في حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة... ترمب يواجه بايدن و«كورونا»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

في حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة... ترمب يواجه بايدن و«كورونا»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل مؤكد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، جون بايدن المرشح الديمقراطي، لكنه يواجه خصماً أخطر هو فيروس كورونا الذي زعزع حملة الانتخابات وأغرق البلاد في حالة غموض.
فقبل نحو أسبوع، كان الملياردير الجمهوري مطمئناً، بينما تسجل البورصة مستويات قياسية ومؤشراتها في أفضل حال.
وقد ضاعف التجمعات الانتخابية التي سخر خلالها أمام آلاف من أنصاره من انقسام الحزب الديمقراطي الذي كان يواجه صعوبة في اختيار مرشح، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن الوضع تغير جذرياً منذ انتشار الإصابات بفيروس كورونا المستجد على الأراضي الأميركية.
وتعيش الولايات المتحدة على وقع القيود المفروضة على السفر وإجراءات العزل بينما تراجع اقتصاد أول قوة في العالم ويبدو خطر انكماش واقعي. وقد حل الخوف محل التفاؤل.
وأجبرت مكافحة الوباء ترمب على قطع حملته الانتخابية والتخلي عن التجمعات التي كان يسود فيها الحماس بين مؤيديه.
في المقابل، حقق نائب الرئيس السابق جو بايدن عودة مظفرة. فبفوزه في 19 من أصل 27 عملية اقتراع في إطار الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي تأثرت أيضاً بوباء كورونا، تمكن من لم شمل المعتدلين وتفوق على «الاشتراكي» بيرني ساندرز في السابق إلى الرئاسة.
وبشأن مكافحة «كوفيد - 19»، لا يتردد بايدن في التذكير بتجربته كنائب للرئيس باراك أوباما عندما شارك في مكافحة وباء إيبولا وتولى إدارة خطة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي بعد الأزمة المالية في 2008. وقال أمس إن «الرئيس المقبل يجب أن ينقذ سمعتنا ويعيد بناء الثقة في قادتنا وتعبئة بلدنا وحلفائنا لمواجهة التحديات الجديدة بسرعة، مثل الأوبئة المقبلة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى قائد يكون مستعداً من اليوم الأول».
في المقابل، يواجه ترمب انتقادات للرد الأول لحكومته على الوباء. وكشف استطلاع للرأي لحساب وسائل الإعلام «إن بي آر» و«بي بي إس» و«ماريست» أن ستين في المائة من الأميركيين لا يثقون في تصريحاته حول الأزمة أو ثقتهم فيها ضئيلة.
ولأسابيع، بدا وكأنه يقلل من حجم الخطر، مؤكداً خصوصاً أن الفيروس ليس أخطر من الإنفلونزا الموسمية وسيختفي في أحد الأيام.
وبمعزل عن تصريحاته حول «الفيروس الصيني» التي تذكر إدانته للمهاجرين المكسيكيين خلال حملة 2016. أثار الإخفاق في توضيح الوضع وتوزيع وسائل الكشف عن المرض غضب معارضيه والخبراء.
وغير رجل الأعمال السابق موقفه بعد تأثره بهذه الصحافة السيئة. فقد أعلن عن خطة مساعدة كبيرة للاقتصاد تبلغ قيمتها ألف مليار دولار، وقدم نفسه أمس على أنه رئيس «لزمن الحرب» في مواجهة «عدو غير مرئي». وقال إن «كل أجيال الأميركيين دعيت إلى تقديم تضحيات من أجل خير الأمة»، مذكراً بالتعبئة في الحرب العالمية الثانية.
هذا التركيز على الوطنية (المبنية على مبدأ «أميركا أولاً») والثقة في انتصار نهائي أعادا لترمب موقعه. وهذه الرسالة هي التي جعلته يفوز في انتخابات 2016 وينوي استخدامها مجدداً إعادة انتخابه.
وبعدما منع دخول القادمين من الصين ثم من أوروبا، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء إغلاق الحدود البرية مع كندا في استراتيجية انعزال اختارتها دول عدة لوقف انتشار الوباء.
ومع ذلك، ما سيقرر الفائز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) ليس على الأرجح الطريقة التي سيهزم فيها الفيروس، بل متى.
وقد يعلن ترمب الانتصار قبل الصيف آملاً في انتعاش اقتصادي سريع. ويمكنه حتى الاستفادة من موجة تأييد لإدارته للأزمة.
وإذا تبين أن الفيروس صامد، فسيتأخر الانتعاش. ويمكن أيضاً أن يعود، مثل الإنفلونزا الإسبانية، في الخريف قبل الانتخابات تماماً.
وقال ترمب في البيت الأبيض: «كل شيء سيتحرك من جديد»، مشيراً إلى الاقتصاد في مرحلة ما بعد الوباء. وأضاف: «يوماً ما سنكون هنا ربما وسنقول (لقد ربحنا)».
وتابع الرئيس الأميركي: «سنربح بسرعة أكبر مما يتصوره الناس»، قبل أن يضيف «آمل» في ذلك.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

رياضة عالمية رياضيو بلجيكا اضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس (رويترز)

«أولمبياد 2024»: إصابة رياضيين بلجيكيين بـ«كوفيد» قبل السفر لباريس

ثبتت إصابة كثير من الرياضيين البلجيكيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية بفيروس «كوفيد-19» مؤخراً، واضطروا إلى تأجيل مغادرتهم إلى باريس.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

طبيب: نتائج اختبار بايدن لـ«كوفيد» جاءت سلبية

أعلن طبيب البيت الأبيض في رسالة، اليوم (الثلاثاء)، أن نتيجة اختبار جو بايدن لـ«كوفيد-19» جاءت سلبية، في الوقت الذي عاد فيه الرئيس إلى واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا خلال حديثها لوسائل الإعلام (رويترز)

بعثة أستراليا: عزل لاعبة كرة ماء في أولمبياد باريس بعد إصابتها بكوفيد

قالت آنا ميريس رئيسة بعثة أستراليا في أولمبياد باريس اليوم الثلاثاء إن لاعبة في فريق كرة الماء المحلي تم عزلها بعد إصابتها بفيروس كورونا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم عودة السفر الجوي إلى طبيعته بعد طفرة دامت سنوات في أعقاب جائحة كورونا وسط إحجام المصطافين والمسافرين بسبب ارتفاع الأسعار (رويترز)

الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد الطفرة التي أعقبت «كورونا»

قال مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران كبرى مشاركون بمعرض «فارنبورو» للطيران في إنجلترا، الاثنين، إن الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم كبار السن وضعاف المناعة معرضون بشكل خاص للمتغيرات الفرعية الجديدة للفيروس (أرشيفية - رويترز)

لماذا ينتشر فيروس «كورونا» هذا الصيف؟

في شهر يوليو (تموز) من كل عام، على مدى السنوات الأربع الماضية، لاحظ علماء الأوبئة ارتفاعاً مفاجئاً في حالات الإصابة بفيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.