حوّلوا هاتف «آيفون» أو «أندرويد» إلى جهاز مثالي للعمل عن بعد

حوّلوا هاتف «آيفون» أو «أندرويد» إلى جهاز مثالي للعمل عن بعد
TT

حوّلوا هاتف «آيفون» أو «أندرويد» إلى جهاز مثالي للعمل عن بعد

حوّلوا هاتف «آيفون» أو «أندرويد» إلى جهاز مثالي للعمل عن بعد

إذا كنتم من ملايين الأشخاص الذين يعملون من منازلهم للمرّة الأولى، فستتعرّفون فيما يلي على كيفية تحويل هاتفكم من جهاز لاستهلاك الوقت إلى أداة عالية الإنتاجية.
في الأيّام العادية، يضع الناس هواتفهم في الجيب أو الحقيبة خلال وقت العمل، أمّا اليوم، فيمكن لهذا الجهاز أن يتحوّل قطعة محورية للتعامل مع تدفّق المهام إذا طبّقتم الخطوات الصحيحة، وفقاً لخبراء «بي سي وورلد».
- نصائح أولية
> إعداد إشعارات التذكير. في المنزل، يميل الناس إلى عدم الشعور بالوقت، وهنا، يمكنكم الاستعانة بمساعدة «سيري» و«مساعد غوغل». حضّروا لائحة بفترات الاستراحة التي تحتاجون إليها واطلبوا من المساعد الرقمي الموجود في هاتفكم أن يذكّركم بها كلّ يوم من خلال عبارات كـ«مرحباً سيري» أو «حسناً، غوغل»، ذكرني بتناول الغداء في الساعة الثالثة عصراً مثلاً، أو أي شيء آخر.
> الحفاظ على نشاط العينين. خلال النهار، يمكنكم تشغيل الوضع الداكن والسطوع الأوتوماتيكي للحصول على درجات إضاءة مريحة على شاشة الجهاز. وبعد مرور عدّة ساعات من العمل، استخدموا الوضع الليلي لتصفية الضوء الأزرق وتخفيف الإجهاد الذي تتعرّض له العينان. تجدون هذه الخيارات في إعدادات العرض في الهاتف.
> التوقف عن التحديق بشاشة صغيرة. إذا تعبتم من الطباعة المتواصلة على الشاشة الصغيرة، يمكنكم عرض محتوى شاشة هاتفكم على التلفاز أو الكومبيوتر بواسطة «عكس» (كما المرآة) المحتويات عليهما، باستخدام «إيربلاي» Airplay. إذا كنتم من مستخدمي «آيفون»، يمكنكم عرض محتوى هاتفكم على التلفاز من خلال تطبيق «إير بلاي» أيضاً. لكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ تقنية «المرآة» أثبتت أنها الحلّ الأفضل لمشاهدة تدفّق محتوى الفيديو فقط، على اعتبار أنّها لا تعرض سوى الصورة الموجودة على شاشة هاتفكم.
أمّا في حال كنتم من مستخدمي «سامسونغ غالاكس S8»، وما بعده، فستجدون خيارات رائعة. تقدّم شركة «سامسونغ» لمستخدميها حلّاً لسطح المكتب يسمّى «DeX» يتيح لكم وصل هاتفكم بشاشة عبر سلك يحوّل منفذ الـ«USB - C إلى واجهة متعددة الوسائط عالية الوضوح» لتعملوا وكأنكم تستخدمون جهاز كومبيوتر. بعد وصله، ستحصلون على بيئة سطح مكتب كاملة. ولا تلقلقوا لأنّ عملكم سيُحفّظ بشكل أوتوماتيكي على الهاتف فور فصله عن الشاشة. كما تتيح لكم هذه الميزة استخدام هاتفكم كمنصّة للتبّع إذا رغبتم.
- شحن لاسلكي وبلوتوث
> استخدام منصّة للشحن اللاسلكي. تضمّ غالبية الهواتف الصادرة في السنتين الأخيرتين تقنية شحن لاسلكي مدمجة، أي أنّكم تملكون غالباً منصّة خاصة للشحن اللاسلكي على مكتبكم. ولكن ما تحتاجون إليه فعلاً أثناء العمل من المنزل هو مسند للشحن اللاسلكي. بهذه الطريقة، ستتمكنون من الاطلاع على الإشعارات الواردة، واستقبال الاتصالات، والمشاركة في الاجتماعات المصوّرة، وأي شيء آخر تريدونه على الشاشة دون نزع الهاتف عن الشحن.
> الحفاظ على نظافة الهاتف. لا بدّ أنّكم قرأتم الكثير من المقالات حول مدى تلوّث الهواتف، وهذه هي الحقيقة. وبعيداً عن الوباء المنتشر اليوم في العالم، تبقى المحافظة على نظافة الهاتف ضرورة في جميع الأوقات، لا سيما أن آثار الأصابع على الشاشة ستصعّب عليكم القراءة.
> استخدام قلم رقمي. إنّ الوسيلة الأفضل للحفاظ على نظافة الهاتف بعد تلميعه هي عدم لمسه طبعاً. لذا، يمكنكم الاستعانة بقلم رقمي. في حال كنتم تستخدمون أجهزة «سامسونغ غالاكسي نوت»، ستستفيدون من القلم المدمج فيها، أو يمكنكم شراء أي قلم آخر متوفّر في الأسواق ليحلّ محلّ أصابعكم في النقر والسحب.
> حجب التطبيقات التي تستنزف الوقت. يصلح الهاتف المحمول أداة رائعة للإنتاجية في المنزل، ولكنّه أيضاً قد يضيّع الكثير من وقتكم. لذا، إذا أردتم بعض المساعدة في الابتعاد عن «تويتر» و«فيسبوك» و«كاندي كراش»، ستجدونها في هاتفكم.
في هواتف «آيفون» التي تعمل بنظام تشغيل «iOS 12» وأجهزة «أندرويد»، التي تعمل بالإصدار 9 وما بعده، ستجدون ميّزات «سكرين تايم» و«ديجيتال ويلبيينغ» في الإعدادات.
وفي هاتين الميزتين، ستجدون مجموعة من الأزرار والخيارات الرقمية التي ستتيح لكم تحديد مواقيت الاستخدام أو منع الوصول إلى تطبيقات معيّنة تسلبكم تركيزكم. بمعنى آخر، عندما تذهبون للتسلية بجولة أخرى من لعبتكم المفضّلة، ريثما يحين موعد اجتماعكم الهاتفي التالي، لن يسمح لكم الهاتف بذلك.
> سماعات «بلوتوث». يبقى الهاتف حاجة أساسية أثناء العمل، حتّى ولو كنتم تستخدمون الكومبيوتر طوال الوقت، ولا سيّما في المهام التي تعتمد على الاتصالات.
بشكل عام، يمكنكم شراء أي نوع من أنواع السماعات لأنّ معظمها يعمل مع أجهزة «آيفون» و«أندرويد» (وحتى سماعات «إيربود») على الرغم من أنّ تشغيل بعض الميزات المتوفرة فيها يرتبط بنوع الهاتف.
> مراقبة البيانات. بما أنّكم ستمضون وقتاً أطول في المنزل خلال هذه الفترة، فلا شكّ في أنّكم ستحتاجون إلى قدر أكبر من البيانات الشخصية.
لهذا السبب، عليكم أن تراقبوا كمية البيانات التي تستخدمونها في حسابكم. يستهلك تشغيل خدمات تدفّق الفيديو وتنزيل الملفات كثيراً من البيانات، ما سيحيلكم إلى شراء المزيد منها وسيزيد الكلفة. لذا، من الضروري أن تنظّموا استخدام خطّة بياناتكم بعناية وبالشكل الذي يناسب عملكم.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».