روسيا تعلن حال التأهب القصوى... وبوتين ليس بحاجة لفحص «كوفيد- 19»

«الوكالة الطبية» تتوقع التوصل إلى لقاح خلال 11 شهراً

ركاب يرتدون كمامات في إحدى محطات القطار بموسكو (أ.ف.ب)
ركاب يرتدون كمامات في إحدى محطات القطار بموسكو (أ.ف.ب)
TT

روسيا تعلن حال التأهب القصوى... وبوتين ليس بحاجة لفحص «كوفيد- 19»

ركاب يرتدون كمامات في إحدى محطات القطار بموسكو (أ.ف.ب)
ركاب يرتدون كمامات في إحدى محطات القطار بموسكو (أ.ف.ب)

أعلنت موسكو تسجيل 54 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، أمس، في تصاعد أسرع لمعدلات انتشار المرض، تزامن مع إعلان حال التأهب القصوى في جميع أنحاء البلاد، بعدما كان مقصوراً حتى الآن على العاصمة موسكو.
وحسم الكرملين الجدل، حول ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين خضع لفحص «كورونا»، أم لا، مشدداً على أنه «لا يحتاج لإجراء فحص».
وأفاد مركز العمليات الروسي لمكافحة فيروس «كورونا»، في بيان، بـ«تسجيل 54 إصابة في روسيا خلال الساعات الـ24 الماضية لدى مواطنين روس في 9 مناطق». وزاد أن بينها 33 إصابة في موسكو، لافتاً إلى أن المواطنين المصابين زاروا خلال الأسبوعين الماضيين دولاً يعدّ الوضع الصحي فيها سلبياً بسبب انتشار الفيروس هناك.
وبذلك، ارتفع عدد الإصابات المؤكدة في روسيا إلى 253. وعكس عدد الإصابات الجديد تصاعد وتيرة انتشار المرض في روسيا، من 20 أو 30 حالة الأسبوع الماضي، إلى أكثر من 50 حالة جديدة، في كل من الخميس والجمعة.
ومع ازدياد المخاوف من أن تكون روسيا مقبلة على «مرحلة نشطة» من انتشار الفيروس، أعلنت السلطات فرض حال التأهب القصوى في كل أقاليم البلاد، بعدما كان هذا الوضع مفروضاً في موسكو وحدها. وتشمل القرارات الجديدة انتقال كل المدارس والمعاهد والجامعات إلى نظام العمل عن بعد، وإلغاء كل الفعاليات الحاشدة في البلاد، بما في ذلك الرياضية.
كما سيتم تحويل كل القادمين من خارج البلاد إلى الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، بعدما كان هذا الإجراء مفروضاً على العائدين من بلدان تعاني أوضاعاً صعبة بسبب انتشار الفيروس.
لكن في مقابل هذه الإجراءات، بدا أن سلطات العاصمة الروسية، تريثت في إعلان تدابير أكثر حزماً كانت أعلنت في وقت سابق أنها قد تدخل التنفيذ بدءاً من الجمعة. وأعلن الكرملين أن الحكومة الروسية لا تنظر حالياً في «إغلاق» موسكو، وإعلان العزل المنزلي الكامل فيها. وربط مراقبون قرار التريث بانطلاق التحضيرات للاستفتاء على الدستور المقرر في 22 أبريل (نيسان) المقبل.
ولم يستبعد الكرملين في وقت سابق أن يتم إرجاء الموعد بسبب تفشي الفيروس؛ لكن لجنة الانتخابات المركزية الروسية أعلنت الجمعة، انطلاق التحضيرات للاستفتاء العام، وبدأت بتسجيل طلبات التصويت المبكر، كما أعلنت عن مشاركة مراقبين أجانب في مراقبة الاستحقاق.
في الأثناء، قال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يحتاج لإجراء تحليل للكشف عن فيروس «كورونا» المستجد، ولا توجد لديه أعراض الإصابة بالفيروس.
وكان الكرملين قد تجنب في الأيام الماضية تأكيد ما إذا كان بوتين خضع للفحص؛ لكنه أعلن أن موظفي الديوان الرئاسي أجروا فحوصاً للتأكد من سلامتهم.
وقال بيسكوف إن بوتين «بحالة جيدة، ويواصل مزاولة مهامه». وأضاف أن «كل من هو بجانب الرئيس يخضع للتحاليل الطبية المطلوبة للكشف عن الفيروس، ويندرج ذلك في إطار الإجراءات الاحترازية، من أجل مواصلة أداء العمل للجميع بسلامة تامة».
وتطرق إلى تحضيرات قمة العشرين التي تترأسها السعودية حالياً، مشيراً إلى أنه يجري التحضير للقمة التي ستعقد عبر الفيديو، وستكون مخصصة للوضع حول فيروس «كورونا» المستجد، مشيراً إلى أنه يتم حالياً بحث التفاصيل الفنية والموضوعية من خلال القنوات الدبلوماسية.
على صعيد آخر، أعلنت مديرة الوكالة الطبية البيولوجية الفيدرالية الروسية، فيرونيكا سكفورتسوفا، أن اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» المستجد الذي تعمل الوكالة على تطويره، سيكون جاهزاً بعد 11 شهراً.
وكانت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة وحماية حقوق المستهلك، قد أعلنت قبل ذلك عن بدء اختبار لقاح ضد فيروس «كورونا».
على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن الوزارة أوقفت استقبال الممثلين الأجانب، وإرسال العسكريين الروس ضمن وفود إلى الخارج بسبب فيروس «كورونا».
وأكد الوزير اليوم عدم إصابة قيادات وزارة الدفاع والأركان العامة بالفيروس، مشيراً إلى أنه تم إجراء فحوصات طبية لجميع قيادات وزارة الدفاع وهيئة الأركان، للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، و«جاءت جميع النتائج سلبية».
وأضاف الوزير أنه تم إنشاء غرفة عمليات لمنع انتقال وانتشار عدوى فيروس «كورونا» إلى القوات المسلحة، وأكد أن «عمليات التفتيش المنتظمة تجري باستمرار للمؤسسات التعليمية والوحدات العسكرية والمنظمات التابعة لوزارة الدفاع».


مقالات ذات صلة

مراقبون ينتقدون مشروع معاهدة لمكافحة الجوائح

صحتك طاقم طبي يهتم بمريض مصاب بفيروس «كوفيد-19» في جاكرتا بإندونيسيا (رويترز - أرشيفية)

مراقبون ينتقدون مشروع معاهدة لمكافحة الجوائح

تحذر الانتقادات من أن التنقيحات التي أجريت على وثيقة تمكّن الدول من التعامل مع الجوائح، تغيب عنها الجهود الحثيثة لضمان الوصول إلى المنتجات الطبية اللازمة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك البروفيسور جورج غاو (رويترز)

عالم صيني بارز: لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر

قال البروفيسور جورج غاو، الرئيس السابق للمركز الصيني للسيطرة إنه لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا جندي ألماني ينظم طوابير الدخول في أحد مراكز اللقاح المؤقتة بمدينة كولونيا (رويترز)

ألمانيا: استمرار إلزام جنود الجيش بأخذ تطعيمات «كورونا»

ويتوجب على جنود الجيش الألماني أخذ تطعيمات ضد سلسلة من الأمراض منها على سبيل المثال الحصبة والالتهاب الكبدي والإنفلونزا وفقا للقاعدة المعروفة بالقبول الإلزامي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك متابعة عائلات الفيروسات مهمة مستمرة لتفادي المفاجآت

ما الأسس العلمية لتخوفات «الصحة العالمية» من وباء مقبل؟

لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد إلغاء «الصحة العالمية» في مايو الجاري حالة الطوارئ الخاصة بـ«كوفيد-19»، حتى أطلق المدير العام للمنظمة تصريح محذراً من وباء قادم.

حازم بدر (القاهرة)
صحتك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)

«الصحة العالمية» تدعو للاستعداد لوباء أكثر فتكاً من «كورونا»

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس (الثلاثاء)، من أن الدول بحاجة إلى الاستعداد لمرض أكثر فتكاً من «كورونا».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مسؤول في البيت الأبيض: نزع السلاح النووي رهن بالصين

البيت الأبيض (رويترز)
البيت الأبيض (رويترز)
TT

مسؤول في البيت الأبيض: نزع السلاح النووي رهن بالصين

البيت الأبيض (رويترز)
البيت الأبيض (رويترز)

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن أي التزام أميركي بنزع السلاح النووي في المستقبل سيعتمد على الصين، بينما أكد أن واشنطن ما زالت تتتبع ما تفعله روسيا.

وأضاف، في مقابلة صحافية: «سنكون مستعدين لاحترام القيود والمشاركة في نظام للحد من التسلح بعد عام 2026، لكن المتغير الرئيسي سيكون طبيعة مبادلاتنا مع الصين حتى ذلك الحين». جاء هذا التصريح قبل خطاب ألقاه اليوم (الجمعة) مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان حول نزع السلاح النووي.

ووفقاً للمسؤول الكبير، الذي طلب عدم كشف اسمه، فإن الولايات المتحدة ما زالت تتتبع روسيا، التي علقت مشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» لنزع السلاح النووي، وهي الاتفاقية الثنائية الأخيرة من نوعها التي تربط بين البلدين وينتهي العمل بها في 2026، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد المصدر أن الولايات المتحدة «منفتحة» على حوار «غير مشروط» مع موسكو حول مسألة التسلح النووي، موضحاً أن الأميركيين يسعون دائماً للحصول من الروس على «مستوى معين من المعاملة بالمثل».

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية (الخميس) «إجراءات مضادة» رداً على قرار روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة. لذلك ستقيد الولايات المتحدة تشارك المعلومات مع روسيا بشأن ترسانتها النووية.

فيما يتعلق بالمسائل النووية؛ كما هي الحال بالنسبة إلى بقية نشاطها الدبلوماسي، تركز الولايات المتحدة في المقام الأول على الصين التي تطور ترسانتها بسرعة، كما ذكر المسؤول الكبير الذي شدد على أن «حجم ترسانتها وطبيعة قوتها والتطورات الأخرى في سياستها ستؤثر على موقفنا في المستقبل»، وتابع: «وستكون لذلك تداعيات على تموضع روسيا الذي بدوره سينعكس على فرنسا وبريطانيا... كل الأمور مترابطة للغاية».

وأكد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن؛ على الرغم من افتراضها منطق التنافس مع الصين، أرسلت إشارات لبكين عن «استعدادها» و«اهتمامها» بالنقاشات المتعلقة بالتسلح النووي.

ورفضت الصين مؤخراً دعوة الولايات المتحدة إلى عقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين. وفقاً لـ«معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri)» تمتلك الصين ترسانة من 350 رأساً نووياً، فيما تمتلك روسيا 4477 رأساً، والولايات المتحدة 3708. لكن بكين قد يكون لديها 1500 بحلول عام 2035، كما توقع تقرير وزارة الدفاع الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.


دول «بريكس» تدعو إلى «إعادة توازن» النظام العالمي... وتؤكد دعوة بوتين للقمة

من اليمين: وزراء خارجية الهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل ونائب وزير خارجية الصين (أ.ف.ب)
من اليمين: وزراء خارجية الهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل ونائب وزير خارجية الصين (أ.ف.ب)
TT

دول «بريكس» تدعو إلى «إعادة توازن» النظام العالمي... وتؤكد دعوة بوتين للقمة

من اليمين: وزراء خارجية الهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل ونائب وزير خارجية الصين (أ.ف.ب)
من اليمين: وزراء خارجية الهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل ونائب وزير خارجية الصين (أ.ف.ب)

دعا وزراء خارجية دول «مجموعة بريكس»، الذين اجتمعوا، الخميس، في مدينة الكاب بجنوب أفريقيا، قبل قمة مقرَّرة في أغسطس (آب) تهيمن على تحضيراتها مسألة حضور فلاديمير بوتين إلى الدولة الأفريقية من عدمه، إلى «إعادة توازن» النظام العالمي.

وقال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، في مستهلّ الاجتماع: «العالَم المتعدد الأقطاب يعيد توازنه، والأساليب القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة».

من جهتها قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور: «ستركز مباحثاتنا، اليوم، على فرص تعزيز وتحويل أنظمة الحوكمة العالمية»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ورداً على سؤال للصحافيين حول حضور الرئيس الروسي القمة، في أغسطس، أكدت الوزيرة أن «دعوة وُجّهت إلى كل من رؤساء الدول الخمس». ويضم تجمُّع دول «بريكس» جنوب أفريقيا، والبرازيل، والصين، والهند، وروسيا.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته من جنوب أفريقيا ناليدي باندور (رويترز)

وأضافت باندور أن حكومة جنوب أفريقيا، التي لم تتخذ موقفاً من مسألة احتمال اعتقال الرئيس الروسي، تدرس «الخيارات القانونية».

وصدرت بحقّ بوتين مذكرةُ توقيف عن «المحكمة الجنائية الدولية» بتهمة «ترحيل» أطفال أوكرانيين، خلال هجوم موسكو على أوكرانيا.

من المفترض، نظرياً، بصفتها عضواً في «المحكمة الجنائية الدولية»، أن تعتقل جنوب أفريقيا الرئيس الروسي إذا دخل أراضيها، لكن البلدين يقيمان علاقات وثيقة.

وترفض بريتوريا إدانة موسكو، منذ بدء الحرب على أوكرانيا، مؤكدة أنها تتخذ موقفاً محايداً وتفضّل الحوار لحل الأزمة، مما يثير القلق على الساحة الدولية.

وفي أبريل (نيسان)، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إن مذكرة التوقيف، الصادرة عن «المحكمة الجنائية الدولية» بحق بوتين، تضع جنوب أفريقيا «في موقع صعب».

وهذا الأسبوع، منحت حكومة جنوب أفريقيا حصانة دبلوماسية للمسؤولين، الذين حضروا قمة «بريكس»، قائلة إنه إجراء اعتيادي لتنظيم المؤتمرات الدولية.


ما خيارات جنوب أفريقيا بشأن حضور بوتين قمة «بريكس»؟

وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)
TT

ما خيارات جنوب أفريقيا بشأن حضور بوتين قمة «بريكس»؟

وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)

تواجه جنوب أفريقيا خيارات صعبة وضغوطاً سياسية وقانونية متصاعدة بشأن الدعوة التي وجّهتها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحضور قمة قادة دول تجمع «بريكس» بعد شهرين.

ويتعين على سلطات جنوب أفريقيا الوفاء بالتزاماتها كدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يفرض عليها إلقاء القبض على الرئيس الروسي، الصادر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة، في حال زيارته البلاد، وهو ما يثير جدلاً واسعاً. وحتى الآن، لم تعلن جنوب أفريقيا، التي تربطها علاقات قوية مع روسيا، موقفاً رسمياً بشأن التعامل مع الضغوط التي تواجهها فيما يتعلق بالتزاماتها إزاء المحكمة الجنائية الدولية، أو السماح للرئيس الروسي بزيارة أراضيها.

كانت جنوب أفريقيا دعت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي الرئيس بوتين لحضور اجتماع يومي 22 و 24 أغسطس (آب) في جوهانسبرغ لقادة دول مجموعة «بريكس» للاقتصادات الناشئة، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير لها، الخميس، عن مسؤول حكومي من جنوب أفريقيا قوله إن بلاده «لا تزال تدرس خياراتها بشأن مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي إذا قبل دعوة لحضور قمة (بريكس)». وقال زين دانجور، المدير العام لإدارة العلاقات الدولية لـ«رويترز»، إنه «لم يكن هناك قرار حازم»، مضيفاً أن الوزراء المكلفين هذه المسألة سيجتمعون قريباً للنظر في الخيارات المطروحة. كما نقل التقرير عن مسؤول حكومي كبير في جنوب أفريقيا، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، يوم الأربعاء، أن أحد الخيارات التي تكتسب الزخم بين المسؤولين في جنوب أفريقيا هو مطالبة الصين، الرئيس السابق للمجموعة، باستضافة القمة.

وكعضو في المحكمة الجنائية الدولية، يتوجب على جنوب أفريقيا بموجب البروتوكول المؤسس للمحكمة، والذي يعد جزءاً من القوانين الداخلية لأي دولة توافق عليه، إلقاء القبض على بوتين بموجب مذكرة أصدرتها المحكمة في مارس (آذار) الماضي، بتهمة «ارتكاب جريمة حرب تتعلق بترحيل الأطفال قسراً من الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا».

«ازدواجية غربية»

وتنفي موسكو بشدة هذه الاتهامات، وتعتبرها تجسيداً للازدواجية الغربية والأميركية على وجه التحديد، ومثالاً على تسييس المنظمات الدولية واستخدامها للضغط على خصوم واشنطن.

ويؤكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، أن «أي دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية ملزمة بالتعاون مع المحكمة، سواء بالقبض على من تصدر بحقهم مذكرات توقيف، أو بتقديم أي أدلة تطلبها المحكمة». وأوضح سلامة لـ«الشرق الأوسط» أن التزامات أي دولة موقّعة على بروتوكول المحكمة «لا يتيح لها الاختيار بين التعاون أو عدم التعاون، وفي حالة إخلال أي دولة بالتزاماتها، تجتمع جمعية الدول الأطراف البالغ عددها 123 دولة لتقرر ما يلزم اتخاذه ضد الدولة التي انتهكت ميثاق المحكمة».

وفيما يتعلق بما أعلنه مسؤولون من جنوب أفريقيا في وقت سابق من أن بريتوريا تخطط لتمرير تشريع يمنحها خيار تقرير ما إذا كانت ستقبض على القادة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية أم لا، أشار أستاذ القانون الدولي إلى أن ذلك «غير صحيح من الزاوية القانونية». وأضاف أن «المحكمة العليا في جنوب أفريقيا صادقت منذ سنوات على عضوية البلاد في المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي صارت الدولة ملتزمة بكل بنود ميثاق المحكمة، وملزمة بالتعاون، ولا يمثل صدور قانون داخلي حجية قانونية في التهرب من الوفاء بالالتزامات الدولية».

وتعد المحكمة الجنائية الدولية أول هيئة دولية قضائية مستقلة دائمة، ولا تتبع الأمم المتحدة، بل تتمتع بالاستقلالية، ويلتزم قضاتها ومدعوها بالنظام الأساسي المعروف بميثاق روما الموقع عام 1998.

خيار الصين

وتصاعد في الآونة الأخيرة الحديث عن نقل القمة إلى الصين باعتباره «حلاً مناسباً» يضمن إعفاء جنوب أفريقيا من الضغوط التي تواجهها حالياً، كما يضمن حضور الرئيس الروسي دون أي إشكالات قانونية؛ لأن الصين ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية. إلا أن نقل القمة لا يبدو قراراً مُرَحّباً به من جانب المسؤولين في روسيا؛ إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الخميس، إن التقارير التي تفيد بأن قمة «بريكس» ستُنقل إلى الصين من جنوب أفريقيا «مزيفة»، حسبما ذكرت وكالة «إنترفاكس». وكان الكرملين أعلن، الثلاثاء، أن روسيا ستشارك على «المستوى المناسب».

وتثير القضية جدلاً واسعاً في بريتوريا، فبينما استبعد الرئيس السابق للبلاد ثابو مبيكي، في مقابلة إعلامية في 25 مايو (أيار) الحالي، أن تُعقد القمة في جنوب أفريقيا، قائلاً إنه «بسبب التزاماتنا القانونية، يتعين علينا اعتقال الرئيس بوتين، لكن لا يمكننا فعل ذلك»، يرى في المقابل عدد من السياسيين والمعلقين زيارة بوتين تعزيزاً لعلاقات بلادهم المتنامية مع روسيا.

حلول وسط

وتعتقد شاينا فورين، الباحثة الجنوب أفريقية في العلوم السياسية، أن هذا الجدل سيتصاعد في الآونة المقبلة، خاصة مع تصاعد ضغوط الدول الغربية، التي ترى أنها «لا تبدي ارتياحاً للتقارب بين بريتوريا وموسكو». وأضافت فورين لـ«الشرق الأوسط» أن بريتوريا حريصة على تطوير علاقاتها مع روسيا، رغم التوتر مع الولايات المتحدة، لافتة إلى أنه بعد اتهام واشنطن جنوب أفريقيا بشحن أسلحة سراً إلى روسيا، لم يتراجع الرئيس سيريل رامافوزا، بل أجرى اتصالاً مع نظيره الروسي، أكدا فيه عزمهما على تعزيز العلاقات الثنائية، وهو ما اعتبرته «رسالة واضحة» في هذا الشأن.

وأعربت الباحثة في العلوم السياسية، عن اعتقادها بأن هناك بعض «الحلول الوسط» ستبرز خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أنه من غير المحتمل أن تضحي جنوب أفريقيا بعضويتها في المحكمة الدولية، مرجّحة أن تُعقد القمة في إحدى الدول الأعضاء في «بريكس»، أو بتمثيل روسي أقل من المستوى الرئاسي، مضيفة أن الخيار الأخير «يبدو أقل احتمالاً».

وأثار موقف بريتوريا من الحرب في أوكرانيا قلق الولايات المتحدة والدول الغربية؛ إذ امتنعت، كالعديد من الدول الإفريقية، عن التصويت العام الماضي في الأمم المتحدة على قرار يدين الهجوم الروسي. واستضافت جنوب أفريقيا، مطلع العام الحالي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما سمحت للسفن الحربية الروسية والصينية باستخدام مياهها في مناورات بحرية مشتركة قبالة ساحلها الشرقي في فبراير (شباط) الماضي.


الأرجنتينية سيليستي ساولو أول امرأة تترأس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

صورة للأرجنتينية سيليستي ساولو اليوم (الخميس) في جنيف بعد انتخابها أمينة عامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (إ.ب.أ)
صورة للأرجنتينية سيليستي ساولو اليوم (الخميس) في جنيف بعد انتخابها أمينة عامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (إ.ب.أ)
TT

الأرجنتينية سيليستي ساولو أول امرأة تترأس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

صورة للأرجنتينية سيليستي ساولو اليوم (الخميس) في جنيف بعد انتخابها أمينة عامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (إ.ب.أ)
صورة للأرجنتينية سيليستي ساولو اليوم (الخميس) في جنيف بعد انتخابها أمينة عامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (إ.ب.أ)

انتخبت الأرجنتينية سيليستي ساولو اليوم (الخميس) في جنيف أمينة عامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية من الدورة الأولى للاقتراع، لتصبح بذلك أول سيدة تتولى هذا المنصب.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بيان إن سيليستي ساولو (59 عاماً) تترأس وكالة الأرصاد الجوية في الأرجنتين منذ 2014 وستتولى منصبها الجديد في الأول من يناير (كانون الثاني) 2024، خلفاً للفنلندي بيتيري تالاس.

وقالت البروفسورة ساولو عقب انتخابها: «في الوقت الذي يمثل عدم المساواة وتغيّر المناخ من أكبر التهديدات العالمية، يجب أن تساهم المنظمة في تعزيز وكالات الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا لحماية الشعوب واقتصاداتهم، من خلال توفير خدمات سريعة وفعالة وأنظمة إنذار مبكر».

وانتخبت الأرجنتينية من الجولة الأولى للاقتراع السري من جانب الدول الأعضاء في المنظمة التي تعقد مؤتمرها في جنيف.

وحصلت على 108 أصوات مقابل 37 صوتاً لمن اعتبر منافسها الرئيسي الصيني تشانغ ونجيان، وهو الرجل الثالث في المنظمة حالياً، وفقاً لمصدر دبلوماسي في جنيف.

وتظهر هذه النتيجة فشل بكين مجدداً في فرض أحد مرشحيها على رأس وكالة تابعة للأمم المتحدة بعدما فشلت قبل ثلاث سنوات في فرض مرشحها لإدارة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو).

ونما دور المنظمة بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، وركّزت المنظمة على أنظمة جديدة للمراقبة والإنذار تهدف إلى إنقاذ الأرواح في مواجهة تغير المناخ ولكن أيضاً فهم تداعياته العميقة وتوقعها بشكل أفضل. وهي مسائل جعلتها ساولو أولوياتها.

شغوفة

كانت سيليستي ساولو أول امرأة تشغل منصب النائب الأول لرئيس المنظمة منذ عام 2019 وهي تقول إنها «شغوفة بالأرصاد الجوية وحل التحديات العالمية المرتبطة بتغير المناخ والأخطار الطبيعية وهشاشة الشعوب المتزايدة».

حصلت على شهادة الماجستير في علوم الأرصاد الجوية في عام 1987 من جامعة بوينس آيرس، وفي عام 1996، حصلت على الدكتوراه في علوم الغلاف الجوي من الجامعة نفسها.

ويُعد انتخاب ساولو تتويجاً للمؤتمر العالمي للأرصاد الجوية الذي يعقد كل أربع سنوات وفي سياق تظهر تداعيات تغير المناخ بشكل أكثر وضوحاً مع ظواهر تتفاقم شدّتها بسبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.

ونجح تالاس في إقناع العالم بالحاجة إلى إنشاء شبكة عالمية للإنذار المبكر بالظواهر الجوية القصوى لإنقاذ الأرواح، خصوصاً في البلدان النامية.

وفي السنوات الأخيرة، عملت ساولو على أنظمة الإنذار المبكر هذه.

وصرّحت ساولو لوكالة الصحافة الفرنسية عقب انتخابها: «الإنذار المبكر للجميع هو مبادرة أساسية، وسنعمل عليها، وسنحققها جميعنا معاً، ونعمل من كل بلد وكل منطقة، مع التأكد من تلبية كل عضو حاجاته».

بين عامَي 1970 و2021، تسببت الكوارث المرتبطة بالظواهر المناخية القصوى في مقتل حوالى مليوني شخص، 90 في المائة منهم في البلدان النامية، وتسببت في خسائر اقتصادية تقدر بحوالي 4.3 تريليون دولار، وفقاً لأحدث أرقام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي نُشرت الشهر الماضي.

ووضع المؤتمر الذي يختتم أعماله الجمعة، الغلاف الجليدي على رأس أولوياته، نظراً إلى التأثيرات المتزايدة لذوبان الجليد البحري والأنهار الجليدية والتربة الصقيعية. كما أطلق مشروعاً جديداً لمراقبة أفضل للغازات الدفيئة المسؤولة عن الاحترار.

ويقع على عاتق ساولو تنفيذ هذه المبادرات المختلفة بمجرد توليها المنصب.


تجمّع جديد لمحتجين صرب في شمال كوسوفو غداة مواجهات مع الشرطة

TT

تجمّع جديد لمحتجين صرب في شمال كوسوفو غداة مواجهات مع الشرطة

جنود من قوات حفظ السلام التابعة للناتو أمام سياج من الأسلاك الشائكة أمام مبنى البلدية في زفيكان بكوسوفو (إ.ب.أ)
جنود من قوات حفظ السلام التابعة للناتو أمام سياج من الأسلاك الشائكة أمام مبنى البلدية في زفيكان بكوسوفو (إ.ب.أ)

تبقى الأجواء متوترة اليوم (الثلاثاء) في شمال كوسوفو حيث تجمّع محتجّون صرب مجدداً أمام بلدية زفيتشان جرت قبل يوم مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أكثر من ثلاثين عنصرا من قوّة حفظ السلام وأكثر من 50 متظاهراً.

وأقام جنود بلباس مكافحة الشغب من قوّة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، حاجزاً حديدياً حول مبنى البلدية لمنع مئات المتظاهرين الصرب من الدخول، وفق مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوقفت أمام مبنى البلدية ثلاث مركبات مصفحة تابعة لشرطة كوسوفو التي يثير وجودها غضب الصرب الذين يشكّلون غالبية السكان في أربع بلدات في شمال كوسوفو.

وبعدما غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في هذه البلدات الأربع في شمال كوسوفو في نوفمبر (تشرين الثاني) في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، قاطع الصرب الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل (نيسان) لإنهاء الفراغ المؤسسي.

وفاز رؤساء بلديات ألبان في هذه الانتخابات التي كانت نسبة المشاركة فيها أقل من 3,5%.

ونصبت حكومة رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي رؤساء البلديات الأسبوع الماضي، على الرغم من دعوات التهدئة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

والتوترات متكررة في تلك المناطق من الإقليم الصربي السابق الذي لم تعترف بلغراد باستقلاله المعلن عام 2008، وحيث يتحدى السكان الصرب الحكومة المحلية.

والاثنين، أعلنت القوة المتعددة الجنسيات أنّها «تعرّضت لهجمات غير مبرّرة»، بعدما اشتبك متظاهرون مع الشرطة وحاولوا الدخول إلى مبنى بلدية زفيتشان الشمالية.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنّ 52 صربيّاً أصيبوا، ثلاثة منهم بجروح خطرة، فيما أصيب أحدهم «بعيارين ناريين أطلقتهما قوات خاصة (من إتنية) ألبانية».

ومن جهته، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قادة كوسوفو وصربيا إلى وقف التصعيد على الفور بعد اشتباكات «غير مقبولة على الإطلاق» في شمال كوسوفو. وحذر بوريل من أن الاتحاد الأوروبي «يناقش الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال واصل الأطراف مقاومة الخطوات المقترحة تجاه وقف التصعيد».

من جهتها أفادت قوة الحلف الأطلسي في بيان الثلاثاء بإصابة 19 جندياً مجرياً و11 جندياً إيطالياً في اشتباكات الاثنين، مشيرة إلى أنهم يعانون من «كسور وحروق ناجمة عن عبوات ناسفة حارقة». ولفتت إلى أن «ثلاثة جنود مجريين أُصيبوا بأسلحة نارية».

ودان حلف شمال الأطلسي «بشدة» الاثنين الهجمات «غير المقبولة» على قوته، مشدّدا على «وجوب أن يتوقف العنف فورا».

وحصلت صدامات الجمعة أيضاً خلال وصول رؤساء بلديات لتسلّم مناصبهم برفقة الشرطة.

ويعيش حوالى 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الألبان.


ماكرون يحذر من «قنبلة موقوتة» تخص إنتاج البلاستيك

مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)
مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)
TT

ماكرون يحذر من «قنبلة موقوتة» تخص إنتاج البلاستيك

مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)
مشهد عام من الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثانية من المفاوضات لوضع اتفاقية مستقبلية للحد من التلوث البلاستيكي في مقر «اليونسكو» بباريس (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، إلى «إنهاء نموذج مُعَولم وغير قابل للاستمرار، لإنتاج البلاستيك واستهلاكه»، محذّراً من «قنبلة موقوتة».

جاء ذلك خلال مقطع فيديو، بُثّ خلال افتتاح جولة من جديدة من المفاوضات الحسّاسة في باريس، تستمر 5 أيام؛ في محاولة للتوصل إلى معاهدة تسهم في وضع حد للتلوث البلاستيكي.

وأضاف ماكرون: «يجب أن يكون الهدف الأساسي خفض إنتاج مواد بلاستيكية جديدة، وحظر المنتجات الأكثر تلويثاً في أسرع وقت ممكن، مثل المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والأكثر خطورة على الصحة».

ويجتمع ممثلون لـ175 دولة ذات طموحات متباينة، بمقر «اليونسكو»، في الدورة الثانية لـ«لجنة التفاوض الدولية»، على مدى 5 أيام؛ في محاولة للتوصل إلى اتفاق تاريخي يغطي دورة الحياة البلاستيكية برمّتها.

لافتات خارج مقر «اليونسكو» في باريس خلال المفاوضات حول معالجة التلوث البلاستيكي (رويترز)

وافتتح الجولة الجديدة من هذه المفاوضات رئيس اللجنة البيروفي غوستافو ميسا-كوادرا فيلاسكيش، قائلاً: «أنظار العالم تتجه إلينا. التحدي هائل، جميعنا هنا ندرك ذلك، لكنه ليس منيعاً».

كذلك تحضر المناقشاتِ المنظماتُ غير الحكومية، فضلاً عن ممثلي شركات في قطاع البلاستيك، وهو أمر يأسف له ناشطون في الدفاع عن البيئة.

وقبل أكثر من عام بقليل، جرى التوصل، في نيروبي (كينيا)، إلى اتفاق مبدئي لوضع حد للتلوث البلاستيكي في العالم، مع طموح بإبرام معاهدة مُلزِمة قانوناً بحلول نهاية 2024، تحت رعاية «الأمم المتحدة».

في هذا السياق، نظّمت فرنسا، السبت، اجتماعاً مع وزراء وممثلي حوالى 60 بلداً في باريس، من أجل إعطاء دفعة للمفاوضات.

- إنتاج متسارع

ويدخل البلاستيك، المشتقّ من النفط، في تركيبة كل ما يحيط بنا، كالأغلفة، وألياف الملابس، ومواد البناء، والأدوات الطبية، وغيرها. وازداد إنتاجه السنوي بأكثر من الضِّعف، خلال 20 عاماً، ليصل إلى 460 مليون طن، وقد يزداد 3 أضعاف، بحلول 2060، إذا لم يتخذ العالم تدابير حيال ذلك.

ورُصدت لدائن بلاستيكية دقيقة في الدم، وفي حليب الأم، وحتى في المشيمة.

وما يزيد الوضع خطورة أن ثلثيْ هذا الإنتاج يُرمى في النفايات بعد استخدامه مرة أو أكثر، وأن أقل من 10 في المائة من المخلّفات البلاستيكية يخضع لإعادة التدوير.

وينتهي الأمر بكَمية كبيرة من هذه المخلّفات من كل الأحجام، في قعر البحار، أو في الكتل الجليدية، وصولاً إلى قمم الجبال، وحتى في أحشاء الطيور.

صورة توضيحية ترمز للتلوث البلاستيكي في المياه (أ.ف.ب)

وحذّر وزير التحول البيئي كريستوف بيشو من أنه «يجب أن نكون حريصين على ألا تحلّ مسألة إعادة التدوير مكان الجدل حول الحد من إنتاج البلاستيك».

وصرّحت المسؤولة في منظمة «سورفرايدر فاونديشن» غير الحكومية، ديان بوميناي-جوانيه، لوكالة «فرنس برس»، بأن «هناك إجماعاً حول التحديات، ورغبة في التحرك».

وأضافت أنها «متفائلة بشأن حقيقة أننا نمضي قدماً باتجاه مسوَّدة معاهدة»، لكنها اعتبرت أن «المحتوى المحدّد للالتزامات سيكون معقداً، خصوصاً فيما يتعلّق بخفض الإنتاج».

- دول متردّدة

والهدف من خفض الإنتاج، وهو مطلب مدعوم من «ائتلاف الطموح الكبير»، بقيادة رواندا، والنرويج، والذي يشمل نحو 50 بلداً، بما فيها «الاتحاد الأوروبي»، وكندا، وتشيلي واليابان، «إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040».

لكن هناك دولاً أخرى أكثر تردداً، وتُصرّ على إعادة التدوير، وإدارة النفايات بشكل أفضل، ومن بينها الصين، والولايات المتحدة، والسعودية، ودول تحالف «أوبك» عموماً التي تريد حماية صناعة البتروكيميائيات.

وستتطرّق المناقشات أيضاً إلى العلاقات بين الشمال والجنوب، مع تحديات مثل «مساعدات التنمية، وتشارك التكنولوجيا، والتمويل»، على ما أكدت ديان بوميناي-جوانيه.

وأوضحت: «البلدان (المتقدمة) هي الأكثر استهلاكاً (للبلاستيك)، والأكثر تلويثاً، وهي أيضاً تلك التي تنتج في بلدان أخرى، وترسل نفاياتها إلى بلدان أخرى».

ويطرح البلاستيك أيضاً مشكلة؛ لدوره في ظاهرة احترار المناخ، فقد مثّل 1.8 مليار طن من غازات الدفيئة في عام 2019؛ أي 3.3 في المائة من الانبعاثات العالمية، وهو رقم يمكن أن يزيد عن الضِّعف بحلول عام 2060، وفقاً لـ«منظمة التعاون والتنمية» في الميدان الاقتصادي.

حقائق

460 مليون طن

حجم إنتاج البلاستيك السنوي خلال 20 عاماً


ميلوني: العلاقات الجيدة مع الصين ممكنة دون مبادرة «الحزام والطريق»

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)
TT

ميلوني: العلاقات الجيدة مع الصين ممكنة دون مبادرة «الحزام والطريق»

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني في مقابلة نشرت اليوم (الأحد)، إن العلاقات الجيدة مع الصين ممكنة حتى دون أن تكون بلادها جزءاً من مبادرة الحزام والطريق، وذلك في الوقت الذي تبحث فيه حكومتها التخلي عن المشروع.

وإيطاليا الدولة الغربية الرئيسية الوحيدة التي انضمت إلى مشروع الحزام والطريق الصيني الذي يحيي من جديد طريق الحرير، لربط الصين مع آسيا وأوروبا وما وراءهما بإنفاق ضخم على البنية التحتية.

وقالت ميلوني في مقابلة مع صحيفة «ال ميساجيرو» اليومية، إن من السابق لأوانه التكهن بقرار إيطاليا بشأن البقاء ضمن المشروع الذي وقعت عليه في 2019 وأثار انتقاد واشنطن وبروكسل. وقالت ميلوني: «تقييمنا دقيق للغاية ومرتبط بمصالح كثيرة». وينتهي الاتفاق في مارس (آذار) 2024، وسيتجدد تلقائياً ما لم يبلغ أحد الطرفين الآخر برغبته في الانسحاب بإخطار مسبق قبل 3 أشهر.

مخطط لمشروع «الحزام والطريق» (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وفي مقابلة أجرتها مع وكالة «رويترز» للأنباء العام الماضي قبل وصولها إلى السلطة في انتخابات سبتمبر (أيلول)، أبدت ميلوني صراحة عدم موافقتها على الخطوة التي اتخذت في 2019، قائلة إنها «ليست لديها رغبة سياسية... لدعم التوسع الصيني في إيطاليا أو أوروبا».

وأشارت ميلوني إلى أنه بينما كانت إيطاليا الوحيدة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي وقعت على مذكرة تفاهم الحزام والطريق، فهي ليست الدولة الأوروبية والغربية ذات العلاقات الأقوى اقتصادياً وتجارياً مع الصين.

وقالت: «هذا يعني أنه من الممكن إقامة علاقات جيدة، أيضاً في مجالات مهمة، مع بكين دون أن نكون بالضرورة جزءاً من قرار استراتيجي شامل».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤول حكومي إيطالي رفيع المستوى لوكالة «رويترز» للأنباء، إن من غير المرجح بشكل كبير أن تجدد إيطاليا اتفاق الحزام والطريق.

ويلوح في الأفق أول اختبار لموقف الحكومة اليمينية من الصين، حين تقوم روما بمراجعة اتفاق للمساهمين لشركة بريللي لتصنيع الإطارات، التي تعد شركة سينوكيم الصينية أكبر مساهم فيها.

وتعد الصين من كبرى الأسواق لأغلب دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى، خصوصاً الاقتصادات المعتمدة على التصدير مثل اليابان وألمانيا.

وخلال قمة عقدت مطلع الأسبوع الماضي، تعهد قادة مجموعة السبع «بخفض المخاطر» دون «الانفصال» عن الصين، في توجه قال مسؤولون وخبراء إنه يعكس المخاوف الأوروبية واليابانية من الضغط بشدة على بكين.


بابا الفاتيكان وأمين رابطة العالم الإسلامي يبحثان سبل مواجهة نزعات التطرف الديني

بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
TT

بابا الفاتيكان وأمين رابطة العالم الإسلامي يبحثان سبل مواجهة نزعات التطرف الديني

بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)
بابا الفاتيكان يستضيف أمين عام رابطة العالم الإسلامي (الشرق الأوسط)

استضاف بابا الفاتيكان البابا فرنسيس - في مقره السكني بسانتا مارتا - الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد العيسى، في لقاءٍ استثنائيٍّ يعكس مستوى الحفاوة والتقدير الكبير للحراك الدولي المؤثر الذي تضطلع به رابطة العالم الإسلامي في تعزيز أواصر الحوار الفاعل، والتفاهم الشفاف والأمثل، والتعاون الإيجابي بين أتباع الأديان والثقافات، جاء هذا اللقاء الخاص بعد لقاءٍ سابق في مكتب البابا.

وجرى - خلال هذا اللقاء الذي جمع الدكتور العيسى وبابا الفاتيكان في منزله الخاص - تبادلُ الأحاديث الودية ووجهات النظر حول قضايا عدةٍ على الساحة الدولية، لا سيما الموضوعات ذات الصلة بالقيم المشتركة وتشييد الجسور بين الحضارات، وكذا سبل مواجهة نزعات التطرف الديني والفكري أياً كانت هوياتها وذرائعها، ومن ذلك كل أساليب الكراهية والعنصرية والتهميش والإقصاء.


صرصور يتسبب في استنفار أمني بتل أبيب

مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)
مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)
TT

صرصور يتسبب في استنفار أمني بتل أبيب

مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)
مشهد من المقهى في تل أبيب («تويتر» - صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»)

تسبب صرصور في استنفار أمني بعدما أثار ذعر رواد مقهى بشارع ديزنغوف في قلب تل أبيب بإسرائيل أمس (السبت).

وذكرت مواقع إعلامية محلية أن حالة من الفوضى اندلعت في المقهى بعد رؤية الصرصور، وتم رصد سقوط طاولات ومقاعد وأواني الطعام أرضاً، ليتم استدعاء الشرطة بعدما ساد اعتقاد بوجود حادث أمني.

وتوصلت تحقيقات الشرطة إلى أن سبب الصراخ كان رؤية صرصور تحت الطاولات، مما أثار فزع امرأة أسقطت منضدتها أرضاً ليعتقد رواد المقهى أن هناك مشكلة أمنية.

وأفادت نجمة داوود الحمراء (جهاز الإسعاف الإسرائيلي) بتعرض شخصين لإصابات طفيفة جرَّاء تحطم الزجاج في أثناء محاولتهم الفرار من موقع الحادث.


بعد تعذّر لقائه زيلينسكي... لولا يرفض دعوة بوتين لزيارة روسيا

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
TT

بعد تعذّر لقائه زيلينسكي... لولا يرفض دعوة بوتين لزيارة روسيا

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)

رفض الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم (الجمعة)، دعوة لزيارة روسيا، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويأتي رفض لولا بعد أيام من فشل لقاء مأمول بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على هامش قمة «مجموعة السبع» التي التأمت في اليابان. وقال الرئيسان إن انشغالهما حال دون لقائهما.

وكتب لولا على «تويتر»: «شكرته (بوتين) على الدعوة للذهاب إلى المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ، وأجبته بأنني لا يمكنني الذهاب إلى روسيا في هذا الوقت»، في إشارة إلى الحدث المقرر بين 14 و17 يونيو (حزيران) المقبل.

وأضاف: «لكنني كررت استعداد البرازيل، إلى جانب الهند وإندونيسيا والصين، للتحدث مع طرفي النزاع سعياً لتحقيق السلام».

وأبدى لولا، الاثنين، «انزعاجه» من عدم لقاء زيلينسكي. غير أنه أوضح أنه لا يرى فائدة من لقائه الآن، مشيراً إلى أنه لا يبدو أن الرئيس الأوكراني، ولا نظيره الروسي يرغبان في السلام. وتابع: «حتى الآن، كلاهما مقتنع بأنه سيفوز بالحرب».

ويدفع لولا باتجاه محادثات سلام، واقترح أن تقوم بلاده بوساطة إلى جانب دول أخرى «محايدة»، مثل الصين وإندونيسيا.

لكنه واجه انتقادات، الشهر الماضي، عندما قال إن الولايات المتحدة يجب أن تكف عن «تشجيع الحرب» في أوكرانيا.