«سبايس إكس» تعتزم إرسال 4 سائحين في رحلة للفضاء

مركبة فضائية تابعة لشركة «سبايس إكس» في لوس أنجليس (أ.ف.ب)
مركبة فضائية تابعة لشركة «سبايس إكس» في لوس أنجليس (أ.ف.ب)
TT

«سبايس إكس» تعتزم إرسال 4 سائحين في رحلة للفضاء

مركبة فضائية تابعة لشركة «سبايس إكس» في لوس أنجليس (أ.ف.ب)
مركبة فضائية تابعة لشركة «سبايس إكس» في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

أعلنت شركة «سبايس إكس» الفضائية الأميركية عن شراكة لإرسال 4 سائحين إلى الفضاء في رحلة خاصة حول كوكب الأرض، من دون أن تكشف سعر البطاقة.
ومن أجل ذلك، أبرمت «سبايس إكس» عقداً مع شركة «سبايس أدفانتشرز» ومقرها قرب واشنطن. وكانت هذه الشركة وسيطاً لإرسال 8 سياح إلى محطة الفضاء الدولية عبر وكالة الفضاء الروسية بواسطة صواريخ «سويوز». وكان أول هؤلاء السياح دنيس تيتو العام 2001 وقد دفع مبلغ 20 مليون دولار للإقامة 8 أيام في محطة الفضاء الدولية. وكان آخرهم مؤسس فرقة «سيرك دو سوليي» غي لاليبرتيه في 2009.
وسترسل «سبايس إكس» سياح الفضاء هؤلاء بواسطة مركبتها «كرو دراغن» التي طورتها لنقل رواد وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). ويفترض أن تجري هذه المركبة أول رحلة مأهولة في غضون أشهر قليلة في موعد لم يحدد بعد.
وأوضح بيان «سبايس إكس» أن الرحلات الخاصة هذه لا تشمل الإقامة في محطة الفضاء الدولية.
وأوضحت غوين شوتويل رئيسة «سبايس إكس» التي أسسها الملياردير إلون ماسك: «ستفتح هذه الرحلة التاريخية الباب أمام رحلات فضائية لكل من يحلمون بذلك».
ولم يحدد موعد الرحلة ولا مدتها وبرنامجها إلا أن إريك إندرسون رئيس «سبايس أدفنتشرز» أشار إلى أن الرحلة ستسمح «بالوصول إلى ارتفاع يزيد مرتين عما وصلت إليه مهمات سابقة لرواد مدنيين أو زوار إلى محطة الفضاء الدولية». وتسبح محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 400 كيلومتر في الفضاء.
وفي مجال السياحة الفضائية، تعمل أيضاً شركتا «فيرجين غالاكيك» و«بلو أوريجن» على تطوير مركبات قادرة على القيام برحلات تتجاوز حدود الفضاء (80 إلى 100 كيلومتر بحسب تعريف كل من الشركتين على التوالي) أي على ارتفاع أدنى بكثير مما تعرضه «سبايس إكس» ناقلة لدقائق معدودة مسافرين في مقابل 250 ألف دولار، أو أكثر في حالة «فيرجين غالاكتيك».
أما رحلة «سبايس إكس» فستكون كلفتها أعلى بكثير، وتقدر بعشرات ملايين الدولارات، وستصل إلى ارتفاع مئات الكيلومترات. وستطلق المركبة بواسطة صاروخ «فالكون 9» المستخدم لإطلاق الأقمار الاصطناعية وإرسال الرواد إلى محطة الفضاء الدولية مستقبلاً.
وتطور «بوينغ» كذلك لحساب «ناسا» مركبة «ستارلينر» الفضائية لإرسال مهمات إلى محطة الفضاء الدولية. وقد تسعى «ستارلاينر» في المستقبل إلى تنظيم رحلات خاصة، إلا أن تطويرها يواجه مشكلات كبيرة على صعيد البرمجيات المستخدمة.



السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.