الراقص تحيطه خطوط صاخبة عفوية تُمثل البشر المُتحلق حول الخيل، في تكوين تعبيري تتلاقي فيه حكايات الواقع مع الخيال.
وتجد الطقوس المحلية ذات الجذور التاريخية صدى في العديد من الأعمال المشاركة، منها لوحة تصور أسطح بيوت للفنان محمد الطراوي، ولوحة تُبرز طقس التحطيب للفنان علاء عوض، ولوحة لبيوت الفلاحين وأبراج الحمام للفنان أسامة ناشد.
ويُطل الكاريكاتير ضمن مشاركات المبادرة منها عمل للفنان سامي أمين الذي صنع مقاربة فنية لفكرة ثقل مرور الوقت هذه الأيام عبر تخيل أبو الهول وقد تبدل وجهه ليصير ساعة كبيرة، وتعبر في الإطار سُلحفاة تُضاعف من ثيمة البطء التي يسجلها التاريخ.
وتجد في ثقل الوقت والترقب والانتظار والحيرة الكثير الذي يجمع خيوط الأعمال المشاركة، سواء تلك التي تسود الملامح التعبيرية لأبطال وبطلات البورتريهات، كما في البورتريه الذي يُشارك به الفنان عمر الفيومي في المبادرة، وكذلك الملامح التي تُشاطرها بطلة لوحة مع قطتها وفقاعات الصابون كمفردات لونس تستعيره البطلة من الطفولة، وهي لوحة للفنانة رندا فخري، أو لوحة تتخيل العالم في لحظة انصهار مُجسدة في ذوبان ملامح البطلة كما في لوحة الفنانة إيمان خطاب، وأعمال تبحث في الفضاء المشترك بين الإنسان والطبيعة فتجدها تُحاكي جذور الأشجار العتيقة كما في عمل الفنان مصطفى حمود، وتستعير من الطبيعة زخارف الطير والنبات لتهدي بها الفتيات كما في لوحة للفنان مصطفى طه.
وتتراوح استخدامات أقلام الفحم والباستيل، والأحبار في لوحات المعرض، علاوة على الأعمال الفوتوغرافية باللونين الأبيض والأسود، التي يقترب بعضها من البحر، ومراكب الصيد، ويقترب بعضها من التقاط جماليات الحمام في لحظات ملامسته الحذرة للأرض، ورقصات المولوية، وساعات القطار ذات الشأن الأعلى دائماً في محطات السفر.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».