هل تعود الحياة لطبيعتها بعد الحجر؟ التجربة الصينية تجيب

صيني يرتدي كمامة في مدينة شنغهاي (رويترز)
صيني يرتدي كمامة في مدينة شنغهاي (رويترز)
TT

هل تعود الحياة لطبيعتها بعد الحجر؟ التجربة الصينية تجيب

صيني يرتدي كمامة في مدينة شنغهاي (رويترز)
صيني يرتدي كمامة في مدينة شنغهاي (رويترز)

بعد التفشي الواسع لفيروس كورونا المستجد في الصين، اتخذت بكين إجراءات وقائية واسعة للسيطرة على انتشار الفيروس، الذي أودى بحياة 3312 حالة، وأصاب 81554 شخصاً في البلاد.
وأصبحت كثير من المدن الصينية المكتظة عادة بالناس شبه خالية في الفترة الماضية، بعد أن أمر قادة الحزب الشيوعي بإغلاق فعلي لبعض المدن، وألغوا رحلات طيران، وأغلقوا مصانع ومدارس.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت المدن الصينية أنواعاً مختلفة من الحجر الصحي على المواطنين بدرجات متفاوتة (في المنزل أو في مكان آخر، مع احتمال الخروج من المنزل أو عدم الخروج).
كما فرضت حجراً لمدة 14 يوماً على المسافرين القادمين من دول «متضررة بشدة» بالوباء.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أشار بعض هؤلاء الأشخاص الخاضعين للحجر في الصين إلى أنهم «اندهشوا بشدة» من تغير شكل ونمط الحياة التي اعتادوا عليها سابقاً.
ووصف شاب أميركي يعيش في الصين منذ 4 سنوات شعوره بعد الخروج من الحجر الصحي الذي خضع له لمدة أسبوعين، قائلاً: «أصبحت واثقاً الآن بعد خروجي من الحجر أن الحياة في الصين لم تعد كما كانت قبل تفشي كورونا».
وكان الشاب، الذي يعمل مدرساً في الصين ويعيش في مدينة قريبة من مدينة ووهان، مركز تفشي الفيروس، قد سافر إلى نيوزيلندا خلال عطلة رأس السنة الصينية الجديدة، واضطر للخضوع للحجر الصحي في منزله لمدة 14 يوماً عند عودته للصين.
وقال الشاب الأميركي: «الحياة بعد الحجر المنزلي أصبحت بعيدة عن وضعها الطبيعي. فبعد انتهاء فترة الحجر، أخبرني الأطباء بأنهم سيقومون بفحص درجة حرارتي يومياً قبل خروجي إلى أي مكان، وسيتم منحي شهادة تؤكد أن وضعي الصحي آمن، وباستطاعتي الخروج والتواصل مع الآخرين».
وأضاف: «وبالفعل، يقوم الأطباء بفحصي وقياس درجة حرارتي يومياً، ويمنحونني رمز مسح ضوئي QR code (أخضر) ينبغي علي إظهاره قبل دخول أي متجر أو مركز تسوق أو عند ركوب وسائل النقل العام. وكان هذا الرمز يتحول إلى اللون الأحمر عند خروجي من مدينتي أو تعطيلي لنظام تحديد المواقع GPS على هاتفي».
وأشار الشاب إلى أنه «اندهش للغاية» في أول مرة ذهب فيها إلى متجر بقالة بعد خروجه من الحجر. وأوضح قائلاً: «كانت أغلب الرفوف فارغة، لم يكن لدي خيار سوى شراء مأكولات لا أفضلها مثل الزبدة المملحة أو الزبادي المحلى. كنت أتوق إلى بعض أنواع الشوكولاته التي لم أجدها».
وتابع: «قررت أن أطلب طعاماً من مطعمي المفضل، إلا أنه عندما وصل إلى المنزل، قام أفراد الأمن الواقفون خارج بوابات المنزل بفحصه لمدة طويلة، لأتناول الطعام بارداً بعد ذلك».
وأضاف الشاب: «كان الحصول على المياه المعبأة تحدياً كبيراً أيضاً. في الأوقات العادية، كانت شركات المياه تقوم بتوصيل الزجاجات إلى الشقق السكنية، أما الآن فينبغي على كل شخص شراء زجاجته بنفسه، وحملها إلى منزله، وهذا أمر صعب بالنسبة لي لأنني أعاني من إصابة في كتفي».
وأكد المدرس الأميركي أنه، رغم خروجه من الحجر الصحي، فإنه ما زال معزولاً، حيث إن السلطات منعت الزيارات، كما أنه ما زال يدرس طلابه عبر الإنترنت حتى الآن».
وأنهى الشاب حديثه قائلاً: «هذه التجربة شحذت مرونتنا وفطنتنا».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.