مقتل قياديين من «حزب الله» في إدلب بقصف تركي

استمرار المعارك بين قوات النظام بغطاء روسي وفصائل معارضة تدعمها أنقرة

دمار جراء القصف السوري والروسي على بليون في ريف إدلب (أ.ف.ب)
دمار جراء القصف السوري والروسي على بليون في ريف إدلب (أ.ف.ب)
TT

مقتل قياديين من «حزب الله» في إدلب بقصف تركي

دمار جراء القصف السوري والروسي على بليون في ريف إدلب (أ.ف.ب)
دمار جراء القصف السوري والروسي على بليون في ريف إدلب (أ.ف.ب)

قال قائد عسكري في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد إن ضربات نفذتها تركيا على شمال غربي سوريا في وقت متأخر الجمعة أدت إلى مقتل 9 من أعضاء «حزب الله»، وإصابة 30 آخرين، في وقت استمرت فيه المعارك والقصف في سراقب وفي جبل الزاوية.
وأضاف القائد العسكري، السبت، أن الضربات التركية استهدفت مقراً لـ«حزب الله» قرب مدينة سراقب في إدلب، بؤرة القتال في الأيام القليلة الماضية، باستخدام قذائف ذكية وطائرات مسيرة.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري وحلفائه جراء القصف الجوي والبري من قبل القوات التركية، خلال الـ24 ساعة الفائتة، إلى 48، بينهم 11 ضابطاً. كما قُتل 14 عنصراً وقيادياً في «حزب الله» اللبناني؛ قُتلوا جميعاً باستهدافات جوية وبرية تركية على مواقع متفرقة ضمن ريفي حلب وإدلب.
وحسب «المرصد السوري»، فإن عدد الذين قُتلوا مرشح للارتفاع، لوجود عشرات الجرحى «بعضهم في حالات خطرة»، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين. وتسببت الاستهدافات التركية كذلك بتدمير ما لا يقل عن 13 آلية عسكرية لقوات النظام.
وتواصل القصف التركي المكثف على مواقع تابعة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف مدينة سراقب، ومناطق أخرى بالريف الإدلبي، رداً على هجمات نُسِبَت إلى دمشق الخميس الماضي، وقُتِل فيها -بحسب أنقرة- 34 جندياً تركياً.
وتتواصل المعارك في محيط سراقب، وسط قصف مدفعي تركي، وقصف من طائرات الروس؛ حيث استهدفت سرمين وقميناس في محيط سراقب. وبذلك، يرتفع عدد الغارات إلى 114 استهدفت مدينة سراقب ومحيطها، والترنبة، ومناطق في جبل الزاوية وغرب إدلب. كما ارتفع عدد الغارات من طائرات النظام الحربية إلى 12، استهدفت سراقب وسرمين بريف إدلب.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، أول من أمس، مقتل أحد جنودها، وإصابة اثنين آخرين، في قصف مدفعي لقوات النظام في إدلب، وأكدت أن الجيش التركي يواصل قصف الأهداف العسكرية للنظام السوري بالمنطقة، وأنه تم تحييد 56 عنصراً من قوات النظام السوري، في إطار الرد على الهجوم الذي وقع ليل الخميس على الجنود الأتراك. وأضافت أنه تم أيضاً تدمير 8 دبابات، و4 عربات مدرعة، و5 مدافع، وراجمتي صواريخ.



المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
TT

المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)

تبحث أميرة الطويل في صيدليات قطاع غزة عن حليب لإطعام طفلها يوسف، الذي يحتاج إلى علاج وغذاء، لكن كل محاولاتها لتأمينه باءت بالفشل. يستلقي يوسف بجسده النحيل على السرير في مستشفى الأقصى في دير البلح وقد ربطت رجله بحقن وريدية.

تقول الطويل لوكالة الصحافة الفرنسية: «يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوفر نهائياً». وتضيف الأم: «أُطعمه حالياً بعض القمح، لكن لا حليب. هذا ما يجعله يعاني من الانتفاخ، طلبوا مني أن أجري له فحصاً لحساسية القمح».

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 32 شخصاً بسبب سوء التغذية.

وقالت «منظمة الصحة العالمية»، السبت، إن أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يوماً كاملاً من دون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال 3 أيام.

وقالت المتحدثة باسم «منظمة الصحة العالمية» مارغريت هاريس، في بيان، إن «الأطفال يتضورون جوعاً».

وبحسب منظمات الإغاثة، فإن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة سببه عدم وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إلى من يحتاجون إليها.

إغلاق المعابر

بدأت الحرب في قطاع غزة مع شنّ «حماس» هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر تسبّب بمقتل 1189 شخصاً، معظمهم مدنيون.

وردّت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تشنّ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة، تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36439 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

بعد فحص أجراه مكتب «الأمم المتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لأكثر من 93400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، خلصت النتائج إلى أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حاداً.

وينتشر سوء التغذية في شمال قطاع غزة بشكل خاص حيث لم يتلقَّ من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.

في الأسابيع الأخيرة تم تحويل جزء كبير من المساعدات الغذائية عبر المعابر، وذلك بعد تحذيرات من مجاعة وشيكة.

أما الطفل سيف فقد بدا منهكاً للغاية وبالكاد يستطيع التنفس.

وتقول والدته نهى الخالدي: «طوال الليل وهو يتألم ويعاني المغص والانتفاخ، تم تأجيل العملية التي كانت مقررة له، وهذا يمكن أن يسبب له انفجاراً في الأمعاء».

وتضيف الأم: «نعتمد على ما يأتي من مساعدات لإعطاء الأولاد، وهذا يؤثر كثيراً على صحتهم لأنهم اعتادوا على حليب يتناسب مع أجسادهم».

لكنها تتدارك وهي تحاول حبس دموعها «لا يتوفر أي نوع حليب في الأسواق».

ويؤكد طبيب الأطفال في مستشفى الأقصى، حازم مصطفى، أن إغلاق إسرائيل للمعابر أدى إلى تفاقم الوضع.

ويعدّ معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر، قبل أن تقوم إسرائيل في 7 مايو (أيار) المنصرم بعملية برية وتسيطر على المعبر الحدودي.

ومنذ ذلك الوقت، لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى قطاع غزة، كما لم يتمكن أي من الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج.

ويقول الطبيب مصطفى، وخلفه على شاشة الحاسوب صورة أشعة لقفص صدري لأحد المرضى، إن الأخير يعاني «ضعفاً شديداً في جسمه وسوء نمو بسبب منع الاحتلال دخول الأغذية، وخصوصاً الحليب للأطفال».

ويطالب بـ«إدخال كميات وافرة من الحليب حتى تتمكن الأمهات من إعطاء أطفالهن الغذاء المناسب ليكونوا بصحة جيدة».