رجاء الجداوي: حياتي كلها «صدفة»... وتقديمي للبرامج إضافة مهمة

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن عادل إمام اختارها لدخول المسرح

الفنانة المصرية رجاء الجداوي
الفنانة المصرية رجاء الجداوي
TT

رجاء الجداوي: حياتي كلها «صدفة»... وتقديمي للبرامج إضافة مهمة

الفنانة المصرية رجاء الجداوي
الفنانة المصرية رجاء الجداوي

قالت الفنانة المصرية رجاء الجداوي، إنّها لم تخطط لتكون ممثلة أو عارضة أزياء بل حدث كل شيء بالصدفة، وكشفت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» عن اعتزازها بإشادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بها في احتفال اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حين قال: «أستاذة رجاء هتفضلي طول عمرك شيك جداً، ليس بـأزيائك فقط، بل في كل شيء»، وردّت رجاء قائلة: «لقد حصلت اليوم على أعلى وسام». كما أكّدت أنّ تكريمها في موسم الرياض الفني وسط نجوم العالم، كان بمثابة لحظة استثنائية في حياتها، واعتبرت تكريمها في الدورة الرابعة من مهرجان أسوان، بمثابة وفاء لمشوارها الفني الذي تعتز به.

موسم الرياض
وعن تكريمها في موسم الرياض الفني بالمملكة العربية السعودية، ضمن نخبة من نجوم السينما العربية والعالمية، تقول: «لم أكن قد أعددت كلمة لأقولها في تكريمي وتعلقت عيناي بمجرد دخولي المسرح بالسلم، الذي كان بلا قوائم جانبية، وقلت لنفسي كيف سأصعد إلى المسرح حين ينادى اسمي، ربما أقع في أثناء صعودي وأتعرض للحرج، وحينما ذكروا اسمي، توجهت إلى المسرح في قلق، لكني فوجئت بالفنان العالمي فان دام، يتجه إليّ ويأخذ بيدي لأصعد المسرح، فقلت الحمد لله وتبددت مخاوفي، وكانت الإعلامية بوسي شلبي حاضرة الاحتفال، فهتفت باسمي فإذا بالتصفيق يدوّي في الصالة ويقف الفنانون من كل دول العالم لتحيّتي، ونزلت دموعي، ولاحظها الجميع فزاد تصفيقهم، فقلتُ وأنا متأثرة: نحن تجمعنا اليوم بالحب، والحب هو الذي سيجعلنا نعبر كل المصاعب، وحينما اتّجهت للنزول من على المسرح جاء جاكي شان ليساعدني، كما استقبلني النجم أكوا مان، والحقيقة كانت لحظات جميلة، وسعدت جداً بالتطور الثقافي والفني في السعودية».

دخول الفن صدفة
تكريم رجاء الجداوي يفتح الباب أمام ذكريات عن البدايات لم تفارقها أبداً ولا تزال ماثلة أمام عينيها. تعترف قائلة: «حقيقةً لم أخطط لشيء في حياتي، بل جاء كل شيء بالصّدفة، فقد عشت سنوات طفولتي مع خالتي الفنانة تحية كاريوكا، وألحقتني بمدرسة فرنسية داخلية، وكنت متفوقة وأحرزت المركز السادس في المدرسة على مستوى القُطر المصري، وكنت أتطلع لاستكمال دراستي في جامعة السوربون بفرنسا، وخلال حضوري إحدى الحفلات مع والدتي وشقيقتي في حديقة الأندلس وكان عمري وقتها 15 سنة، كان الحفل لاختيار فتاة لتفوز بلقب سمراء القاهرة، ولم يجدوا فتاة مناسبة بين المتقدمات، فبدأوا البحث بين الحاضرين، وفوجئت بهم يختارونني وقالوا: إنها خطوة لاختيارك (ملكة جمال القطن المصري)، الذي كان وقتها ملك الأقطان في العالم، وكانت تصفيات المسابقة ستجري في باريس، ووجدتها فرصة لأسافر لاستكمال دراستي وشاركت في المسابقة، وأُعجب أعضاء لجنة التحكيم بلباقتي، واختاروني ملكة جمال القطن، وخلال الحفل كان المخرج هنري بركات حاضراً فاختارني لأؤدي دور (خديجة) ابنة المأمور، في فيلم (دعاء لكروان)، أمام فاتن حمامة، كما اختارني في نفس الليلة بيير كلوفس مصمم الأزياء اليوناني الشهير، لأعمل كعارضة أزياء، وأثار هذا الأمر غضب خالتي تحية كاريوكا، لكن كان لا بد أن أعمل لأن والدتي كانت تحتاج إلى المال».
عاشت الجداوي حياتها بين عالمين، وتحدّت نفسها بهما وهما التمثيل وعرض الأزياء، وتواصل حديثها: «نجحتُ كعارضة أزياء وكنت أسافر كل عام عدة مرات، وأحياناً كمرافقة لرئيس الجمهورية لتسويق القطن المصري في الخارج، وسافرتُ إلى باريس كعارضة أزياء وعملتُ لسبعة أشهر لدى مصمم الأزياء العالمي بيير كاردان، كما عملت لفترة قبلها في مجال الترجمة بجريدة (بروجريه إيجيبسيان) وكنت أتولى ترجمة الإعلانات من العربية إلى الفرنسية، والتقاني في إحدى المرات مساعد المخرج أحمد بدرخان ورشّحني للمشاركة في فيلم (غريبة) مع نجاة الصغيرة، ثم شاركت في فيلم (إشاعة حب) مع سعاد حسني، وعمر الشريف، وكان المخرجون يرشحونني في تلك الفترة لأدوار الفتاة الأرستقراطية، بحكم ثقافتي الفرنسية، لكنّ علاقتي بالسينما بدأت تتوتر لأنّني كنت على سفر دائم مع عروض الأزياء، فكانت تُسند إليَّ الأدوار الثانية، وليست البطولة، والحقيقة أنّه لم يظلمني أحد، لأنّه فعلاً كما يقول المثل (أبو بالين كداب)، وشعرت بأنني إمبراطورة في عروض الأزياء، وأميرة في السينما».

أول لقاء مع فاتن حمامة
وفي أول لقاء لها مع فاتن حمامة حدثت مشكلة، وحصلت على أول درس في التمثيل من فاتن حمامة، وكما تقول: «واجهت مشكلة عند تصوير أول أفلامي (دعاء الكروان)، فقد استعانوا بمن يُصلح لي مخارج الألفاظ ويدرّبني على نطق الحوار بشكل سليم، وفي أول يوم تصوير جمعني مشهد بالسيدة العظيمة فاتن حمامة، وكنّا نصور في الحديقة، كنت أجلس على كرسي بينما تجلس هي على الأرض فسألتني: كيف ستقولين الحوار؟ فبدأتُ أقرأ، فقالت: لا بد أن يشعر المشاهد بالدموع في صوتك. وبدت الدهشة على وجهي فأخذتْ تقرأ بصوت مبحوح، فكان هذا أول درس لي في الأداء والتعامل مع الآخر».

مسرح عادل إمام
أمّا الصدفة الثالثة في حياة الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، فكانت مع الفنان الكبير عادل إمام، وترويها قائلة: «كنت أحضر عشاءً في منزل الفنان الراحل فريد شوقي، وكان النجم عادل إمام من بين الحضور ووجدته يقول لي: ستعملين معي في المسرح. فسألته وأنا مندهشة: أنا...! قال: نعم، دمّك خفيف ولديكِ حضور جيد. ورشحني لمسرحية (الواد سيد الشغال)، وفي هذا الوقت كنت قد أُصبت بورم في الغدة الدرقية وتسبب العلاج في زيادة وزني فانسحبت من عروض الأزياء، وتفرغت للمسرح وقدمنا المسرحية على مدى 8 سنوات طفنا خلالها مختلف دول العالم، وتوقفت المسرحية وهي في قمة نجاحها، وقد تعلمت من تجربتي مع عادل إمام أنّ المسرح قمة في الالتزام».
وعن عملها في تقديم البرامج تقول الجداوي: «طلب بعض مسؤولي قناة (أوربت) مني أن أشارك عمرو أديب ونرفانا إدريس في تقديم برنامج التوك شو (القاهرة اليوم). وبعدها انتقلت وعمرو أديب إلى قناة (أون)، واستقر بنا المقام أخيراً في قناة (إم بي سي مصر)، وأشارك في تقديم فقرة أسبوعية، وقبل أيام قدّمت حلقة من برنامج (الحكاية) بمفردي لسفر أديب إلى واشنطن». وفي الإذاعة تقدم الجداوي برنامجاً أسبوعياً على راديو «90/ 90» بعنوان «وأنتم بصحة وسعادة»، مع سالي سعيد، تتناول فيه مختلف الحكايات التي تُطرح في المجتمع، وعن ذلك تقول: «أؤمن تماماً بأن الصّحة والتعليم مفتاح تقدم أي مجتمع ولذا نطرح من خلال البرنامج كل ما يمسّ هاتين القضيتين، وأنا أعد عملي الإعلامي إضافةً مهمة في مشواري».
وبدأت رجاء الجداوي قبل أيام تصوير مسلسل درامي لرمضان المقبل اسمه «لعبة النسيان» مع دينا الشربيني وأحمد السعدني وإياد نصار، وإخراج هاني خليفة، وتقول عنه: «عملت من قبل مع دينا الشربيني في مسلسل (غراند أوتيل) وهي ممثلة موهوبة، وأؤدي في المسلسل الجديد شخصية مديرة المنزل، وهي شخصية جديدة عليَّ، والحقيقة أنّني لا أقبل الوجود في عمل دون أن يكون دوري حيوياً ومؤثراً في الأحداث، وقد مرّ عليّ وقت لم أجد أدوراً جيدة وكنت مكتئبة، فالبقاء في البيت يُشعرني بأنّني كبرت فعلاً، والسينما العالمية تكتب أدواراً للممثّلين الكبار أمثال آل باتشينو، وروبرت دي نيرو، وعندنا تتحوّل أدوار الكبار إلى هامشية».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.