«كورونا» يوقف المعارك في العالم... والأمم المتحدة تستعد لمواجهة الوباء

عناصر من «الخوذ البيضاء» خلال حملة تطهير بالقرب من إدلب في سوريا (أ.ف.ب)
عناصر من «الخوذ البيضاء» خلال حملة تطهير بالقرب من إدلب في سوريا (أ.ف.ب)
TT

«كورونا» يوقف المعارك في العالم... والأمم المتحدة تستعد لمواجهة الوباء

عناصر من «الخوذ البيضاء» خلال حملة تطهير بالقرب من إدلب في سوريا (أ.ف.ب)
عناصر من «الخوذ البيضاء» خلال حملة تطهير بالقرب من إدلب في سوريا (أ.ف.ب)

رحبت الأمم المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار في عدد من الدول التي تشهد نزاعات على أثر دعوتها إلى وقف القتال في مواجهة وباء «كورونا»، في خطوة ستدعمها قرارات لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، جرى الحديث عن وقف لإطلاق النار في الأيام الأخيرة في الفلبين، والكاميرون، وسوريا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أطلق نداء، الاثنين، من أجل «وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم لحماية المدنيين الأكثر ضعفاً في الدول التي تشهد نزاعات، مع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد».
وقال دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن «الدول الخمس الدائمة العضوية تداولت مشروع قرار يتعلق بتأثير الوباء على أوضاع السلام والأمن أدرج على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي».
وأكد مصدر دبلوماسي آخر لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «بعض الدول في الأمم المتحدة تفكر في نص يهدف إلى دعم نداء غوتيريش».
وقالت مصادر متطابقة، إن فرنسا تقف وراء هذه المبادرة، وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تحدث، في تغريدة، أمس (الخميس) عن أعداد «مبادرة جديدة مهمة» في مواجهة الوباء، بعد اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، دونالد ترمب، ولم يكن من الممكن معرفة ما إذا كانت هذه المبادرة مرتبطة بالنص المطروح في الأمم المتحدة.
وكان مشروع «بيان» حول «كوفيد – 19» قدمته استونيا لم يلق إجماع الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، وفي اليوم نفسه، تحدثت الرئاسة التونسية، في تغريدة، عن مشروع «قرار في مجلس الأمن الدولي» حول تنسيق التحركات الدولية في مواجهة الوباء، بعد محادثات بين ماكرون ونظيره التونسي، قيس سعيد.
وبين روسيا المتحفظة على عرض قضية صحية على مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة التي يمكن أن تصر على إدراج إشارة إلى أن الفيروس قادم من الصين، تبدو المهمة حساسة لتبني قرار في مجلس تسوده الانقسامات منذ سنوات.
وقالت مصادر دبلوماسية، إنه بموازاة هذه العملية، طرحت دول هي سويسرا، وسنغافورة، والنرويج، وإندونيسيا، وغانا، مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويهدف المشروع الذي عرض، الخميس، على رئاسة الجمعية العامة، خصوصاً إلى التأكيد على أهمية «التعددية والتعاون الدولي» لمواجهة «كوفيد – 19»، كما ذكر دبلوماسي.
وخلافاً لمجلس الأمن الدولي، القرارات في الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً، ليست ملزمة، لكنها تمتلك قيمة سياسية كبيرة مرتبطة بعدد الدول التي توافق عليها.
ويدين النص الذي تقدمت به الدول «كل أشكال التمييز والعنصرية وكره الأجانب في الرد على الوباء»، ويؤكد الدور المركزي للأمم المتحدة، وهو يشكل بذلك دعماً ضمنياً لنداء غوتيريش لوقف القتال.
من جهته، صرح الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في نيويورك: «نرحب بوقف إطلاق النار الموقت الذي أعلنته قوات الدفاع الكاميرونية للجنوب في 25 مارس (آذار)».
وكان عبّر عن موقف مماثل حيال وقف موقت لإطلاق النار أعلنه الحزب الشيوعي في الفلبين مع الحكومة في 24 مارس.
ورحب الناطق أيضاً، أمس (الخميس)، في بيان جديد «بإعلان (قوات سوريا الديمقراطية) ويؤيد فكرة وقف لإطلاق النار وتعهداتها تجنب التحركات العسكرية في شمال شرقي البلاد»، وقال إن «الأمين العام للأمم المتحدة يدعو الأطراف الآخرين في النزاع إلى دعم ندائه لوقف المعارك».
ويأمل غوتيريش في أن يكون وقف إطلاق النار في هذه المناطق «نموذجاً يحتذى به في العالم لإسكات الأسلحة ولمّ شمل الناس في مواجهة تهديد (كوفيد – 19) العالمي».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
TT

الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)
الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)

قالت الصين، الثلاثاء، إنها حظرت صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى الولايات المتحدة، وذلك غداة حملة إجراءات أميركية صارمة على قطاع أشباه الموصلات في الصين.

ووفقاً لـ«رويترز»، عزت وزارة التجارة الصينية قرارها بشأن المواد ذات الاستخدام المزدوج في التطبيقات العسكرية والمدنية إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

ويتطلب القرار الذي دخل حيز التنفيذ فور إعلانه مراجعة صارمة أيضاً بشأن عناصر الغرافيت التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة: «من حيث المبدأ، لن يُسمح بتصدير الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والمواد شديدة الصلابة إلى الولايات المتحدة».

ويشدد القرار القيود المفروضة على صادرات ما يعرف بالمعادن الحرجة التي بدأت بكين في طرحها العام الماضي، لكنها تنطبق فقط على السوق الأميركية، في أحدث تصعيد للتوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه.

وتُظهر بيانات الجمارك الصينية عدم وجود شحنات من الجرمانيوم أو الغاليوم إلى الولايات المتحدة منذ بداية العام حتى أكتوبر (تشرين الأول)، رغم أنها كانت رابع أكبر مستورد للجرمانيوم وخامس أكبر مستورد للجاليوم قبل عام.

ويستخدم الغاليوم والجرمانيوم في أشباه الموصلات، ويستخدم الجرمانيوم أيضا في تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء وكابلات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية.