السلطة الفلسطينية تستعد لـ«أسوأ سيناريو» مع عودة 50 ألف عامل من إسرائيل

تل أبيب تشدد إجراءات الوقاية من «كورونا» في بلدات المتدينين اليهود

السلطة الفلسطينية تستعد لـ«أسوأ سيناريو» مع عودة 50 ألف عامل من إسرائيل
TT

السلطة الفلسطينية تستعد لـ«أسوأ سيناريو» مع عودة 50 ألف عامل من إسرائيل

السلطة الفلسطينية تستعد لـ«أسوأ سيناريو» مع عودة 50 ألف عامل من إسرائيل

سجلت الأراضي الفلسطينية ارتفاعاً جديداً في الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، إن عدد الإصابات وصل إلى 210 بعد تسجيل 16 إصابة جديدة أمس. وجميع المصابين هم عمال أو من المخالطين لهم.
ورفعت هذه الإصابات ناقوس الخطر لدى السلطة الفلسطينية التي حذَّرت مراراً من تفشي محتمل وكبير للوباء، بسبب استمرار تنقل العمال من الضفة إلى إسرائيل والعكس. وتحوَّل العمال الفلسطينيون في إسرائيل إلى مصدر قلق كبير، ووصفهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية بأنهم الثغرة في الإجراءات الفلسطينية الوقائية لمحاربة الفيروس، وقال عنهم الناطق الحكومي إبراهيم ملحم، إنهم الخاصرة الرخوة للفلسطينيين الآن في مواجهة «كورونا».
وتستعد السلطة لأسوأ سيناريو محتمل مع عودة 50 ألف عامل من إسرائيل إلى الأراضي الفلسطينية هذا الأسبوع، مع بدء إسرائيل عطلة عيد الفصح اليهودي.
وعلى الرغم من كل الإجراءات التي اتخذتها السلطة سابقاً، جلب عمال تنقلوا بين الضفة وإسرائيل، الفيروس، إلى رام الله وبيت لحم وقرى حول القدس. وتسبب العمال في رفع الإصابات بطريقة غير مسبوقة، حتى قبل العودة الجماعية المرتقبة. وقال كمال الشخرة، المسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، إن وزارته مستعدة لاستقبال العمال مع دخول الأعياد اليهودية منتصف أبريل (نيسان) الحالي، وأخذ العينات المطلوبة من العائدين.
وفي إسرائيل أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس، ارتفاع عدد الوفيات جراء تفشي فيروس «كورونا» إلى 44، والإصابات إلى 7589؛ بينما يخضع 98 شخصاً للتنفس الصناعي بالكامل، ووصلت الحالات الحرجة إلى 115، والمتوسطة إلى 166، وارتفع العدد الإجمالي للمتعافين إلى 427، منهم 24 خلال اليوم الأخير.
ودفع التسارع في ارتفاع عدد حالات «كورونا» في إسرائيل إلى زيادة تشديد القيود، لا سيما على المجتمعات اليهودية المتدينة التي كانت ترفض الانصياع لتعليمات وزارة الصحة بالبقاء في المنازل وعدم التجمع. وبحسب بيانات وزارة الصحة، فإن الأحياء والمدن الأرثوذكسية المتشددة دينياً باتت بؤراً لتفشي فيروس «كورونا» المستجد، بعد تجاهل الحاخامات البارزين في البداية، وحتى رفض أوامر الدولة بإغلاق المؤسسات التعليمية، والحد من الحضور إلى المعابد.
يأتي هذا الارتفاع مع دخول أنظمة طوارئ جديدة حيز التنفيذ، تمنح السلطات الإسرائيلية صلاحية منع الدخول والخروج من منطقة محددة، في حال انتشار فيروس «كورونا» فيها.
وأعلنت مدينة بني براك اليهودية المتشددة منطقة مغلقة، يحظر الدخول والخروج منها. وإزاء رفض عديد من اليهود المتدينين الذين يمثلون معظم سكان بني براك الالتزام بتدابير الابتعاد الاجتماعي والحجر المنزلي، سيَّرت الشرطة دوريات خاصة في الأحياء المتدينة، وحدت السلطات من إمكانية الدخول إلى المدينة البالغ عدد سكانها 230 ألف نسمة.
وسينشر الجيش الإسرائيلي ما بين 800 وألف جندي في بني براك، مهمتهم مساندة السلطات المدنية بسبب عدم الالتزام نسبياً بتعليمات وزارة الصحة في المدينة. وسيقوم الجنود بتوزيع الطعام والأدوية، ويساعدون في إجلاء بعض الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض وباء «كوفيد- 19».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.