دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، سكان موسكو إلى أن يأخذوا إجراءات العزل في مواجهة انتشار فيروس «كورونا» المستجدّ «على محمل الجد»، فيما بدأ تطبيق تدابير مماثلة في عدد متزايد من المناطق الروسية.
وقال بوتين في اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مسؤولين، مع دخول موسكو اليوم الأول من العزل: «أطلب من سكان موسكو وسكان الضواحي أخذ هذه الإجراءات الضرورية على محمل الجد، وبحسّ كامل من المسؤولية». كما أمر الرئيس الروسي حكام المناطق الروسية بالتحرك «بشكل فعلي» لمواجهة انتشار الفيروس وعدم الاكتفاء بـ«التقارير»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتزامن دخول تدابير العزل في مدينة موسكو حيز التنفيذ، أمس (الاثنين)، مع الإعلان عن تسجيل 302 إصابة جديدة بـ «كورونا»، لترتفع الحصيلة بذلك إلى 1836 حالة في 71 منطقة في البلاد. ومع أن الأرقام ما زالت تبدو محدودة، بالمقارنة مع معدلات الانتشار في بلدان أخرى، فإن المخاوف تفاقمت من تدهور واسع محتمل، خصوصاً مع الإعلان عن وجود نحو 150 ألف روسي تحت المراقبة الطبية للاشتباه بحملهم العدوى.
وسعت موسكو إلى حصر رقعة انتشار الفيروس، وعدم السماح بانتقال واسع للعدوى من العاصمة التي تركزت فيها الغالبية الكبرى من حالات الإصابة.
وأعلن عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، تدابير مشددة دخلت حيز التنفيذ صباح الاثنين، وهي لم تصل إلى مستوى فرض حظر تجول كامل في المدينة، لكنها وضعت قيوداً واسعة على الحركة، وألزمت الروس بالبقاء في منازلهم، إلا في حالات الضرورة القصوى. وأفاد مركز العمليات الروسي الخاص بمكافحة فيروس «كورونا» بارتفاع عدد الوفيات، ليصل إلى 11 حالة، مع الإعلان عن تماثل شخصين للشفاء، مما رفع عدد المتعافين إلى 66. لكن الأخبار الأسوأ برزت من خلال تأكيد السلطات الصحية في العاصمة الروسية عن وجود 17 طفلاً في موسكو بين المرضى الجدد الذين أصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية بالفيروس، مما أثار مخاوف إضافية، خصوصاً أن نحو نصف الإصابات المسجلة في روسيا هي لفئات لا تزيد أعمارها على 40 سنة.
وفي إطار تدابير لحصر الانتشار، أعلن عمدة موسكو أنه بدءاً من 30 مارس (آذار) الحالي، تم إطلاق نظام العزل الصحي الذاتي لجميع السكان، بغض النظر عن أعمارهم، في العاصمة. وأمر بتشديد القيود على التنقل داخل العاصمة، وطالب السكان بالتزام الحجر المنزلي، وعدم مغادرة بيوتهم إلا عند الضرورة القصوى.
وبموجب الإجراءات الجديدة، يحظر على سكان موسكو مغادرة المنازل، إلا في حالات خاصة، بينها الإسعاف، أو تفادي خطر مباشر يهدد حياتهم، أو التوجه إلى أماكن العمل للفئات التي ما زالت تمارس نشاطها المهني بشكل مباشر، أو التسوق بالسلع الأساسية. لكن عمدة موسكو أضاف أن المواطنين «لم يتعاملوا بشكل جدي مع إعلان عطلة في البلاد لمدة أسبوع»، وأنهم «استخدموا العطلة بدل الالتزام بالحجر للقيام بنزهات أو لمغادرة المدينة إلى مناطق الريف»، مشدداً على أنه «في الأيام القليلة المقبلة، وبعد إتمام الإجراءات التقنية والتنظيمية، سيسمح للمواطنين بمغادرة منازلهم فقط في حال حملهم تراخيص خاصة تمنح بموجب قواعد تحددها حكومة موسكو»، مما يعني أن العاصمة الروسية تقترب من فرض حظر تجول شامل.
وأعرب رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، عن تأييده للإجراءات التقييدية الجديدة التي اتخذتها سلطات موسكو للحد من انتشار «كورونا»، ودعا باقي مناطق البلاد لتعميم هذه التجربة.
وعلى صعيد متصل، أجرى الأطباء العسكريون في الجيش الروسي 3756 اختباراً للكشف عن فيروس «كورونا».
إلى ذلك، أعلنت موسكو فرض تدابير وقائية واسعة في المواقع النووية داخل البلاد، وفي أماكن مختلفة من العالم، حيث تعمل الشركات الروسية لإقامة منشآت نووية. وأعلن أليكسي ليخاشيف، المدير العام لمؤسسة «روساتوم» المسؤولة عن الصناعات النووية في البلاد، أن المؤسسة تضع «ضمان السلامة النووية، والحفاظ على حياة وصحة موظفينا والشعب على رأس أولوياتنا».
وأفاد، في بيان، بأن المؤسسة «قامت باتخاذ تدابير وقائية إضافية في جميع محطات الطاقة النووية في روسيا، مما يشمل الفحوصات الصحية المنتظمة للموظفين، فضلاً عن إتاحة فرصة العمل عن بعد لأكبر عدد ممكن منهم».
بوتين يدعو سكان موسكو إلى الالتزام بإجراءات العزل
بوتين يدعو سكان موسكو إلى الالتزام بإجراءات العزل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة