دراسة تكشف عوامل أسهمت في وفاة مصابين بـ«كورونا» بووهان

فحص درجة حرارة مسافر في محطة سكة الحديد بتشانغشا وسط الصين (أ.ف.ب)
فحص درجة حرارة مسافر في محطة سكة الحديد بتشانغشا وسط الصين (أ.ف.ب)
TT

دراسة تكشف عوامل أسهمت في وفاة مصابين بـ«كورونا» بووهان

فحص درجة حرارة مسافر في محطة سكة الحديد بتشانغشا وسط الصين (أ.ف.ب)
فحص درجة حرارة مسافر في محطة سكة الحديد بتشانغشا وسط الصين (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة جديدة نشرت اليوم الثلاثاء أنه من بين حالات الإصابة في المستشفيات في ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) في الصين، كان كبار السن الذين يعانون من الإنتان الدموي ولديهم مشكلات في تخثر الدم هم الأكثر عرضة للوفاة بالفيروس.
وسعى الباحثون للمرة الأولى للبحث عن عوامل مرتبطة بزيادة خطر الوفاة بسبب الفيروس، ودرسوا عينة من 191 مصابا من البالغين في مستشفيين في ووهان في الفترة بين 29 ديسمبر (كانون الأول) و31 يناير (كانون الثاني).
وقال الباحثون إن الدراسة التي نشرت اليوم (الثلاثاء) في دورية «لانسيت» العلمية هي «رصدية، وبالتالي لا يمكن أن تثبت السبب والنتيجة»، مضيفين أن هذه هي بداية جيدة لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
وبدأ ظهور الفيروس المروع أولا في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي، وانتشر بعد ذلك في أنحاء العالم، ليصل حتى الآن عدد حالات الإصابة إلى أكثر من 110 آلاف حالة مؤكدة على مستوى العالم وأكثر من 4000 حالة وفاة. وفي الصين وحدها، توفي 3136 شخصا بسبب كوفيد - 19.
وفي الدراسة التي أجريت على 191 مريضا في ووهان، غادر 137 شخصا المستشفيات وتوفي 54 شخصا.
وأشارت الدراسة إلى أنه، على وجه التحديد، فإن التقدم في السن، والتعرض بشدة لخطر قصور الأعضاء، والتعرض بشدة لخطر تخثر الدم (الجلطات)، هي عوامل يمكن أن تساعد الأطباء على تحديد المرضى في حالة سوء التشخيص في مرحلة مبكرة من الإصابة.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، تشيبو ليو، من مستشفى جينينتان في الصين: «لقد كان التقدم في السن، مع ظهور علامات إنتان الدم عند دخول (المستشفى)، والأمراض الكامنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، والاستخدام المطول لدعم التنفس، عوامل مهمة في وفاة هؤلاء المرضى». وأضاف أن كبار السن قد يعانون من نتائج أسوأ بسبب، ضعف الجهاز المناعي نتيجة الشيخوخة، وزيادة الالتهاب الذي يمكن أن يعزز التكاثر الفيروسي والاستجابات المطولة للالتهابات، ما يسفر عن أضرار دائمة في الأعضاء الرئيسية.
ومن بين 191 مصابا شملتهم الدراسة، كان 91 شخصا يعانون من الاعتلال المشترك (وجود مرض أو أكثر إضافي إلى جانب الاعتلال الرئيسي)، وكان ارتفاع ضغط الدم هو الأكثر شيوعا (30 في المائة)، يليه السكري (19 في المائة) وداء الشريان التاجي (8 في المائة).
وكان متوسط أعمار المصابين بالكورونا الذين توفوا في هذه العينة 69 عاما، في حين كان متوسط أعمار المرضى الذين نجوا 52 عاما، وفقا للدراسة.
وكان 53 شخصا من بين 54 شخصا توفوا من هذه العينة قد أصيبوا بقصور في التنفس، في حين أصيب 36 في المائة فقط من الناجين بهذا القصور. وكان جميع المتوفين من أفراد هذه العينة مصابين بالإنتان، لكن 42 في المائة فقط من الناجين كانوا مصابين به.
وكان الناجون من عينة المصابين بفيروس كوفيد - 19 الذين خضعوا للرعاية الطبية في المستشفيات قد استمرت قابلية «إفراز الفيروس» (نشر الفيروس) لديهم لفترة أطول من المتوسط المتوقع، وهو 20 يوما، إذ تراوحت الفترة بالنسبة لهم من ثمانية إلى 37 يوما، بينما بقي الفيروس قابلا لرصده في أجساد الـ54 مصابا الذين هلكوا من هذه العينة حتى الوفاة.
ويعني استمرار قابلية انتقال العدوى من المصابين لفترة طويلة أنهم من الممكن أن ينشروا الكوفيد - 19، على الرغم من أن مدة قابلية انتقال العدوى بالفيروس تتأثر بشدة المرض.
وحذر الباحثون أيضا من أن المدة الحقيقية لإمكان نشر الفيروس بالنسبة لجميع المصابين لا تزال غير واضحة بسبب المرض الحاد لهؤلاء الذين شملتهم الدراسة، ومحدودية العينات والبيانات الوراثية التي خضعت للبحث.
وذكر الباحث المشارك في إعداد الدراسة البروفسور بن كاو أن استمرار قابلية نقل الفيروس لفترة طويلة «له آثار مهمة على القرارات التوجيهية حول احتياطات العزل والعلاج المضاد للفيروسات لدى المرضى الذين يعانون من الإصابة المؤكدة بفيروس كوفيد - 19». وقال إنه «مع ذلك، علينا أن نوضح أنه ينبغي عدم الخلط بين فترة قابلية نقل الفيروس وبين إرشادات العزل الذاتي الأخرى للأشخاص المشتبه بإصابتهم بفيروس كوفيد - 19، لأن هذه الإرشادات تعتمد على وقت حضانة الفيروس».
وخلصت الدراسة إلى أن متوسط مدة الإصابة بالحمى نتيجة الإصابة بالفيروس بالنسبة للناجين أو حالات الوفاة في العينة كان 12 يوما تقريبا، لكن السعال استمر لفترة أطول، ولا يزال 45 في المائة من الناجين يعانون من السعال بعد مغادرة المستشفى.
وبالنسبة للناجين، توقفت المعاناة من ضيق التنفس بعد نحو 13 يوما، لكنها استمرت حتى الوفاة بالنسبة لغير الناجين.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».