تدابير روسية جديدة ترافق تصاعد الإصابات

بوتين حذّر من فترة صعبة وشدد على الالتزام الصارم بتوجيهات الحكومة

سيدة تتسوّق في أحد المحلات التجارية بموسكو أمس (إ.ب.أ)
سيدة تتسوّق في أحد المحلات التجارية بموسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

تدابير روسية جديدة ترافق تصاعد الإصابات

سيدة تتسوّق في أحد المحلات التجارية بموسكو أمس (إ.ب.أ)
سيدة تتسوّق في أحد المحلات التجارية بموسكو أمس (إ.ب.أ)

دخلت روسيا، أمس الجمعة، المرحلة الثانية في فرض التدابير المشددة للعزل الصحي الكامل في البلاد، بالتزامن مع ارتفاع معدلات الإصابات في موسكو وضواحيها، وتزايد المخاوف من اتساع رقعة انتشاره في الأقاليم.
وأعلنت السلطات الروسية تسجيل أربع حالات وفاة و601 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال يوم واحد. ورغم أن الأرقام لم تشكل قفزة عن المعدلات المسجلة في الأسبوع الأخير، لكنها بعثت إشارات مقلقة بالمقارنة إلى معدلات الانتشار الأسبوع الماضي التي كانت تراوح عند عشرات الإصابات المؤكدة يوميا. وأكّدت غرفة العمليات الخاصة بمكافحة «كوفيد - 19» أن الإصابات الجديدة سجلت في 32 من أقاليم روسيا، وتعود معظمها (448 إصابة) إلى العاصمة موسكو، بالإضافة إلى 34 إصابة سجلت في ضواحيها.
والمقلق أكثر أن جزءا كبيرا من الإصابات في موسكو بين فئات لا تزيد أعمارها عن 45 سنة (199 من المصابين الجدد في العاصمة)، بالإضافة إلى 17 طفلا. وكانت دراسات دلّت على أن نصف الإصابات في روسيا حتى الآن ظهرت عند هذه الفئات العمرية.
في المقابل، ارتفع عدد المتعافين من الفيروس في البلاد خلال يوم من 235 إلى 281 شخصا، وأخضعت السلطات حتى الآن 575 ألف شخص لفحص كورونا.
ودفعت هذه المعدلات في الإصابات، مع انتهاء مرحلة عطلة الأسبوع التي أعلن عنها الرئيس فلاديمير بوتين بهدف تقليص الانتشار، إلى ظهور بوتين مجددا في خطاب تلفزيوني أعلن فيه أن السلطات لم تتمكن بعد من إحداث تغيير جذري في وضع انتشار الفيروس في العاصمة، وكشف عن سلسلة إجراءات جديدة أبرزها تمديد فترة العطلة المدفوعة في عموم البلاد حتى نهاية أبريل (نيسان) الجاري.
وقال بوتين إنه برغم الأرقام المقلقة للإصابات، لكن تنفيذ المرحلة الأولى من التدابير أتاح للحكومة الروسية تقليص المخاطر وكسب الوقت لمحاربة الفيروس مع الاستفادة من تجربة دول أخرى، محذرا في الوقت نفسه من أن «ذروة تفشي كورونا، لم تأت بعد في روسيا أو في العالم كله».
وأكد بوتين أن الوضع في بعض مناطق البلاد أكثر خطورة مما هو عليه في المناطق الأخرى، مقرا بأن السلطات الروسية لم تتمكن بعد من إحداث تغيير جذري في وضع انتشار الفيروس في العاصمة موسكو.
وزاد أنه «من المهم مبدئيا، حسب اعتقادي، أننا نستطيع حتى الآن بشكل عام حماية كبار السن من الخطر الملموس ومنع تفشي الوباء داخل رياض الأطفال والمدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية».
وأكد بوتين أنه من المحتمل تقليص فترة العطلة المدفوعة لاحقا إذا سمح الوضع في ذلك.
وأكد بوتين أن مؤسسات الحكم والشركات ذات الإنتاج المستمر وجميع الخدمات الأساسية والمستشفيات والمحال الغذائية والصيدليات ستواصل العمل خلال فترة العطلة.
وأعلن الرئيس الروسي عن منح رؤساء الأقاليم الروسية صلاحيات موسعة، وطالبهم بإعداد حزمة الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع تفشي كورونا نظرا للوضع الوبائي في مناطقهم، بالدرجة الأولى إقامة نظام خاص بتحركات المواطنين ووسائل النقل، بالإضافة إلى تحديد قوائم المؤسسات والمنشآت التي ستواصل العمل خلال العطلة الاضطرارية.
وأهاب بوتين بالمواطنين ضرورة الالتزام الصارم بتوجيهات الحكومة والجهات الصحية المختصة.
وكان بوتين وقع في وقت سابق قانونا يمنح الحكومة صلاحيات فرض حال الطوارئ في البلاد إذا دعت الحاجة، ويعد هذا الإجراء جديدا في روسيا، إذ كان إعلان الطوارئ يدخل ضمن صلاحيات الرئيس وحده، ما اعتبر تكريسا للتعديلات الدستورية التي تم إقرارها أخيرا على مستوى البرلمان لكنها لم تخضع بعد لإقرار شعبي شامل عبر الاستفتاء الذي تم إرجاء موعده إلى فترة غير محددة بسبب الوباء.
وبرغم أن اللهجة الحكومية بدت غير متفائلة عموما بسبب معدلات الانتشار، لكن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو تحدث الجمعة بلهجة مغايرة، إذ رأى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن، لردع تفشي فيروس كورونا تؤتي ثمارها، وأكد أن «الوضع يتطور الآن حسب سيناريو إيجابي».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.