يقيم الروس في الثامن من مارس (آذار) كل عام، احتفالات واسعة بمناسبة يوم المرأة العالمي. وتعبيراً عن الامتنان والشكر والتقدير والاحترام لـ«النصف الآخر»، يجري تنظيم فعاليات احتفالاً بهذا العيد في مؤسسات الدولة والشركات الخاصة، يقوم خلالها «الرجال» بتهنئة السيدات العاملات معهن، ويقدمون لهن الهدايا، التي تشكل باقة الزهور أهم عنصر فيها. من ثم تستمر الاحتفالات على المستوى الاجتماعي، حيث تُعدّ الأم على سبيل المثال مائدة احتفالية، يجتمع حولها الأبناء والأحفاد، بأزياء رسمية احتفالية، يهنئون الأم - الجدة، وزوجاتهم وأخواتهم البنات. كما ينظم طلاب الجامعات احتفالات بمناسبة يوم المرأة، وإلى جانب فعاليات رسمية على مستوى الجامعة، يحضّر الطلبة ألذ الوجبات، ويوجهون الدعوة لزميلاتهن للاحتفال بالعيد وتقديم الهدايا لهن. ويهنئ التلاميذ المعلمات بالعيد، والزوج زوجته، والأخ أخته، والشاب صديقته. أي أن الاهتمام كله يكون منصباً على النساء في هذا اليوم، أكثر من الأيام الأخرى، لأنه عيدهن. حتى لو كنت تشتري شيئاً ما من مركز تجاري، حيث غالبية العاملين من الفتيات والنساء، عليك أن توجه التهنئة بالعيد.
أجواء يوم المرأة العالمي تبدأ في روسيا قبل أسبوع أو أسبوعين، ومثل الفطر بعد المطر، يبدأ باعة الزهور بالانتشار تدريجياً في جميع الأماكن المتاحة، على جانب الطرقات، وعند محطات الحافلات، وداخل أنفاق المترو، وفي الساحات عند بواباته. ورغم انتشار كبير لمحال بيع الزهور في المدن الروسية، إلا أن الشوارع تبدو كلها مع اقتراب يوم المرأة العالمي مثل مركز تجاري ضخم، مختص ببيع الزهور، لا سيما «التوليب» من مختلف الألوان، وزهور شجرة «الميموزا الصفراء»، التي تُعد أهم هدايا يوم المرأة العالمي، وفق التقليد السائد في روسيا. هذه هي أجواء يوم المرأة العالمي في روسيا هذا العام، وكما في كل عام. وفي السنوات الأخيرة، تتزايد محاولات استغلال المناسبة لأغراض تجارية، إذ تبدأ الإعلانات عن تخفيضات على المواد التجميلية، والأدوات الكهربائية المنزلية، وكل سلعة يمكن تقديمها هدية للمرأة في عيدها. حتى المطاعم والمتاحف والمقاهي، تقدم عروضاً خاصة للسيدات في عيدهنّ. ويلاقي هذا كله إقبالاً من الرجال في روسيا.
وكما هي العادة في كل عام، يشكل يوم المرأة العالمي فرصة مناسبة لدراسات حول نظرة المجتمع للمرأة. وكان لافتاً أن كشفت دراسة نُشرت أخيراً عن عدم تقبل النسبة الأكبر من المواطنين الروس لرؤية امرأة في منصب قيادي، وتباين في وجهات النظر بين الرجال والنساء بشأن «توفير شروط متساوية للجنسين للصعود مهنياً».
وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أعده مركز «ليفادا» الروسي للدراسات، بالتعاون مع «مركز عموم روسيا لاستطلاع الرأي»، تراجعاً من 32 في المائة عام 2016، حتى 21 في المائة فقط ربيع العام الحالي، على نسبة المواطنين الذين يريدون، أو لا يمانعون، رؤية سيدة تعمل في المناصب القيادية العليا في البلاد.
وتراجعت نسبة المواطنين الذين يريدون رؤية سيدة في منصب رئيس الحكومة من 55 في المائة عام 2016، حتى 31 في المائة العام الحالي.
ويرى 36 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي أنّ المرأة التي تعمل في السياسة، أو القيادة السياسية، يجب أن تتمتع بالذكاء، و29 في المائة قالوا يجب أن تكون نزيهة، وقال 14 في المائة يجب أن تتميز بالحزم.
المواطنون الروس لا يريدون رؤية امرأة في مناصب قيادية
المواطنون الروس لا يريدون رؤية امرأة في مناصب قيادية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة