رغم صغر سنها، إلا أن الشابة السعودية ريم الحربي استطاعت إثبات كفاءتها، لتصبح اليوم رئيس (لينكدإن) في السعودية، الذي يعد أكبر موقع للشبكات المهنيّة على مستوى العالم، بعد أن عملت مع شركات دولية لأكثر من عشر سنوات في مجالات التسويق والتخطيط الاستراتيجي وتطوير الأعمال. وتوضح الحربي أن الطلبة السعوديين هم أكثر الطلبة مشاركة وتفاعلا على المنصة مقارنة مع المعدّل العالمي.
وتكشف خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الشبكة التي تضم اليوم نحو 3.4 مليون عضو من السعودية، تتجه لطرح مبادرات خاصة بمشاريع الطلبة، إلى جانب التعاون مع الجامعات في سبيل مساعدة الخريجين الجدد.
وتوضح الحربي أن منصة لينكدإن تتضمن أكثر من 675 مليون عضو في العالم، وتقول: «لدينا حالياً 3.4 مليون عضو نشط في السوق السعودية، وأيضاً 39 ألف شركة سعودية على لينكدإن في الوقت الحاضر».
وتشير: «منذ انضمامي إلى لينكدإن عام 2016. تمثلت مسؤولياتي الأساسية في التواصل مع قيادات القطاعين الحكومي والخاص لتمكين الشباب السعودي من الاستفادة من التكنولوجيا وحلولها الرقمية لتطوير قدراته ومهاراته التخصصية في بناء مسارات مهنية ناجحة».
وعن خطط التوسع في السعودية، تقول «نعمل على طرح مبادرتنا الخاصة بمشاريع الطلبة، والتي تشمل تعاوننا مع الجامعات في سبيل مساعدة الخريجين الجدد على بدء مسيرتهم المهنية وتحقيق أهدافهم العملية. كما نعمل على عدد من المبادرات الرقمية التي تعنى بفئات مختلفة في قطاعات العمل، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة وكبار المديرين وغيرهم».
وبهدف إيجاد منصة أكثر فاعلية للسيدات على وجه التحديد، تقول الحربي «أطلقنا عام 2019 حملة (اسمعها مني)، لتسليط الضوء على الكفاءات من السعوديات والتعريف بقدراتهن وطاقاتهن أمام الشركات ومسؤولي التوظيف. وقد ساهمت الحملة في إجراء 100 ألف عملية تسجيل جديدة».
وبسؤالها عن التغيرات التي يشهدها قطاع التوظيف في السعودية، ترى الحربي أنه خلال السنوات القليلة الماضية، بذلت السعودية مجهوداً كبيراً في تنويع اقتصادها والتوسع في قطاعات جديدة. و«شهد عدد من القطاعات زيادة في الطلب على الكفاءات. ومن تلك القطاعات الخدمات المالية والبنية التحتية والترفيه والضيافة والسياحة والرعاية الصحية. علاوة على ذلك، يشهد قطاع التجزئة بالسعودية ازدهاراً ملحوظاً بسبب القوة الشرائية في البلاد ونمو معدلات الاستهلاك».
وكما هي الحال في أسواق عديدة بالعالم، تتأثر السعودية كذلك بصعود التحول الرقمي، بحسب ما تؤكد الحربي، مضيفة «أظهر تقريرنا الأحدث حول الوظائف الناشئة تحولاً كبيراً نحو المهن القائمة على التكنولوجيا في السعودية. فمهن خبير الأمن السيبراني والخبير الرقمي ومهندس البرمجيات الشامل وخبير التسويق الرقمي جميعها مدرجة ضمن أهم 10 وظائف ناشئة في البلاد، وبالتالي فإن المهارات المطلوبة الآن في السوق السعودية تتعلق بالكفاءات التكنولوجية والرقمية».
وتتابع «تمتلك السعودية ميزة فريدة في طبيعتها الديمغرافية التي يغلب عليها عنصر الشباب. فثلاثة أرباع المواطنين السعوديين (75 في المائة من عدد السكان) تقل أعمارهم عن 30 سنة. ولذلك، فإن لدى الشركات المتطلعة إلى دخول السوق السعودية فرصة نوعية للاستفادة من كوادر وقوة عاملة شابة حيوية تمتلك سرعة التعلم والتأقلم وتقدر على رسم خارطة مستقبل المملكة».
3.4 مليون عضو في «لينكدإن» من السعودية... والتحول الرقمي يفرض خريطة مهن جديدة
3.4 مليون عضو في «لينكدإن» من السعودية... والتحول الرقمي يفرض خريطة مهن جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة