«كورونا» يجمد جزئياً الاكتشافات الأثرية في مصر

5 بعثات محلية فقط من بين 280 مجموعة تعمل بإجراءات احترازية

جانب من اكتشافات سابقة للبعثة المصرية بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
جانب من اكتشافات سابقة للبعثة المصرية بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
TT

«كورونا» يجمد جزئياً الاكتشافات الأثرية في مصر

جانب من اكتشافات سابقة للبعثة المصرية بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
جانب من اكتشافات سابقة للبعثة المصرية بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

على غرار معظم الأنشطة الأثرية والسياحية التي تسبب فيروس كورونا المستجد في تعطيلها أخيراً بمصر، توقفت كل البعثات الأثرية الأجنبية عن العمل أخيراً بسبب انتشار فيروس كورونا، فمن بين 280 بعثة أجنبية ومحلية كانت تسابق الزمن لاكتشاف قطع أثرية نادرة في مواقع مختلفة بالبلاد، لا يعمل منها حالياً سوى 5 بعثات محلية فقط، بالإضافة إلى تجميد عمليات الإعلان عن أي اكتشافات أثرية حتى الانتهاء من إجراءات الحجر الصحي بالمحافظات المصرية، وفق الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وتصر وزارة السياحة والآثار المصرية على استكمال عمل عدد من البعثات الأثرية، أملاً في العثور على اكتشافات أثرية جديدة، يتم الإعلان عنها عقب انتهاء أزمة كورونا.
وتواصل بعثتان أثريتان محليتان عملهما بمحافظة الأقصر، بجانب واحدة بالمنيا، واثنتين بالجيزة، بحسب وزيري الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم نرغب في أن يكون هناك شلل تام في أعمال التنقيب الأثري، لأن توقفها يعني توقف دخل العمال بها، ومعظمهم من العمالة الموسمية غير المنتظمة التي تعمل باليومية».
ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، والذي يرأس إحدى البعثات الأثرية الموجودة بالأقصر للاستمرار أيضاً في العمل، حيث يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «توقف الحفائر يعني ألا يجد العمال قوت يومهم»، مشيراً إلى أن «العمل مستمر مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية العمال من المرض، ومن بينها ارتداء الكمامات، وعدم التزاحم»، واعدا باكتشافات أثرية يعلن عنها قريبا.
وكانت وزارة الآثار المصرية قد أعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي عن بدء خمس بعثات أثرية عملها في الأقصر، في افتتاح الموسم الشتوي للحفائر، بينها بعثتان إسبانية وأميركية، وسط توقعات بموسم سياحي وأثري متميز، ليأتي فيروس كورونا ويحد من هذه التوقعات، ويوقف عمل جميع البعثات الأجنبية.
فوفقا لوزيري فإن جميع البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر، والبالغ عددها 240 بعثة أثرية «أوقفت عملها، وعادت بعض البعثات إلى دولها في انتظار السيطرة على الوباء الذي يهدد العالم»، بينما توقف عدد كبير من البعثات المصرية والبالغ عددها وفقا للتصريحات الرسمية نحو 40 بعثة أثرية، ما زالت خمس فقط منها مستمرة بالعمل مع تقليل عدد العمال، وساعات العمل، وقال وزيري: «الحفائر مستمرة لكن ليست بكامل طاقتها، بعد تقليص العدد لحماية العمال».
وفي منطقة آثار سقارة يواصل العمال أعمال التنقيب الأثري من السابعة صباحا وحتى الثانية ظهراً، وفقاً للدكتور صبري فرج، مدير منطقة آثار سقارة، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» «استمرار عمل البعثة المصرية برئاسة وزيري في المنطقة، بعد الانتهاء من تعقيمها، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة العمال»، مشيراً إلى أن «الوضع جيد في المنطقة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تقلل من انتشار الفيروس».
واتخذت وزارة السياحة والآثار إجراءات لحماية عمال الحفائر، حيث تم تقليل عدد العاملين في مواقع التنقيب من 50 عاملاً إلى 25 عاملاً، وتوزيعهم على نوبتي عمل، وفق وزيري الذي أشار إلى أن «الحفائر قادت إلى كشف أثري مهم سيعلن عنه قريبا بعد عودة السياحة».
واتخذت وزارة السياحة والآثار قراراً في 21 مارس (آذار) الماضي بإغلاق المتاحف كافة والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية حتى نهاية الشهر الماضي، قبل أن يتم مد الإغلاق حتى منتصف شهر أبريل (نيسان) الجاري، حيث «يجري تعقيم وتطهير المتاحف والمواقع الأثرية، بشكل دوري، مرة كل 72 ساعة»، وفق وزيري.
وتم الإعلان عن آخر اكتشاف أثري بارز في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل تفاقم أزمة كورونا عالمياً، حيث تم اكتشاف 35 مقبرة من المقابر العائلية تخص المعبود جحوتي، وكبار كهنة الإقليم الـ15 من أقاليم مصر العليا، تضم 90 تابوتاً على مدار ٣ مواسم أثرية، بمنطقة «الغريفة» بمحافظة المنيا (صعيد مصر).


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.