موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب

يجيدون العزف على مجموعة كبيرة من الآلات

زينة الحمارنة تعزف على آلة القانون
زينة الحمارنة تعزف على آلة القانون
TT

موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب

زينة الحمارنة تعزف على آلة القانون
زينة الحمارنة تعزف على آلة القانون

داخل قاعة صغيرة في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى الواقع وسط مدينة غزة، تجتمع مجموعة من العازفين والمتدربين، الذين يصلون الليل بالنهار لإكمال تدريباتهم في العزف على الآلات الموسيقية الشرقية والغربية، استعداداً للخروج في حفلات موسيقيّة عامّة خلال الفترات القادمة، يرفعون خلالها أصواتهم وأنغامهم، التي تعبر عن السلام والحب، وتلعن صوت الحرب.
الفتاة زينة الحمارنة (17 سنة)، تعلمت منذ الصغر العزف على آلة القانون التي أضحت مع الوقت تشكل جزءاً من حياتها، تروي لـ«الشرق الأوسط»: «العزف هو ملجئي كلّما عاشت غزة توتراً وتصعيداً عسكرياً، وأحاول من خلاله القفز عن كلّ المعيقات التي تواجهني في كلّ تفاصيل الحياة»، موضحة أنّها تقضي يومياً أكثر من ساعة في التدرب عليه، لتكون جاهزة في كلّ وقت للخروج في عروضٍ موسيقية أمام مختلف الناس. وتلفت إلى أنّها شاركت خلال السنوات الفائتة في عدد من المهرجانات المحلية، إلى جانب الفرقة التابعة لمعهد إدوارد سعيد الذي يمتلك فروعاً في عدد من المدن الفلسطينية، وهو المكان الذي تتدرب فيه على الآلات الوترية بشكلٍ شبه يومي، مشيرة إلى أنّها تلحظ الدهشة في عيون الناس حين تمر في الطريق والشوارع وتكون حاملة لحقيبة القانون الخاص بها، والذي امتلكته قبل عدّة سنوات، لتتمكن من تطوير قدراتها بشكلٍ أفضل.
وتصادف وقت وجود زينة في حصص التدريب خلال الفترات الماضية، مع عدد من التصعيدات الإسرائيلية التي تم فيها قصف المباني وتدميرها، وتنوه إلى أنّهم كفريق، وعلى الرغم من تلك الأصوات المرعبة كانوا يستمرون بالعزف والغناء، لأنّهم يعلمون جيداً أنّ استمرارهم في رسالتهم المليئة بالفرح، يسهم بشكلٍ كبير في التقليل من الآثار النفسية لتلك الاعتداءات وتزيد من حماسهم وقدرتهم على التحمل.
على جنبٍ داخل الغرفة المليئة بالآلات الموسيقية والعازفين، كانت تجلس الفنانة يارا أيوب (18 سنة)، تُصغي بتركيز واندماج خلال الاستماع للألحان الموسيقية التي يعزفها زملاؤها، لتربط بينها وبين ما تدربت على عزفه عبر آلة الجيتار الغربية، إذ أنّها بدأت منذ نحو ثماني سنوات بالتعلّم عليها، وتُنبّه إلى أنّها تدّربت كذلك قبل سنوات قليلة على العزف على آلة «الناي» الشرقية، وذلك إلى جانب إجادتها للغناء.
وتسرد الحمارنة لـ«الشرق الأوسط»: «كثير من الصعوبات نواجهها كموسيقيين في قطاع غزة، أهمها الجو العام، الذي يكون في كثير من الأحيان غير محفز على الأداء والعروض الموسيقية، ونواجه كذلك عقبات لها علاقة بعدم توفر الآلات داخل القطاع»، مبيّنة أنّهم في حال أرادوا السفر للمشاركة في عروض خارجية لا يتمكنون من ذلك بسبب إغلاق المعابر والحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
أمّا عازف العود عز الدين خليفة (18 سنة)، وهو من بين الشباب الذين يتشاركون العزف والتدريب مع الفتيات، يتحدث لـ«الشرق الأوسط»: «منذ الصغر أجيد الغناء والعزف، وأعتقد أنّ البيئة الغزّية بشكلٍ عام تمتلك القدرة على تنمية المواهب والقدرات الفنية، لا سيما أنّ التناقض هو السمة العامة التي يتفق فيها مختلف التفاصيل الحياتية، فعلى سبيل المثال، قد نجد عريساً فرحاً بزفافه بعد مرور شهور معدودة على استشهاد أخيه». ويؤكّد، وهو الذي يعزف على آلة العود الشرقية ويمتلك قدرات غنائية وصوتاً شجّياً، أنّ ذلك التناقض لا يعني أنّ السكان غير مبالين ولا يمتلكون مشاعر، بل هو دليل على قدرتهم على تحدي كلّ الظروف والنهوض من جديد، شارحاً أنّهم يتعرّضون أحياناً لانتقادات مجتمعية بسبب اختلاط التدريبات والعروض بينهم وبين الفتيات، لكنّ ذلك لا يؤثر عليهم كونهم يعلمون أنّ الناس يغيّرون نظرتهم كلما شاهدوا أداءً مميزاً منهم.
من جهته، يقول الدكتور الموسيقي إسماعيل داود لـ«الشرق الأوسط»: «منذ عدّة سنوات تعمل إدارة معهد إدوارد سعيد على تعزيز فكرة حبّ الموسيقى وتقبّلها في أوساط المجتمع الفلسطيني من خلال إقامة العروض المحلية، وتشجيع فكرة تعلّم الأطفال للموسيقى في أوساط الأهالي، وفتح الباب أمامهم من أجل الانضمام لفرق المعهد المختلفة»، موضحاً أنّ فتيات الفرقة والمعهد يواجهن عدداً من العقبات التي تقف في طريق استمرارهن بتعلّم الموسيقى، أهمها العادات والتقاليد التي تقيّد الفتيات.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».