كاظم الساهر يمزج «عيد الحب» برسالة مساندة للمتظاهرين في العراق

صدح بباقة من أجمل قصائده المغناة في حفلي جدة والرياض ونشر الدفء بالمكان

الساهر يرمي شاله إلى جمهوره بالرياض (الشرق الأوسط)  -  القيصر مرتدياً الشال على عنقه في إشارة إلى برودة الأجواء خلال إحيائه حفله الغنائي في الرياض (تصوير: بشير صالح)
الساهر يرمي شاله إلى جمهوره بالرياض (الشرق الأوسط) - القيصر مرتدياً الشال على عنقه في إشارة إلى برودة الأجواء خلال إحيائه حفله الغنائي في الرياض (تصوير: بشير صالح)
TT

كاظم الساهر يمزج «عيد الحب» برسالة مساندة للمتظاهرين في العراق

الساهر يرمي شاله إلى جمهوره بالرياض (الشرق الأوسط)  -  القيصر مرتدياً الشال على عنقه في إشارة إلى برودة الأجواء خلال إحيائه حفله الغنائي في الرياض (تصوير: بشير صالح)
الساهر يرمي شاله إلى جمهوره بالرياض (الشرق الأوسط) - القيصر مرتدياً الشال على عنقه في إشارة إلى برودة الأجواء خلال إحيائه حفله الغنائي في الرياض (تصوير: بشير صالح)

استحضر الفنان العراقي كاظم الساهر، هموم وأوضاع بلاده أمام الجمهور السعودي في المدينة الساحلية جدة، في الحفل الغنائي الذي أحياه تزامناً مع الاحتفالات ببهجة يوم الحب، موجهاً رسالة مساندة ودعم للمتظاهرين العراقيين، مع الاحتجاجات التي تشهدها بغداد ومدن أخرى.
وقال الساهر، خلال الحفل الذي شهد حضور الآلاف لمدرجات مسرح سماء الغربية، «أريد أن أقدم من خلالكم تحية لشباب العراق، وهم يحتفلون بعيد الحب بساحاتهم، وبإيمانهم، وبعطائهم، وبمطالبتهم بحقوقهم وحقوق الآخرين، وحقوق الأطفال»، وأضاف: «الله يحفظ بلدنا، ويرعاها، والله يحفظهم».
واعتلى الساهر، المسرح، وسط ترحيب الحضور الذين اعتلت ملامح اللهفة والانتظار لسماع أجمل أغاني الفنان الطربية، وسط حماس منقطع النظير شهده الحفل الذي أقيم برعاية الهيئة العامة للترفيه، ضمن جولة القيصر الغنائية التي امتدت ليومين بين مدينتي الرياض وجدة.
وقدم الساهر، خلال الحفل الذي امتد لـ3 ساعات متواصلة، باقة من أشهر قصائده المغناة، وسط تفاعل الجمهور الحاضر بمشاركة الفنان ترديد أغانيه، منها «مدرسة الحب» و«أكرهها» و«حافية القدمين» و«إني خيرتك»، بينما وجه التحية والشكر للجمهور الحاضر، معبراً لهم عن سعادته الغامرة لغنائهم معه، والتفاعل والاحتفاء الذي وجده من قبلهم.
وأدى الفنان كاظم الساهر، الملقب بـ«القيصر»، خلال الحفل 14 أغنية، كان من ضمنها: «الليلة إحساسي غريب، وقولي أحبك، واقعد راحة، وما احبك بعد روح، ووين آخذك ويا كل العشق»، قبل أن يقدم أغنيته الجديدة «آه وآهين»، التي تغنى بها للمرة الأولى قبل أن يخاطب الجمهور ممازحاً «نريد نغني أغاني مو كلها قصائد»، مستكملاً الليلة الطربية بحزمة من أجمل الأغاني وسط مشاركة الجمهور بأدائها.
كان القيصر أحيى حفلاً بالعاصمة السعودية الرياض، يوم الأربعاء الماضي، الذي سبق حفله بجدة، وذلك بعد غيابه عن موسم الرياض، حيث شهد حضوراً لافتاً لمحبيه. ورغم برودة الأجواء في العاصمة السعودية، نشر الساهر الدفء في المكان، بكلماته وألحانه وصوته العذب، فيما شاركه الجمهور الغناء واختيار الأغاني، ليخاطب القيصر أحد الجماهير الحاضرة للمسرح: «شو تحتاج الشال؟ أعطيك الشال هسه هسه».
وتخلى الساهر عن شاله، الذي كان يرتديه، ورماه على الجمهور على وقع أغنية «قولي أحبك»، فيما علت الصيحات، بينما أعرب الساهر، في تصريحات إعلامية، عن سعادته بالوجود بين الجمهور السعودي، وقال: «شكراً للشعب السعودي، ولرئيس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ. سعيد بوجودي على المسرح».


مقالات ذات صلة

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

يوميات الشرق منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

برز «الفلانتين المصري»، أو عيد الحب، على «السوشيال ميديا»، وتصدّر «الترند» على «غوغل» بمصر، الاثنين، بينما اختفت مظاهره في الشارع.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الحب يمكن أن يجعل الناس غافلين عن أخطاء الشريك (رويترز)

بمناسبة «الفالنتاين»... هكذا «يؤثر» الحب في عقولنا

يؤثر الوقوع في الحب في العقل، إذ يستهلك أفكارنا، ويشحن عواطفنا، وأحياناً يجعلنا نتصرف بطريقة لا تتفق مع شخصيتنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تصدّر كولومبيا الزهور إلى نحو 100 دولة (أ.ف.ب)

700 مليون زهرة من كولومبيا إلى العالم في عيد الحب

صدّرت كولومبيا، المُنتِج الرئيسي للزهور في القارة الأميركية، أكثر من 700 مليون زهرة بمناسبة عيد الحب، إلى دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
يوميات الشرق برنار سوفا أشعل حنين اللبنانيين (ستار سيستم)

برنار سوفا يفتتح حفلات الحب بلبنان بسهرة تعبق بالحنين

لفح الحنين اللبنانيين إلى أيام خلت مع أغنيات لم تفارق ذاكرتهم للفرنسي برنار سوفا. وعلى مدى 90 دقيقة، ردّدوا معه كلماتها الرومانسية، فنقلتهم إلى الماضي القريب.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق شيرين تُحيي «عيد الحب» ليلة 17 فبراير في «فوروم دو بيروت» (إنستغرام)

«عيد الحب» في بيروت... منافسة ساخنة بين الحفلات

تُواصل إعلانات حفلات «عيد الحب» في لبنان اكتساح الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. فهي تُقام في بيروت، كما في مناطق أدما وجبيل وريفون وغيرها.

فيفيان حداد (بيروت)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».