كيف تتجنب فقدان أعصابك خلال الحجر المتواصل مع أطفالك؟

سيدة بريطانية تساعد ابنها في حل وظائفه بعد اعتماد المدارس خطة التدريس عن بعد لمكافحة انتشار «كورونا» في المملكة المتحدة (أ.ف.ب)
سيدة بريطانية تساعد ابنها في حل وظائفه بعد اعتماد المدارس خطة التدريس عن بعد لمكافحة انتشار «كورونا» في المملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

كيف تتجنب فقدان أعصابك خلال الحجر المتواصل مع أطفالك؟

سيدة بريطانية تساعد ابنها في حل وظائفه بعد اعتماد المدارس خطة التدريس عن بعد لمكافحة انتشار «كورونا» في المملكة المتحدة (أ.ف.ب)
سيدة بريطانية تساعد ابنها في حل وظائفه بعد اعتماد المدارس خطة التدريس عن بعد لمكافحة انتشار «كورونا» في المملكة المتحدة (أ.ف.ب)

«لقد وضعت أطفالي في الثلاجة، الأمر رائع!»... إنها واحدة من نكات الأهل التي تنتشر على الإنترنت، بعد قرار الحجر المنزلي الإلزامي الذي تتبعه فرنسا لمواجهة فيروس «كورونا»؛ لكن هناك خطر أن يصبح المزاح حقيقة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
تطرح المجموعة النسوية «#نو_توت» (نحن كلُّنا) مبادرة للحماية واحتواء «الانفجار»، وتشير إلى أن «الحجر مناسبة لتمضية كثير من الوقت مع الأطفال؛ لكن عندما نعمل من منازلنا عن بعد، وتكون مساحة المنزل صغيرة أو نكون مرهقين، يمكن أن تتضاعف التوترات».
تقول الطبيبة النفسية مويرا ميكولاتشاك: «نعم، قد تودون رمي الأطفال من النوافذ، وهذا طبيعي؛ لكن ما هو غير طبيعي هو أن تقدموا على ذلك».
ودعت الأهل إلى «التخلِّي عن دور الرجل أو المرأة الخارقة» لتخفيف الضغط عن أنفسهم. وبهدف مساعدة الأهل، أنشأت «#نو_توت» 20 مجموعة على تطبيق «واتساب» تضم حتى الآن أكثر من أربعة آلاف مستخدم. وتقدم المجموعة من خلالها النصائح التعليمية والتوجيهات: «عند الشعور بأن الضغط يزداد اعزلوا أنفسكم حتى ولو في الحمَّام. ولكن أيضاً يمكن مشاهدة الفيديوهات المسلِّية مع الأطفال، أو برمجة بعض الوقت بعيداً عنهم بالكامل، من خلال الإغلاق على أنفسكم في غرفة، بينما يقوم الشريك الآخر برعاية الأطفال».
وتكمن الفكرة في المساعدة على تجنُّب «الكلمات» و«الأفعال» التي قد «تضر أو تؤذي»؛ خصوصاً أننا «قد نندم على بعض سلوكياتنا لاحقاً».
تطبق سارة هذه التعليمات لتبقى مسترخية، وهي أم لثلاثة أطفال (7 سنوات، و4 سنوات، وشهران). وهي تقول: «أمس أغلقت على نفسي لمدة ساعة في الغرفة، من دون التصاق الأطفال بي، وقمت بجلسة تأمُّل من خلال (إنستغرام)».
ومع إنهاء فرنسا أسبوعها الأول من الحجر المنزلي التام، تقول سارة: «الأمر يسير على ما يرام؛ لكنه مقلق ومحبط على المدى الطويل».
لا شكَّ في أن الأمر مرهق للأهل؛ لكنه كذلك بالنسبة إلى الأطفال أيضاً. يقول استيبان المحجوز مع أهله في رومانفيل (إحدى ضواحي باريس): «إنها حجة لألعب في غرفة المعيشة بينما والدتي تعمل».
وتروي فرجيني، وهي مديرة مصرف وأُمّ لصبيين (11 و6 سنوات) في أرغنتويل في شمال غربي العاصمة: «عليَّ أن أكون أمّاً ومعلِّمة ومديرة وطاهية وعاملة تنظيف... ذلك كثير».
وتطالب مويرا ميكولاتشاك من «جامعة لوفان الكاثوليكية» في بلجيكا بعدم الاستهانة بالموضوع، حتى ولو كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة إلى معظم الآباء.
وخصَّصت «جامعة لوفان» صفحة خاصة على موقعها على الإنترنت، مليئة بالنصائح حول «طريقة تنظيم يوم الأطفال». ففي لحظات محددة: «أتركوهم وحدهم»، أيضاً كونوا مرنين، و«لا تترددوا في تليين بعض القواعد». وتتابع: «يمكننا أن نتوقع زيادة الإرهاق لدى الأهل»، وهو ما يثير المخاوف من «حالات إهمال أو عنف».
وهذا القلق نقلته أيضاً وزارة الدولة لشؤون الطفولة في فرنسا، إذ حذَّرت من «زيادة أخطار سوء المعاملة بسبب الظرف الحالي الذي أجبر الموظفين على العمل من منازلهم».
وتقول ميكولاتشاك: «يجد الآباء أنفسهم في المنزل من دون أن يرغبوا في ذلك، ومن المعروف أن الوالدين في المنزل هم أكثر عرضة للإرهاق وفقاً للدراسات». وتضيف: «العائلات الغربية ليست معتادة على العيش بعضها مع بعض». وتتابع بأنه في الفترة الحالية «لا يمكن اللجوء إلى الأجداد أو الذهاب إلى المطعم» لتخفيف الضغط.
والحل الذي توصَّل إليه إتيان، وهو والد لطفلتين تبلغان 10 و6 سنوات، ترك العمل. ويقول: «في البداية، وفي ظل إغلاق المدارس، وضعت نفسي تحت الضغط، ولم أكن أعرف كيف أقوم بكل ذلك؛ خصوصاً أن الأطفال لم يتركوا لي الوقت. لاحقاً فهمت، تركت كلَّ مشروعاتي المهنية، وباتت الأمور أفضل بكثير».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

طباخ بريطاني يحثّ سارقيه على التبرّع بالطعام المسروق للمحتاجين

الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
TT

طباخ بريطاني يحثّ سارقيه على التبرّع بالطعام المسروق للمحتاجين

الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)

قال تومي بانكس، الذي يمتلك مطعمين حائزين على نجمة ميشلان لجودة الطعام، وحانة في مقاطعة يوركشاير الإنجليزية الشمالية، إن أحد موظفيه اكتشف اختفاء شاحنة للعمل، وفي داخلها حمولتها من شرائح اللحم والديك الرومي وغيرها من المأكولات والمشروبات المخصصة لسوق عيد الميلاد في مدينة يورك البريطانية.

وقُدرت قيمة الطعام بنحو 25 ألف جنيه إسترليني (32 ألف دولار)، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقال بانكس إن الشاحنة كانت مؤمنة، لكنه ناشد لصوص الشاحنة عدم ترك الطعام يضيع. وفي مقطع فيديو على «إنستغرام»، اقترح أن يتخلصوا من الفطائر في مركز مجتمعي أو مكان آخر.

قال: «أعلم أنك مجرم، ولكن ربما عليك أن تفعل شيئاً لطيفاً لأنها عطلة عيد الميلاد، وربما يمكننا إطعام بضعة آلاف من الناس بهذه الفطائر التي سرقتها. افعل الشيء الصحيح».

صورة غير مؤرخة تظهر فطائر للطاهي البريطاني تومي بانكس (أ.ب)

تعد سرقة الفطائر أحدث سرقة للأطعمة التي تهزّ تجارة الأغذية في المملكة المتحدة. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، تم سرقة ما يقرب من 1000 عجلة من جبن الشيدر المصنوع يدوياً، والمغلفة بالقماش، التي تزن 22 طناً، وتقدّر قيمتها بـ300 ألف جنيه إسترليني (390 ألف دولار) من شركة «Neal’s Yard Dairy» في لندن، بواسطة محتال متنكر في هيئة موزع جملة لتاجر فرنسي كبير.

وعلى الرغم من مطاردة الشرطة البريطانية والدولية، ونداء من قبل الشيف التلفزيوني جيمي أوليفر، لم يتم العثور على الجبن. وتم القبض على رجل يبلغ من العمر 63 عاماً، واستجوابه من قبل الشرطة، لكن لم يتم توجيه اتهام إليه.