تطبيق إجراءات الحجر الصحي في بعض المناطق المغربية

تطبيق إجراءات الحجر الصحي في بعض المناطق المغربية
TT

تطبيق إجراءات الحجر الصحي في بعض المناطق المغربية

تطبيق إجراءات الحجر الصحي في بعض المناطق المغربية

أكدت تحليلات مخبرية أجريت بمعهد «باستور» في الدار البيضاء، إصابة طبيبة أطفال بمستشفى الحي المحمدي بالدار البيضاء بفيروس «كورونا» المستجد. وأكد مصدر طبي لـ«الشرق الأوسط» أن طاقم المستشفى وضع تحت إجراء الحجر الصحي والمراقبة لمدة 14 يوماً، للتأكد من سلامته من العدوى، كما تجري السلطات الطبية المختصة بدعم من السلطات المحلية والأمنية التحريات لتحديد الأشخاص الذين خالطتهم الطبيبة خلال الأسبوعين الماضيين؛ خصوصاً الأطفال الذين عالجتهم وأسرهم، من أجل اتخاذ الإجراءات الوقائية المعتمدة.
وعلى أثر ظهور 15 حالة في مكناس، بين أفراد مجموعة قامت برحلة سياحية إلى مصر وعادت للمغرب على متن الطائرة نفسها، قررت السلطات المغربية العزل التام لحي البساتين بمكناس؛ حيث يقطن أغلب المشاركين في الرحلة السياحية، ليكون بذلك أول حي سكني يفرض عليه الحجر الصحي في المغرب.
على صعيد ذي صلة، قررت مندوبية السجون المغربية اعتماد نظام خاص لفرض الحجر الصحي على موظفي السجون، حماية لهم ولأسرهم من العدوى.
وأشارت المندوبية في بيان لها إلى أن هذا النظام يندرج في إطار الإجراءات التي اعتمدتها الحكومة المغربية للحد من انتشار الفيروس.
وقررت مندوبية السجون تقسيم موظفي السجون المغربية إلى فوجين؛ إذ يشتغل كل فوج مدة أسبوعين متتاليين بالتناوب مع الفوج الآخر، توفر له خلالها الإدارة كل متطلبات الإقامة. بينما يخضع الفوج الثاني المتوقف عن العمل لإجراء الحجر الصحي للتأكد من عدم إصابته بالفيروس.
في سياق آخر، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أن عدد الأشخاص الذين تم إخضاعهم لأبحاث تمهيدية تحت إشراف النيابات العامة المختصة، في قضايا نشر محتويات زائفة وتضليلية حول وباء «كورونا» المستجد، ناهز -إلى حدود أول من أمس- 50 شخصاً.
وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان، أنه بخصوص العمليات الأمنية المنجزة لضمان تنفيذ التدابير الوقائية المعتمدة في إطار حالة الطوارئ الصحية، فقد تمكنت من توقيف 224 شخصاً في مجموع التراب الوطني، والذين تم الاحتفاظ بهم تحت تدبير الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي) وإخضاعهم للأبحاث اللازمة.
في غضون ذلك، قضت محكمة إدارية في الدار البيضاء بالسماح لمواطن ليبي ظل عالقاً لمدة أسبوع بمطار محمد الخامس بالدخول إلى المغرب. وحل المواطن الليبي بمطار محمد الخامس قادماً من مالطا متجهاً إلى تونس، في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه السلطات المغربية توقيف جميع الرحلات الجوية، ليبقى عالقاً في المطار لمدة أسبوع قبل أن يصدر حكم قضائي استعجالي يسمح له بدخول المغرب.
من جهة أخرى، أطلق كتاب وأدباء وفنانون مغاربة نداء، دعوا من خلاله المواطنين إلى الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية التي قامت بها السلطات العمومية لمواجهة انتشار وباء فيروس «كورونا» المستجد، والحد من اجتياحه.
وثمَّن الموقعون على هذا النداء أمس، هذه الإجراءات، داعين كل أفراد الشعب المغربي إلى الالتزام بكل الاحترازات المقررة في هذا الشأن، وخصوصاً البقاء في البيت، باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة المتاحة اليوم لتجنيب البلاد كارثة صحية خطيرة.
وأعلنوا في هذا النداء المفتوح للتوقيع أمام «كل من يرغب في الانضمام لهذه المبادرة»، عن مساهمتهم في التبرعات الموجهة إلى الصندوق الخاص بتدبير وباء فيروس «كورونا» المستجد، مناشدين كل الكتاب والمفكرين والمبدعين المغاربة المساهمة في هذا المجهود الوطني، من خلال التبرع لهذا الصندوق.
وأوضح المنشور الموجه إلى وزير الدولة والوزراء والوزراء المنتدبين والمندوبين السامين والمندوب العام، أن اتخاذ هذه التدابير الاستثنائية التي تهم إدارات الدولة، والجماعات الترابية (البلديات)، والمؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري، والهيئات والمؤسسات التي تؤدي أجور مستخدميها من الموازنة العامة، يأتي سعياً إلى تخفيف العبء عن ميزانية الدولة وتمكينها من توجيه الموارد المالية المتاحة نحو التحديات المطروحة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.