أعن مسؤول أميركي أمس (الثلاثاء) أنّ الولايات المتحدة تتوقّع انتشار وباء كورونا المستجدّ على أراضيها وهي تشجّع لهذه الغاية كل المدارس والجامعات والمؤسسات والحكومات المحليّة على اعتماد إجراءات وقائية مثل إلغاء المناسبات العامة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت نانسي ميسونييه، المسؤولة في المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها للصحافيين: «في نهاية المطاف، نتوقّع أن ينتشر الوباء في هذا البلد». وأضافت: «السؤال لم يعد حقّاً ما إذا كان سيحدث ذلك، بل متى سيحدث، وكم من الناس في هذا البلد سيكون مرضهم خطراً».
وتأتي هذه التصريحات العلنية، الأكثر إثارة للقلق من سابقاتها، في وقت يتصاعد فيه الخوف من انتشار وبائي للفيروس على نطاق دولي.
وأضافت ميسونييه أنّه نظراً لعدم وجود لقاح أو دواء ضدّ الفيروس المستجدّ، فإنّ «أهمّ الأدوات في استجابتنا لهذا الفيروس ستكون التدابير الوقائية غير الدوائية». وأوضحت أنّ هذه التدابير ستختلف باختلاف الأوضاع والأماكن التي سيصل إليها الوباء ومدى خطورة تفشيّه فيها. وقالت: «بالنسبة للمدارس، فإنّ أحد الخيارات يمكن أن يكون توزيع الطلاب على مجموعات أصغر عدداً، وفي حالة حدوث وباء شديد يمكن إغلاق المدارس وتدريس التلامذة عبر الإنترنت». وبينت «بالنسبة للبالغين، يمكن للشركات استبدال المقابلات وجهاً لوجه بمقابلات عبر الفيديو ومؤتمرات عن بُعد وتقديم المزيد من الخيارات لموظفيها للتواصل عن بعد».
ولفتت المسؤولة إلى أنّه على نطاق أوسع، قد تضطر بعض المدن إلى إلغاء المناسبات والأحداث العامة المزدحمة، كما يمكن للمستشفيات أن تؤخّر بعض الإجراءات الطبية وأن تزيد الاستشارات عبر الهاتف.
بدورها، قالت الدكتورة آن شوشات، النائبة الأولى لمدير المراكز الأميركية في مؤتمر عبر الهاتف في وقت لاحق أمس، إنه بينما لا يزال الخطر المباشر في الولايات المتحدة منخفضاً، فإن الوضع العالمي الراهن يشير إلى أنه من المحتمل حدوث جائحة، وفقاً لوكالة «رويترز». وتابعت «لم يعد السؤال هل ستحدث. وإنما أصبح السؤال متى وكم شخصاً سيتأثر».
وفي بيان منفصل، قال أليكس آزار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية للجنة فرعية في مجلس الشيوخ، إنه من المرجح أن يكون هناك مزيد من الحالات في الولايات المتحدة، وطالب المشرعين بالموافقة على تمويل قدره 2.5 مليار دولار لمكافحة التفشي بعد اقتراح تخفيضات في ميزانية وزارة الصحة.
وأعلنت مدينة سان فرانسيسكو الأميركية حالة الطوارئ المحلية بسبب فيروس كورونا رغم عدم وجود إصابات.
وقالت رابع أكبر مدينة في ولاية كاليفورنيا إنها اتخذت هذه الخطوة لتعزيز استعدادها لمواجهة الفيروس وزيادة الوعي العام بالمخاطر.
من جهته، قال رئيس بلدية المدينة لندن بريد في بيان: «رغم عدم وجود حالات مؤكدة بين سكان سان فرانسيسكو فإن الوضع العالمي يتغير بسرعة ونحن بحاجة إلى تعزيز الاستعداد».
ومعظم حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وعددها 14 حالة كانت مرتبطة في الغالب بالسفر للخارج.
وهناك أيضاً 39 إصابة بين أميركيين تم إجلاؤهم من مدينة ووهان الصينية ومن السفينة «دايموند برنسيس» التي كانت خاضعة للحجر الصحي قبالة اليابان.
وظهر فيروس كورونا المستجدّ المسبب لمرض «كوفيد - 19»، بحسب التسمية التي أطلقتها عليه منظمة الصحة العالمية، أولاً في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2019 في مدينة ووهان في سوق لبيع الحيوانات البرية وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير (كانون الثاني).
وبلغ الوباء ذروته في الصين بين 23 يناير و2 فبراير (شباط) حين بدأ عدد الإصابات اليومية يتراجع، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي الصين أصيب بالفيروس أكثر من 78 ألف شخص توفي منهم 2715. ويواصل الفيروس تفشّيه إذ بات منتشراً خارج الصين في أكثر من ثلاثين دولة تسبب فيها بعشرات الوفيات وأكثر من 2500 إصابة.
أميركا تتوقّع تفشي كورونا على أراضيها... وسان فرانسيسكو تعلن «الطوارئ»
أميركا تتوقّع تفشي كورونا على أراضيها... وسان فرانسيسكو تعلن «الطوارئ»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة