ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة: سنقدم مشروع إنهاء الاحتلال للتصويت الشهر الحالي

منصور قال لـ («الشرق الأوسط») إن الخطوة تنهي مرحلة 20 عاما من التفاوض

ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة: سنقدم  مشروع إنهاء الاحتلال للتصويت الشهر الحالي
TT

ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة: سنقدم مشروع إنهاء الاحتلال للتصويت الشهر الحالي

ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة: سنقدم  مشروع إنهاء الاحتلال للتصويت الشهر الحالي

قال الدكتور رياض منصور ممثل فلسطين في الأمم المتحدة بأنه سيقدم مشروع قرار إنهاء الاحتلال إلى مجلس الأمن هذا الشهر باللون الأزرق للتصويت عليه بغض النظر عن عدد الدول التي ستدعم القرار.
وأضاف منصور لـ«الشرق الأوسط»: «سنقدمه هذا الشهر باللون الأزرق (مرحلة التصويت) وسنصوت عليه وسننتهي منه بإذن الله قبل نهاية هذا الشهر». وأوضح «أنا واجبي أن أعمل على أن ينجح هذا القرار ويعتمد وإذا كان ذلك غير ممكن لأنه يوجد طرف يملك الفيتو ولا يريد للمشروع أن يعتمد فإن واجبي أن أعمل على الحصول على 14 صوتا من أصل 15 فإذا لم أنجح فنستطيع أن ننجح 20 عاما وبـ11 و10 وحتى 9». وأكد منصور أن المشاورات مع جميع الأطراف جارية على قدم وساق من أجل الوصول إلى صيغة متفق عليها لا تمس المحددات الرئيسية.
ويجري النقاش الآن مع المجموعة الأوروبية التي تملك 4 أصوات من أصل 15 وينظر إليها الفلسطينيون كعامل مهم وحاسم حتى في دعم القرار من جهة وفي التأثير على موقف الولايات المتحدة من جهة ثانية.
وقال منصور «هذه المجموعة في غاية الأهمية ونحن نريد كسبهم جميعا أو كسب أكبر عدد منهم». وأضاف: «فرنسا مكلفة أن تتفاوض معنا إضافة إلى ألمانيا من خارج المجلس حول اللغة والصيغة». وكشف منصور أن المجموعة الأوروبية وافقت على أن يكون هناك مشروع وأن السفير الفرنسي ذهب إلى باريس ومن المفترض أن يعود بالأمس للقائه من أجل مواصلة المشاورات. وأضاف: «بطبيعة الحال سيكون عندهم تعديلات ونحن سننظر بعين إيجابية لكل تعديل لا يؤثر في جوهر المشروع، وبعد أن ننتهي ونرى ما هي اللغة الممكنة، سنقدمه باللون الأزرق للتصويت عليه».
وكانت البعثة الفلسطينية وزعت الشهر الماضي مشروع قرار ينص على وضع إطار زمني محدد لإنهاء الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، وهو شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2016. ويطلب المشروع من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته بحماية الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
لكن مشروع القرار العربي يواجه رفضا أميركيا متعنتا وتلويحا باستخدام الفيتو. وأكد منصور أن الولايات المتحدة كانت وما زالت ضد المسعى، لكنه تحدث عن تطور مهم في هذا الإطار جرى مع الأوروبيين الذين يعتقدون أن تصويتهم لصالح مشروع القرار قد يجعل الولايات المتحدة تغير موقفها.
وقال منصور «إذا توصلنا إلى لغة مقبولة لنا حول المحددات والعامل الزمني، فإن تقديرهم (الأوروبيين) أنهم إذا أعلنوا أنهم مع مشروع القرار فإن هذا سيشكل حالة من الضغط على الولايات المتحدة وديناميكية جديدة لا نعرف أين ستصل نتائجها.. أن لا تعطل واشنطن مشروع القرار أو ستبقى مصرة على استخدام الفيتو، هذا ما سنراه عندما نصل إلى نقطة التصويت».
ويخطط الفلسطينيون إذا ما فشل مشروع القرار في مجلس الأمن لتفعيل خطوات بديلة. وقال منصور «نحن نريد أن ننهي مرحلة وننتقل إلى مرحلة أخرى». وأضاف: «في هذه المرحلة تفاوضنا مع إسرائيل لـ20 عاما بنوايا طيبة بهدف إنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال لدولة فلسطين ولتجسيد حل الدولتين كما ينادي العالم بذلك إلى واقع على الأرض. كنا نتفاوض هكذا وكانت إسرائيل تخلق حقائق غير قانونية على الأرض خاصة لجهة الاستيطان. ولذلك هذا المسعى وصل إلى نهايته بانتقالنا إلى مجلس الأمن كي يستخدم مجلس الأمن الأدوات المتاحة لديه لإجبار إسرائيل للتفاوض لإنهاء الاحتلال في فترة زمنية محددة لتحقيق حل الدولتين على الأرض، فإذا مجلس الأمن لا يريد أن يستخدم الصلاحيات لديه ستكون هذه آخر محاولة من قبلنا لفتح بوابة للسلام عبر مجلس الأمن، وسننتقل إلى خطوات أخرى من ضمنها الالتحاق بالاتفاقيات الدولية ومحكمة الجنايات لنبرهن على أن العالم جاهز لقبولنا كدولة وأننا نتصرف كدولة مسؤولة رغم أننا تحت الاحتلال».
وأردف «وعليه سنبدأ في خلق حقائق قانونية على الأرض مقبولة من العالم لتجسيد دعائم الدولة الفلسطينية.. سنلجأ إلى وسائل قانونية وشرعية وسياسية ودبلوماسية سلمية عبر المحكمة الجنائية في أخذ الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب الفلسطيني إلى هذه المحاكم، لنزيد مراكمة إخلال ميزان القوى بطرق شرعية وقانونية مقابل الأعمال غير القانونية وغير الشرعية والاستفزازية التي تقوم بها إسرائيل في الأماكن المقدسة ومن خلال الاستيطان ومحاصرة غزة». ويدرك منصور أن المعركة صعبة وطويلة المدى لكنه يعتقد أنه لا بد من خوضها فورا وحتى النهاية.
وثمة دعم فلسطيني كبير للقيادة الفلسطينية من أجل التوجه إلى الجنايات الدولية حتى من أطراف معارضة مثل حركة حماس.



هجمات الحوثيين تجاه إسرائيل تتصاعد وسط مخاوف من ردّ انتقامي

صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)
TT

هجمات الحوثيين تجاه إسرائيل تتصاعد وسط مخاوف من ردّ انتقامي

صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

وسط اتهامات للجماعة الحوثية بالتعتيم على مقتل وجرح عشرات المدنيين في صنعاء، إثر انفجار مستودع للصواريخ والمتفجرات؛ صعّدت الجماعة من هجماتها باتجاه إسرائيل، حيث أطلقت، الجمعة، ثالث صاروخ خلال 24 ساعة، وسط مخاوف يمنية من رد فعل أكثر عنفاً من قِبل تل أبيب.

وكانت الجماعة المدعومة من إيران استأنفت في 17 مارس (آذار) الماضي هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة تجاه إسرائيل عقب انهيار هدنة غزة، بحجة مساندة الفلسطينيين، كما أعلنت قبل أيام أنها ستعود إلى مهاجمة السفن المرتبطة بتل أبيب بغض النظر عن جنسيتها.

وبينما لا يستبعد مراقبون أن تعود واشنطن إلى ضرب الجماعة الحوثية في حال شنت هجمات على السفن، كان ترمب أنهى في السادس من مايو (أيار) الحالي حملة ضد الجماعة استمرت نحو 8 أسابيع، بعد أن تعهدت في اتفاق رعته سلطنة عمان بالتوقف عن مهاجمة السفن.

وتبنّى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، الجمعة، في بيان متلفز، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، مدعياً أنه استهدف مطار «بن غوريون» في تل أبيب، وتسبّب في هروب ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار.

وتوعّد المتحدث الحوثي بتصعيد الهجمات، رابطاً توقفها بانتهاء الحملة الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار عنها. في حين أعلن الجيش الإسرائيلي من جهته، اعتراض الصاروخ، مؤكداً تفعيل صفارات الإنذار في مناطق عدة، دون ورود أي تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.

وكانت الدفاعات الإسرائيلية قد اعترضت، الخميس، صاروخَيْن باليستييْن دون أضرار، أطلقهما الحوثيون، الذين تبنّى زعيمهم عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، إطلاق ثمانية صواريخ وعدداً من المسيّرات خلال أسبوع.

وحاول الحوثي أن يهوّل من أثر هجمات جماعته، زاعماً أن إسرائيل فشلت في ردعها، مع تأكيده عدم التراجع عن هذه العمليات، رغم الضربات الانتقامية الأخيرة على مواني الحديدة.

28 صاروخاً

منذ انهيار الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، عادت الجماعة إلى الهجمات الجوية، وأطلقت ابتداء من 17 مارس (آذار) الماضي نحو 28 صاروخاً باتجاه إسرائيل والكثير من الطائرات المسيرة.

وكان أخطر هذه الهجمات الأخيرة انفجار أحد الصواريخ قرب مطار «بن غوريون» في 4 مايو (أيار) الحالي، محدثاً حفرة ضخمة، بعد أن فشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.

وفتح هذا الهجوم المجال لإسرائيل لشن مزيد من الضربات الانتقامية التي دمّرت بها ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومصنعي إسمنت ومحطات كهرباء، قبل أن تشن في 16 مايو الحالي، الموجة الثامنة من هذه الضربات الانتقامية على ميناءي الحديدة والصليف.

حريق ضخم إثر ضربات إسرائيلية دمّرت مستودعات الوقود في ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين (أ.ف.ب)

وسبق أن هاجمت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 نحو 100 سفينة، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتَيْن وقرصنة ثالثة، كما أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيّرة باتجاه إسرائيل حتى 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

ولم تحقق هجمات الحوثيين أي نتائج مؤثرة على إسرائيل، باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيّرة ضربت شقة في تل أبيب في 19 يوليو (تموز) 2024.

وتوعّدت إسرائيل باستمرار ضرباتها الانتقامية، وهدّدت على لسان وزير دفاعها بتصفية زعيم الجماعة الحوثية أسوة بما حدث مع زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وقادة حركة «حماس».

ومن المرجح أن تستمر تل أبيب من وقت إلى آخر في ضرب المنشآت الخاضعة للحوثيين، رداً على الهجمات، لكن يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تكون الضربات ذات تأثير حاسم على بنية الجماعة وقادتها وأسلحتها بسبب البعد الجغرافي.

تكتم على الضحايا

على وقع التصعيد الحوثي باتجاه إسرائيل، اتهمت مصادر يمنية حكومية وحقوقية الجماعة بالتكتم على سقوط عشرات الضحايا من المدنيين قتلى وجرحى في انفجارات غامضة شهدتها صنعاء، الخميس، يُرجح أنها ناجمة عن تفجير مستودع للصواريخ والمواد العسكرية الأخرى شديدة الانفجار، بالتزامن مع انفجار صاروخ باليستي فشلت الجماعة في إطلاقه.

وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني (سبأ)

وبحسب تصريحات لوزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، أثار انفجار الصاروخ الحوثي قرب مطار صنعاء حالة من الهلع والرعب في صفوف السكان.

واتهم الوزير اليمني الجماعة بـ«عسكرة المدن، وتحويل المنشآت الحيوية والمناطق السكنية إلى منصات لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، متخذة من المدنيين دروعاً بشرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني».

وأشار الإرياني إلى أن صنعاء ومناطق أخرى خاضعة للحوثيين شهدت حوادث مشابهة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، كان آخرها سقوط صاروخ دفاع جوي في سوق فروة، إلى جانب حوادث مماثلة في محافظتي المحويت ومديرية همدان، جراء الإطلاق العشوائي أو الفاشل للصواريخ.

من جهته، كشف المركز الأميركي للعدالة، في بيان، الجمعة، عن مقتل وجرح عشرات المدنيين جراء انفجار عرضي في مستودع أسلحة حوثي تحت الأرض في منطقة «خشم البكرة» شرق صنعاء.

طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون من مكان غير معروف (إعلام حوثي)

وبحسب بيان المركز الحقوقي، كان المستودع يحتوي على صواريخ للدفاع الجوي ومواد متفجرة مثل نترات الصوديوم ونترات البوتاسيوم ومادة «سي فور».

ونقل بيان المركز عن شهود تأكيدهم مقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، نقل معظمهم إلى مستشفيات زايد والمؤيد والسعودي الألماني والعسكري والشرطة، في حين لا يزال العشرات تحت الأنقاض جراء تدمير الانفجار عشرة منازل على الأقل بشكل كامل.

وأوضح المركز الحقوقي أن انفجار المستودع الحوثي المحصن تزامن مع انفجار صاروخ في أثناء محاولة إطلاقه قرب مطار صنعاء الدولي، مشدداً على ضرورة إخلاء الأحياء السكنية من مخازن السلاح، وتمكين المنظمات من الوصول الفوري لتوثيق الأضرار ومساعدة السكان.