أثبتت بعض الدول فعاليَّة قوة البنية التحتية الرقمية، وتوظيفها بشكل ناجح، خصوصاً فيما يتعلق بقطاع التّعليم ودعم استمراريته في ظل موجة وباء فيروس كورونا الجديد.
ومع مرور شهر على إعلان تفعيل نظام «التعليم عن بعد» بسبب جائحة «كورونا»، كانت السعودية من بين الدّول السبّاقة في القرار لكافة قطاع التّعليم، بعد قرار تعليق الدّراسة في مدارس وجامعات البلاد، بدءاً من تاريخ 8 مارس (آذار) الماضي، وتفعيل المنصات الإلكترونية التي سبق واختبرت تجربتها بشكل سابق قبل حدوث الأزمة.
وأعلنت الجامعات الأهلية والحكومية في السعودية آلية تقويم الاختبارات النهائية، التي تنطلق بعد ثلاثة أسابيع، خلال فترة تعليق الدراسة أثناء جائحة «كورونا»، وهي قرارات عززت المطالبة الوقائية لانعقادها عن بعد، لكن بآلية جديدة، هذا مع ترقب إعلان آلية اختبارات التعليم العام.
تتحدث لـ«الشرق الأوسط»، سارة العتيبي رئيسة وحدة العلاقات المجتمعية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود؛ أن استخدام التقنية والمنصات التعليمية الإلكترونية ككل ليس بجديد على الطلبة، «فمنذ بداية العام، وقبل أن نواجه أزمة (كورونا)، كان على الطلبة اختيار ما يقل عن مقررين للتدريس عن بُعد».
وأشارت العتيبي إلى أنّ عديد الجامعات قدمت ورش عمل، تهيئة للدخول بأي لحظة في الصفوف الافتراضية، كذلك إقامة اختبارات تجريبية للتأكد من معرفة الطلبة بالتقنية. ونوَّهت لقرار وزارة التّعليم السعودية، الذي كان لها الدور الأساسي حين قررت التيسير على الطلبة عن طريق تقليل درجة الاختبارات الفصلية، واستبدالها بتقييم مستمر، من واجبات، ومشاريع، واختبارات قصيرة. وأشارت إلى أن الجامعات أوجدت خيارات لبرامج أخرى أتاحت الجامعات اشتراكات مجانية بها، من أجل مواصلة مسيرة التعليم.
وقالت العتيبي، عندما أُصدر قرار الاختبارات النهائية عن بُعد بسبب «كورونا»، لم يجتح الطلبة الخوف، بل على العكس تماماً، أثبتت الاختبارات عبر الفصول الافتراضية نجاحاً، وإن لم تكن الدرجات أساساً فيها، مشيرة إلى أنّه ستوجد أثناء الاختبارات عن بُعد في الفترة المقبلة، خيارات إلكترونية اتُفق عليها لضمان المصداقية، كالمدة الزمنية المحددة، وعدم الرجوع للسؤال السابق، ووضع الأسئلة العشوائية.
وصدر قرار وزارة التّعليم في السعودية بآلية تقويم الاختبارات النهائية عن بُعد في فترة تعليق الدراسة بسبب «كورونا»، حيث حققت مرونة عالية للطلبة، خصوصاً على مستوى تحصيل الدرجات، إذ ستشكل الاختبارات الأخيرة لعموم الجامعات ومراكز التدريب المهني، المقرر انعقادها في 26 أبريل (نيسان) الحالي، ما يوازي 20 في المائة من مجموع التحصيل السنوي.
وذكر وزير التّعليم السعودي، الدكتور حمد آل الشيخ، أنّ الاختبارات النهائية لكافة أنواع التعليم (المنتظم، عن بُعد، الانتساب) في وقتها المقرر لها، هو الثالث من رمضان 26 أبريل، وعدم البدء بها قبل هذا التاريخ، مشيراً إلى أنه في ظل هذه الأزمة يمكن للجامعات والكليات عقد بعض الاختبارات النهائية خلال الفترة المسائية، مراعاة لظروف الطلبة في الشهر الفضيل.
استثنائية الظروف تضع الطّلاب السّعوديين تحت الاختبار «عن بعد»
استثنائية الظروف تضع الطّلاب السّعوديين تحت الاختبار «عن بعد»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة