ضريح في الجزائر يخلّد قصة حب أمازيغية ـ فرعونية

الضريح الملكي الموريتاني بالجزائر يتغير لونه حسب الوقت
الضريح الملكي الموريتاني بالجزائر يتغير لونه حسب الوقت
TT

ضريح في الجزائر يخلّد قصة حب أمازيغية ـ فرعونية

الضريح الملكي الموريتاني بالجزائر يتغير لونه حسب الوقت
الضريح الملكي الموريتاني بالجزائر يتغير لونه حسب الوقت

يقع الضريح الملكي الموريتاني على قمة هضبة شرق مدينة سيدي راشد بولاية تيبازة الساحلية، وتحيط به غابة صنوبر مدغلة، تتحدر على كتف الهضبة قبالة البحر الأبيض المتوسط، كانت تغمسُ قدميها بمياهه قبل أن يتم شق الطريق السيار (شرق - غرب)، الذي أنسن وحشة المكان بمرور المركبات والحافلات المسرعة في الاتجاهين غربا وشرقا. المنظر خلّاب تمازجت فيه خضرة الغابة وزقزقة العصافير مع زرقة البحر تمخره سفن الصيادين. يعكس الضريح السماء الموشاة بغيومها الداكنة شتاء، والبيضاء ربيعا. السكون والهدوء يجعلانك تسمع وقع أقدامك على حجارة تناثرت حول الضريح، تسمع وشيشا في أذنيك من شدة الصمت، وشيشٌ يشبه حركة سحلية اندست بين الهشيم، والصوت يتلاشى فترتبك في رفع صوتك احتراما لحرمة الأموات.
- افتتاح الضريح الملكي الموريتاني بعد 27 عاما من الإغلاق
الضريح الملكي الموريتاني يعود للعهد النوميدي (202 ق م - 46 ب م)، يبعد بنحو 70 كيلومترا غرب الجزائر العاصمة، صنفته اليونيسكو من التراث العالمي. بقي 27 عاما مغلقا (1992 - 2019) حيث أغلقته الحكومة الجزائرية آنذاك حفاظا عليه من أي عمل تخريبي خلال أزمة الإرهاب التي اجتاحت الجزائر عام 1992. في ليلة مقمرة من شهر مايو (أيار) 2019 تم افتتاح الضريح بسهرة رمضانية فنية، استمتع الجمهور المدعو بأغاني الموسيقى الأندلسية التي تزدهر في رمضان لطابعها الديني. كان لهم حظ وفير بزيارة الضريح من الداخل، فبعدها أغلق الضريح ثانية، واقتصرت الزيارة على خارجه.
يستمتع الزوار بهدوء المكان وجو الغابة النقي المشبع برائحة الصنوبر والخزامى والزعتر والريحان، يلتقطون صورا تذكارية مع «قبر الرومية» كما يسميه السكان المحليون، اعتقادا منهم أنه قبرٌ لامرأة مسيحية، ولكن الدكتورة صباح فردي مديرة مركز البحث في علم الآثار أوضحت للصحافة سبب الخلط بين «الرومية» باللهجة الجزائرية وتعني النصرانية أو المسيحية، والرومية في الضريح الموريتاني فقالت إن «الضريح له أربعة أبواب وهمية متقابلة من الجهات الأربع شرق غرب، وشمال جنوب، تشبه في تقاطعها بخط نظر بين كل جهتين متقابلتين صليبا لاتينيا، فاعتقدوا أن القبر مسيحي، ولكن (قبر الرومية) يعني قبر ملكة رومانية، بني في إبان حكم الرومان لمملكة موريتانية القيصرية».
- تاريخ بنائه
يرجح المؤرخون وعلماء الآثار أن بناء الضريح الملكي الموريتاني قد تم عام 40 ق.م، وهكذا يكون قد مضى 2060 عاما على بنائه، وما زال صامدا في وجه الزمن رغم النشاط الزلزالي في المنطقة، ليبقى مُخلداً وشاهداً على «قصة حب» أمازيغية - فرعونية يجهلها الكثيرون، تشبه رومانسيات غابرة مثل قصص قيس وليلى، روميو وجوليت، ونبوخذ نصر الذي بنى حدائق بابل المعلقة في العراق تكريما لزوجته، أو الإمبراطور المغولي شاه جيهان الذي بنى لزوجته ممتاز «تاج محل». أما الضريح الملكي الموريتاني فيخلد قصة حب الملك الأمازيغي يوبا الثاني لزوجته كليوباترا سيليني ابنة ملكة مصر كليوباترا الفرعونية. بنى يوبا الثاني قبرا ملكيا لزوجته كليوباترا سيليني عربون حبه لها، ليضمهما أمواتا، فبقي شاهدا على قصة حب جمعت بين أمازيغ الجزائر وفراعنة مصر قبل الميلاد بـ40 عاما، كما يروي المؤرخون.
الملك يوبا الثاني ابن عنابة بالشرق الجزائري (52 ق.م - 23 ب.م)، نجل الملك يوبا الأول النوميدي، الذي هزمته روما، ولتذيقه مرارة الهزيمة أكثر لأنه قاومها اختطفت ابنه يوبا رضيعا - حسب المؤرخين.
تربى الطفل يوبا الثاني تربية ملوك في كنف الإمبراطور الروماني أغسطس (آب)، فعلمه الفنون والآداب وشتى العلوم والسياسة وشؤون الحكم في مدارس روما وأثينا ومعاهدهما ذائعة الصيت آنذاك، فعُرف يوبا الثاني بالحنكة السياسية والثقافة والإخلاص للإمبراطور، واحتل مكانة مرموقة لدى الإمبراطور أغسطس الذي أجلسه على عرش مملكة موريتانيا القيصرية نسبة إلى قيصر الروم (تيبازة حالي)، وحكم يوبا الثاني خمسين عاما تحت الحماية الرومانية.
يتميز الضريح الملكي الموريتاني بحجمه الكبير، للناظر إليه عن بُعد يشبه كومة التبن، يرتفع عن سطح البحر بـ261 مترا، فيمكن رؤيته من الأبيار أعالي العاصمة شرقا، ومن سهل المتيجة الخصيب في البليدة جنوبا، ومن جبل شنوة بتيبازة غربا، ويراه شمالا المسافرون على الطريق السريعة في أحضان غابات تيبازة المطلة على البحر، كما يراه الصيادون عرض البحر، لذا يعتبره الجزائريون منارة يهتدي بها البحارة والصيادون والعابرون ومن ضل الطريق، فضلا عن ذلك لونه يتغير حسب الفصول وحسب ساعات النهار، فهو تارة يميل إلى الاصفرار وتارة يأخذ لونا رماديا أو تعلوه زرقة عندما يحيط به الضباب، بدا ذلك ببعض الصور الملتقطة للضريح.
- الضريح من الخارج
يتربع الجسم الأسطواني للضريح على قاعدة مربعة ضلعها 63.40م. ويوجد أمام باب الضريح، آثار مبنى، يبلغ طوله 16م وعرضه 6 أمتار، كان في الزمن الغابر معبدا.
يبلغ محيطه 185.5م وقطره 60.9م وعلوه 32.4م، تبرز على جداره الخارجي أعمدة، عددها 60 عمودا، تنتظم بمسافات متساوية فيما بينها، تعود للهندسة المعمارية الأيونية (جزيرة يونانية سكنها الأيونيون 1100 ق. م)، وله أربعة أبواب وهمية من الجهات الأربع (الباب يحدده رصف الحجارة على الجدار)، ارتفاع الباب 6.90م. وفي أعلى الضريح مخروط مفلطح يشبه القباب الإسلامية.
- داخل الضريح
تحت الباب الشرقي الوهمي يوجد باب صغير على انخفاض زهاء متر عن ساحة الضريح، بجواره يسارا بضع درجات حجرية تنتهي في الساحة حول الضريح. عند اجتياز الباب يلج الزائر إلى رواق يضطر فيه إلى الانحناء، وفي حائطه الأيمن توجد نقوش تمثل صورة أسد ولبؤة، فسمي الرواق «بهو الأسود»، يفضي إلى رواق آخر طوله 141 مترا وعلوه 2.40 متر شكله ملتوٍ، يقود مباشرة إلى قلب المبنى الذي تبلغ مساحته 80 مترا مربعا، حيث يوجد قبران، أحدهما مزين بثلاثة تجاويف غربا وشمالا وجنوبا، يعتقد أنه للملك يوبا الثاني، والآخر لزوجته كليوباترا سيليني.
يعتقد المختصون في الآثار الرومانية أن الملك يوبا الثاني ابن عنابة وزوجته كليوباترا سيليني هما من أشرفا على بنائه، ويستندون في روايتهم إلى أن الملك يوبا الثاني كان مثقفا، متذوقا للفن وهندسة العمارة، وقد جلب لعاصمة مملكته شرشال تحفا فنية من اليونان. تبعد شرشال نحو 90 كيلومترا غرب الجزائر العاصمة.
رغم جمال الطبيعة حول هذا المَعْلَم الأثري القديم، وما يمكن أن يكون قطبا سياحيا يقصده السياح من خارج الجزائر، ويدر مالا، فإنه ما زال مهملا سياحيا، ويوجد حوله مطعم يرتاده بعض الجزائريين عند زيارتهم للضريح، لكن أغلبية الزوار من العائلات يحضرون طعامهم معهم كما قال «سي محمد» بائع الشاي الأخضر غرب الضريح، وبصحبته جمله الأبيض «مبروك»، يدفع من يركبه 300 دج (تعادل زهاء دولارين) وثمن كأس الشاي الأخضر مع حفنة فستق بـ150 دج، ويؤجر طاولات لزوار الضريح لتناول طعامهم في حضن الطبيعة. وجد سي محمد لقاءه بـ«الشرق الأوسط» فرصة ليطالب بدعم الدولة لأنه يُنشط السياحة، وهو يعمل دون ترخيص رسمي من الجهات المعنية. عمي موح يعرفه رواد المكان بشايه الأخضر بالنعناع، تفوح رائحته وهو يغلي فوق الجمر، ويعرفون لطفه معهم، وحنوه على الجمل مبروك الصابر أمام ضريحٍ صمد قرونا صابرا على تقلبات الزمن.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».