واصلت أرقام وباء «كورونا» الجديد القفز، وسط توقعات بزيادة المصابين في العاصمة طهران. وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن 591 إصابة جديدة بالفيروس؛ ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 3513 شخصاً. أما الوفيات الجديدة بحسب الوزارة، فبلغت 15 حالة لترتفع الحصيلة إلى 107 حتى منتصف نهار أمس. وذكرت تقارير إعلامية إيرانية أن بين الوفيات المستشار اوزير الخارجية الإيراني، حسن شيخ الإسلام. في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، إن طهران «كذبت على شعبها» بشأن مدى تفشي فيروس كورونا الجديد، معرباً عن استغرابه لرفض طهران المساعدة الأميركية.
وفي مؤتمره الصحافي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، إن «هناك أخباراً سارة، معدّل الشفاء من المرض يرتفع»، معلناً أن 739 شخصاً قد شُفوا منه حتى الآن.
ووجه وزير الصحة سعيد نمكي تحذيراً للأشخاص، بمن فيهم العاملون في الأجهزة الحكومية من ملاحقة قانونية إذا ما تستروا على إصابتهم بالمرض. وقال أيضاً، إن المدارس والجامعات في البلاد ستغلق لمدة شهر للحد من انتشار الوباء. والجامعات مغلقة بالفعل منذ نحو عشرة أيام، وكذلك المدارس في الكثير من المحافظات.
وقال نمكي: «سيتم إغلاق المدارس والجامعات الإيرانية حتى نهاية العام»، أي في 19 مارس (آذار) عندما تبدأ إجازة السنة الجديدة التي تستمر هذا العام حتى أبريل (نيسان). وتشكّل عطلة رأس السنة الفارسية مناسبة للعائلات للاجتماع، وتزداد خلالها حركة السير والتنقل.
وحذر نمكي من أنه «يجب ألا يعتبر الناس (إغلاق المؤسسات المدرسية والجامعية) مناسبة للسفر». فعلى العكس، «عليهم البقاء في بيوتهم والأخذ بتحذيراتنا على محمل الجد»، مضيفاً أن «هذا الفيروس معدٍ بشدّة. الأمر جدي»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
بدورها، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام تمديد إغلاق المراكز الثقافية ودور السينما أسبوعاً آخر. ونقلت صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة، في عددها الصادر أمس عن عضو لجنة الإنفلونزا الاختصاصي بالأمراض المُعدية، مسعود مرداني، قوله، إن 30 إلى 40 في المائة من أهالي طهران قد يصابون بالمرض حتى 20 مارس. ورجّح «وفاة 2 إلى 3 حالات فقط من بين كل مائة حالة».
وأثارت تصريحات المسؤول ردوداً واسعة في شبكات التواصل. وقال الصحافي رضا حقيقت نجاد، عبر «تويتر»، إن ذلك يعني «إصابة 2.5 إلى 3.5 مليون في أفضل الحالات، (ما يعادل) وفاة 80 إلى 100 ألف. كلمة فقط كبيرة جداً ومرعبة».
وجددت السلطات مطالبة الإيرانيين بتجنب مغادرة المنازل «إلا اقتضت الضرورة». وانتقد رئيس لجنة مواجهة تفشي «كورونا» في طهران، علي رضا زالي، استمرار الأنشطة الاجتماعية في العاصمة، بحسب وكالة «مهر». وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور «ليت تشهد حركة المرور والحضور على مستوى المدينة تراجعاً ملحوظاً». وطالب بوقف ثلثي الحركة داخل المدن وبينها.
وبحسب البيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة، فإن المرض الذي انطلق من الصين بات الآن يطال المحافظات الإيرانية كافة، لكن انتشاره الأوسع هو في طهران (1352 إصابة)، وقم في جنوب طهران (386 إصابة)، وجيلان في شمال البلاد (333 حالة)، وأصفهان في وسط إيران (238 حالة).
وفرضت السلطات الحجر الصحي بشكل نسبي في مدينتي مشهد وقم، بإعلان تعطيل الدوائر يوم السبت. ومن المرجح أن تشهد الدوائر الرسمية إغلاقاً محدوداً الأسبوع المقبل.
وسجلت محافظة بوشهر ثلاث حالات أمس لينتشر الوباء في كل المحافظات الـ31 الإيرانية.
وقال مسؤول في وزارة الصحة، إن أكثر من ألفي طبيب أعلنوا استعدادهم لتقديم الخدمات في المراكز الطبية.
وذكرت وكالة «إيسنا»، أن شركة «ماهان للطيران» تواصل رحلاتها إلى الصين، رغم قرار الحكومة الإيرانية في 31 يناير (كانون الثاني) بمنع الرحلات إلى الصين. وردت الشركة في بيان، إن رحلاتها بترخيص من الحكومة، لنقل مساعدات صحية من إيران إلى الصين قبل تفشي الوباء. وقال مسؤول في ماهان، إنها نقلت معدات صحية مؤخراً من الصين.
ودعا نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، إلى تعبئة كل الإمكانات لمواجهة الوباء خلال اتصال هاتفي بحكام المحافظات. وواصلت الحكومة الإيرانية الصمت في التعليق على حالة جهانغيري بعدما وردت أنباء عن إصابته، الأربعاء.
في الأثناء، أفاد موقع «انتخاب» المقرب من الاستخبارات الإيرانية، بأن محمد صدر، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام والمستشار الأعلى لوزير الخارجية أصيب بفيروس كورونا.
وكانت مواقع إيرانية أعلنت عن وفاة أحد المسؤولين في حوزة طهران العلمية، محسن مجتهدي وثاني رجل دين بعد وفاة هادي خسروشاهي، عضو الحوزة العلمية في قم وسفير إيران السابق في الفاتيكان.
وارتفع عدد النواب المصابين بفيروس كورونا إلى 24 نائباً أمس بعد تأكيد إصابة النائبة عن مدينة طهران، زهره الهيان. وقالت وكالة «فارس» الإيرانية، إنها تتلقى العلاج في مستشفى «مسيح دانشوري»، المخصص للمسؤولين الإيرانيين.
وقال اتحاد السباحة الإيرانية، إن عضو هيئة رئاسة الاتحاد جواد كريمي توفي جراء الإصابة بفيروس كورونا، وفقاً لبيان رسمي تناقلته وكالات إيرانية.
وأخذت فرضيات حول أسباب تفشي الوباء أبعاداً جديدة، عندما قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، أمس، إن فيروس «كورونا قد يكون ناتجاً من حرب بيولوجية أميركية».
وكان سلامي يتحدث في مراسم لقواته بمدينة كرمان، قبل أن تتناقل وكالات رسمية صوراً له فوق قبر قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني الذي قُتل بضربة جوية أميركية في بداية يناير. وقال سلامي «سننتصر، وعلى أميركا التي قامت بهذا العمل أن تعلم أنه سيعود إليها، وإن لم يكن عمل أميركا ستتم السيطرة عليه». في المقابل، قال المبعوث الأميركي هوك، إن طهران «كذبت على شعبها» بشأن مدى تفشي فيروس كورونا الجديد، معرباً عن استغرابه لرفض طهران المساعدة الأميركية. وأوضح هوك لصحافيين خلال زيارة لباريس للتنسيق مع الدول الأوروبية «إيران كذبت على شعبها حول فيروس كورونا. قالت لهم إنه لا ينبغي القلق منه، لكن في تلك الأثناء كان الفيروس ينتشر في أرجاء إيران». وأكد «اليوم ونتيجة سوء إدارة الحكومة وعدم اعتمادها الشفافية مع شعبها، تسجل في إيران واحدة من أسوأ عمليات تفشٍ لفيروس كورونا».
وعرضت الولايات المتحدة، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إيران منذ أزمة احتجاز الرهائن في سفارتها بعد الثورة الإسلامية عام 1979، المساعدة على إيران لمحاربة انتشار الفيروس، إلا أن طهران رفضت العرض. وحمّل الرئيس الإيراني حسن روحاني العقوبات الأميركية مسؤولية حرمان الإيرانيين من الأدوية. وأكد هوك «نعرف أن لديهم نواقص في نظامهم الصحي، وأردنا أن نعوض هذا النقص وكنا نتمنى لو قبلوا عرضنا الصادق». ونشر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، عبر «تويتر» تغريدة قال فيها، إن «مهمة أعداء الشعب الإيراني هي تعزيز تأثير فيروس كورونا عن طريق إضعاف قدرة التحمّل النفسية للشعب». وقال إن «الصحة النفسية للشعب الإيراني تتعرّض لهجمة إعلامية»، متهماً وسائل الإعلام الأجنبية بالوقوف وراءها. واعتبرها تهدف إلى «إضعاف القدرة الجسدية لأجسام أبناء الشعب»، وقال «أكذوبة التكتم الكبرى تشكل مفتاح الضربة للصحة النفسية للإيرانيين».
على نقيض ذلك، رفض عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان، حسن بيغي، النظرة الأمنية لتفشي الوباء، قائلاً، إنها «قضية عامة وصحية».
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن المفوض الخاص بوزير الصحة في محافظة جيلان، مهدي شادنوش، أن «الخطر فيروس في كل المحافظة مرتفع والكل يواجه مخاطر». وقال إن بعض الأشخاص «فقدوا الآباء والأمهات وأعزاءهم خلال فترة قصيرة، والآن لديهم أعزاء في المستشفى»، لافتاً إلى أن هؤلاء يرغبون في إيصال رسالة للمواطنين بالبقاء المنازل.
وقال رئيس كتلة «حقوق المواطنة» في البرلمان الإيراني، عبد الكريم حسين زاده، عبر حسابه في «تويتر»، إن «الجثث تتراكم في قم»، مشيراً إلى أن «محنة أهالي مدينة رشت (مركز جيلان) دليل على العجز الذي حدث على صعيد توعية الناس وتحذيرهم في الوقت المناسب من (كورونا)».
وخاطب حسين زاده السلطات قائلاً، إنكم «لم تفرضوا الحجر على المدن، والآن نواجه ذروة التفشي، على الأقل افرضوا حجراً منزلياً في قم ورشت لكي لا نكسر الرقم القياسي العالمي في قتلى (كورونا)».
وأعلنت الشرطة في طهران اعتقال 43 متهماً باحتكار المواد الصحية. وبدوره، قال قائد الشرطة الإلكترونية، وحيد مجيد، إن الشرطة أحصت 421 حالة إصابة.
واشنطن تتهم إيران بـ«الكذب على شعبها» حول مدى تفشي «كورونا»
حصيلة الوفيات تتجاوز عتبة المائة... بينهم مستشار سابق لوزير الخارجية
واشنطن تتهم إيران بـ«الكذب على شعبها» حول مدى تفشي «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة