اليمن يدعو مواطنيه إلى عدم الاستهتار بخطورة «كورونا»

أعلن أنه اتخذ تدابير احترازية في 11 منفذاً إزاء 50 ألف مسافر... والانقلابيون يغلقون منافذ المدن أمام المسافرين

اليمن يدعو مواطنيه إلى عدم الاستهتار بخطورة «كورونا»
TT

اليمن يدعو مواطنيه إلى عدم الاستهتار بخطورة «كورونا»

اليمن يدعو مواطنيه إلى عدم الاستهتار بخطورة «كورونا»

رغم عدم تسجيل أي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا رسميا في اليمن، دعت الحكومة الشرعية مواطنيها إلى عدم الاستهتار بخطورة الفيروس الذي تفشى في العالم، وأعلنت الصحة العالمية تحوله إلى «جائحة».
وقال رئيس الحكومة معين عبد الملك في خطاب وجهه إلى الشعب: «لا ينبغي التهاون أو الاستهتار بخطورة هذا المرض في ظل سرعة انتشاره وضرره وعدم توفر لقاح أو علاج ناجع حتى الآن مع ضعف نظامنا الصحي جراء الحرب والنزاعات ومحدودية الموارد». وحضّ الجميع على التكاتف لاتخاذ التدابير الوقائية في مختلف مناطق الجمهورية، وفقاً للقرارات المتخذة وتبادل المعلومات والمتابعة الحثيثة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والعلاجية.
وأشار إلى ما قامت به حكومته في الأيام الماضية من تدابير ومنها: تعليق الرحلات الجوية من اليمن وإليه، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية مدة أسبوعين، بدءاً من مساء الثلاثاء الموافق 17 مارس (آذار) عدا الحركة التجارية، وتشديد إجراءات السلامة البحرية وإجراءات الفحوصات للطواقم قبل دخول السفن إلى الموانئ، وتعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية العامة والخاصة مبدئياً لمدة أسبوع، إضافة لتخصيص ميزانية طارئة لقطاع الصحة.
وأوضح عبد الملك أن الحكومة عملت على فحص القادمين للبلاد للحد من إمكانية دخول الوباء حتى تستكمل تجهيزات المعامل ومراكز العزل، قائلا إن وزارة الصحة قامت بتجهيز المنافذ البرية والبحرية بوسائل الفحص اللازم، وتجهيز 11 فريقاً صحياً للعمل في 11 منفذاً جوياً وبرياً وبحرياً، في حين يجري تجهيز 12 مركزا للعزل والحجر الصحي في المحافظات المختلفة، وتدريب كادر طبي للعمل في المراكز المختلفة.
وكشف عن وصول قرابة 50 ألف مواطن إلى اليمن منذ 18 يناير (كانون الثاني) الماضي، وبالإمكانيات المتاحة اتخذت التدابير الاحترازية ومنها متابعة بياناتهم، وبالأخص العائدون من دول تفشى فيها الوباء وذلك لعدة أيام بعد وصولهم لقراهم ومنازلهم في مختلف محافظات الجمهورية للاطمئنان على عدم ظهور أي أعراض.
وقال إن الحاجة باتت متزايدة لمتطلبات الاختبارات الفورية مع توسيع نطاق فحص القادمين والتي أشار إلى أنها شارفت على النفاد وهو فحص يصل نسبة دقته إلى 80 في المائة تقريبا.
وأكد عبد الملك أنه «مع طلب وزارة الصحة لدفعات طارئة تعاقدت عليها الحكومة ستصل عشرات الآلاف منها خلال عشرة أيام إلى أسبوعين»، في حين أشار إلى أن حكومته ستقوم بمراجعة قرار إيقاف الرحلات الجوية والمنافذ والبحث عن استئناف رحلات الإجلاء، بالتزامن مع تحسين الإجراءات الاحترازية واستكمال المختبرات الأكثر دقة في عدن المكلا والمهرة وعدة مدن وبمساعدة من مركز الملك سلمان.
وبينما توقع رئيس الوزراء اليمني وصول دعم من منظمة الصحة العالمية ومن مركز الملك سلمان، دعا الجماعة الحوثية إلى إيقاف قرار منع تداول العملة الجديدة في مناطق سيطرتها لكي تتمكن الشرعية من دفع رواتب القطاع الصحي وبقية الفئات.
وأغلقت ميليشيات الحوثي الانقلابية نقاط العبور الخاضعة لسيطرتها، في وجه المسافرين مع عائلاتهم من القادمين من تعز أو عدن أو حضرموت، والمتجهين إلى المناطق الشمالية بما فيها العاصمة صنعاء، وذمار والحديدة وحتى العائدين من بعض الدول بعد وصولهم المطارات اليمنية الخاضعة، تحت حجة أن ذلك جاء لأسباب ادعت أنها احترازية لمواجهة فيروس كورونا. وقطعت الميليشيات الانقلابية الطريق الرابط بين تعز والحديدة والمناطق التي تصل إلى مناطقها في الأقروض وسامع، التابعة لمحافظة تعز، واحتجزت المئات من المسافرين.
وقال مواطن، رفض الكشف عن هويته، لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية منعته من الوصول إلى صنعاء بعد خروجه من مدينة عدن، ووصل إلى نقطة أمنية تابعة للميليشيات الانقلابية في منفذ الأثاور الخزجة بطور الباحة، بمحافظة لحج (جنوب)، وطلبت منه العودة إلى عدن، لأسباب احترازية». وأشار إلى أنه «سافر إلى عدن بسيارته في زيارة عمل؛ حيث وصل الاثنين، وصباح الثلاثاء تفاجأ بعدم استطاعته الوصول إلى أهله وأطفاله إلا بعد مرور 15 يوما».
وسخر من قرار اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة، التابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية التي أعلنت عنه، الاثنين، أن يتم «إغلاق جميع المنافذ البرية أمام جميع المسافرين لمدة أسبوعين ابتداء من يوم 16 مارس (آذار)». متهما الانقلابيين بأنهم «لم يفهموا معنى الإجراءات الاحترازية، ويفهمون فقط كيف يوجهون السلاح إلى صدر المواطنين العزل ويمنعونهم من الوصول إلى منازلهم وعائلاتهم».
وقال إن «الميليشيات الانقلابية وجدت الآن طريقة نهب جديدة من خلال منع المسافرين من عبور نقاطها إلا مقابل مبالغ مالية».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.