كمامات «كورونا» شغل العالم الشاغل

صنع الكمامات في المنزل
صنع الكمامات في المنزل
TT

كمامات «كورونا» شغل العالم الشاغل

صنع الكمامات في المنزل
صنع الكمامات في المنزل

كيف أصنع كمامة أو قناعاً منزلياً؟ لم يعد هذا السؤال غريباً، وإنّما يطرح مرارا عبر الخطوط الهاتفية الساخنة التي تعمل على مدار الساعة لتوفير إجابات وردود لاستفسارات مواطنين نمساويين فيما يتعلق بفيروس الكورونا.
وترجع الحاجة لصنع الكمامات والأقنعة الواقية منزليا لصعوبة الحصول عليها في معظم الحالات لدرجة دفعت بنقابة الخياطين النمساويين الإعلان عن قدرتها بالتعاون مع خبراء صحة، على تصميم أقنعة واقية وتوزيعها على المستشفيات والمصانع والشركات العاملة لتأكيد امتلاك كل فرد قناعاً. خاصة وقد انتشرت إشاعات أنّ السلطات بصدد منع الحركة وحظر ركوب وسائل المواصلات العامة من دون كمامة أو قناع.
من جانب آخر، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور لأمهات وجدّات، كل واحدة جالسة بمفردها منشغلة بصنع قناع من قطعتي قماش قطني تضع بينهما عازلا وهو عبارة عن طبقات مناديل مع تأكيدهن على أهمية غسل هذه الأقنعة يوميا في درجات حرارة عالية واستبدال المناديل الداخلية باستمرار.
وكانت أسعار الكمامات والأقنعة قد ارتفعت بصورة مبالغ فيها وما تزال مع زيادة انتشار الفيروس وأهميتها كوسائل تساعد في الوقاية، كما زاد البحث عنها وأمست طلبات عالمية عبر الشبكة العنكبوتية لدرجة التنبيه بالحذر من عمليات نصب لجهات ترسل طلبات لا تفي بالغرض.
بدورها، أكدت مصادر نمساوية لوسائل الإعلام المحلية أنّ أزمة الأقنعة والكمامات على وجه الخصوص، تعود لحال الهلع التي أصابت المواطنين فاشتروها على طريقة ما أمسى يعرف بـ«شراء الهامستر»، أي الشراء بشراهة وكأنّها مواد للتخزين.
وزاد الأمر سوءا أنّ صناعة هذه المواد قد توقّفت في معظم الدول الأوروبية التي ظلت منذ سنين تستوردها من الصين مما فاقم من حال الصراع الأوروبي الدائر حالياً للحصول على وسائل الحماية وسعي كل دولة لتجهيز نفسها بأفضل ما يمكن أن يساعد في إبطاء انتشار الفيروس بعد إغلاق الحدود.
ومعلوم أنّ كلا من فرنسا وألمانيا قد سارعتا في حظر تصدير الأقنعة والقفازات والملابس الواقية تماما كما فعلت قبلهما النمسا وإيطاليا.
وبينما أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي أمس، عن إنشاء مخزون أوروبي مشترك للمعدات الطبية بما في ذلك للأقنعة والكمامات وبتمويل أوروبي شبه كامل، فإنّ النقص الذي تعانيه دولة كالنمسا دفع بوزير الصحة لإجراء محادثات مع الشركات الوطنية للإسراع بإنتاج هذه المعدات الضرورية التي باتت الآن تحديداً بالغة الأهمية محليا.
وفي هذا السياق، قالت مصادر إنّ القرار النمساوي الذي صدر أمس بإغلاق مصحات العلاج التأهيلي والمنتجعات الصحية للعلاج الطبيعي، يعود أساسا لقلة هذه المواد التي صارت أولوية توزيعها تقتصر على المستشفيات.
وقد نُشر خبر سار محلّياً، عندما صرّح والي إقليم النمسا العليا عن اكتشاف 40 ألف قناع وقائي، بعد أن عُثر عليها في مستودع بمنطقة أورفهر، على ما يبدو أنّها قد خزنت إبّان فترة انتشار إنفلونزا الطيور.
وكان خبر آخر قد أشار إلى استخدام 1.6 مليون قناع رغم تاريخ انتهاء صلاحيتها منذ عام 2016، قيل إنّها بحالة جيدة وتفي بالغرض.
وكانت تنبيهات قد أشارت إلى أهمية ألا تمنح الأقنعة والكمّامات شعوراً زائفاً بالأمان، خاصة أنّها مهما كانت جيدة وموافقة للمواصفات المطلوبة فلا يمكن أن تكون بديلاً لغسل اليدين بالماء والصابون وضرورة الاحتفاظ بمسافة متر ونصف ما بين شخص وآخر.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.