بدء العمل على دراسة المسارات والتصاميم لتقنية «هايبرلوب» في السعودية

تعزز مركز المملكة في النقل اللوجيستي إقليمياً... وتربط مدنها والمدن الخليجية

توقيع عقد دراسة أولية للمشروع مع «فيرجن هايبرلوب ون» (تصوير: بشير صالح)
توقيع عقد دراسة أولية للمشروع مع «فيرجن هايبرلوب ون» (تصوير: بشير صالح)
TT

بدء العمل على دراسة المسارات والتصاميم لتقنية «هايبرلوب» في السعودية

توقيع عقد دراسة أولية للمشروع مع «فيرجن هايبرلوب ون» (تصوير: بشير صالح)
توقيع عقد دراسة أولية للمشروع مع «فيرجن هايبرلوب ون» (تصوير: بشير صالح)

يأخذ قطاع النقل في السعودية حيزا كبيرا في رؤية السعودية 2030 في تحويلها إلى مركز نقل لوجيستي إقليمي، عبر مشاريع ضخمة تتوالى يوماً بعد يوم.
وفي إطار الخطوات السعودية لتعزيز ذلك، جرت أمس (الخميس) مراسم توقيع وزارة النقل السعودية عقداً مع شركة (فيرجن هايبرلوب ون)، لنقل تكنولوجيا هايبرلوب إلى السعودية لنقل الركاب والبضائع، حيث تسعى السعودية للاستفادة من هذه التقنية لتطبيقها وربطها لمدن السعودية بالدول الخليجية، وهو ما يعزز توجهات السعودية لتكون مركز لوجيستي في المنطقة.
ووقعت «النقل» عقداً مع شركة فيرجن هايبرلوب ون، الذي بموجبه ستجري «فيرجن هايبرلوب ون» ما تم إعلانه بـ«دراسة أولية» حول استخدام تكنولوجيا هايبرلوب في مجال نقل الركاب والبضائع، إضافة إلى إجراء بحوث مشتركة في علوم وتقنيات الهايبرلوب وتبادل الزيارات الفنية للمسؤولين والمختصين في مجال النقل.
وجاء التوقيع في حفل في حي الطريف التاريخي في الدرعية (غرب الرياض)، بحضور المهندس صالح الجاسر وزير النقل، وإبراهيم الخريف وزير الصناعة، وهارج داليوال العضو المنتدب لشركة فيرجن هايبرلوب ون، حيث يأتي هذا المشروع ضمن أهداف وزارة النقل للتخطيط المستقبلي لأنظمة النقل الحديثة وكذلك استقطاب التقنية الحديثة لتسهيل وتوفير عدة أنماط ذكية للتنقل.
ويسبق هذه الدراسة زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، لمقر الشركة واطلاعه على ما طورته لمقطورة الركاب خلال زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، في العام 2018.
وقال المهندس صالح الجاسر وزير النقل السعودي، خلال حفل توقيع العقد، بأنهم يخطون خطوة جديدة في تشكيل مستقبل الاقتصاد ضمن رؤية 2030. وتطلعات برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية، مضيفاً أن هذا المشروع يأتي ضمن أهداف وزارة النقل للتخطيط المستقبلي لأنظمة النقل الحديثة، حيث يعملون على توفير البنية التحتية اللازمة لتعزيز تكنولوجيا النقل المستقبلي، بهدف تسهيل حركة تنقل الركاب والبضائع.
وأضاف الجاسر أن الخطوة الأولى هي إجراء الدراسات المعمقة لتقييم تطبيق هذه التقنية على أرض الواقع في السعودية، مما يضع الأساس لشبكة مسارات الهايبرلوب، مشيراً إلى أنه بهذه النقلة ستتحقق فوائد لا حصر لها لبلاده. وفي إطار تأكيده على قدرات تكنولوجيا هايبرلوب وإمكانية تطبيقها في السعودية، قال جاي والدر، الرئيس التنفيذي لـ«فيرجن هايبرلوب ون»: «سيكون النظام أكثر كفاءة من ناحية استهلاك الطاقة بعشر مرات مقارنة مع رحلات الطيران لمسافات قصيرة وأكثر كفاءة بنسبة 50 في المائة من القطارات عالية السرعة. وفي الواقع، يمكن تشغيل أنظمة هايبرلوب في المنطقة بالكامل من خلال الألواح الشمسية التي تغطي النفق الخاص بالعربات، وهو ما يجعل هذه التكنولوجيا جذابة بشكل هائل بالنسبة للسعودية التي تتميز بوفرة الشمس فيها على مدار العام».
بدوره، قال هارج داليوال، العضو المنتدب لشركة فيرجن هايبرلوب ون في منطقة الشرق الأوسط والهند، في حديث مع «الشرق الأوسط»، بأنهم يعملون مع وزارة النقل على دراسة المشاريع وتحديد المسارات والتأكد من مناسبتها لتكنولوجيا هايبرلوب والتطوير والتصميم، مشيراً إلى أنه ستستغرق 4 إلى 5 سنوات، وأن العمل على الدراسة سيحدد قيمة المشروع وفقاً لمساراتها وتصاميمها.
وتابع: «تعد هذه الاتفاقية الجديدة مع وزارة النقل في السعودية بمثابة خطوة جديدة نحو تحقيق الرؤية الرامية إلى ربط مدن السعودية ودول منطقة الخليج» وأن تبني القيادة في المملكة للتقنيات الجديدة والمبتكرة تمنح فيرجن هايبرلوب ون وضعاً فريداً باعتبارها شريكاً متميزاً يمتلك أفكاراً تستشرف مستقبل قطاع النقل في القرن الواحد والعشرين. و«يمكن لفيرجن هايبرلوب ون ربط الوجهات الرئيسية في السعودية والمنطقة بأكملها، وهو ما يدعم جهود القيادة المتجددة لتحفيز اقتصاد المملكة وتعزيز مكانتها لتكون في طليعة الابتكار».
وتعد إحدى التقنيات الأكثر تطورا في مجالات النقل، حيث تتسارع عرباتها تدريجياً عبر الدفع الكهربائي من خلال أنبوب منخفض الضغط، وتطفو العربات فوق المسار باستخدام الرفع المغناطيسي وتنزلق بسرعة فائقة تضاهي سرعة الطائرات لمسافات طويلة بسبب السحب الهوائي المنخفض للغاية، حيث تفوق سرعتها 1000 كيلومتر في الساعة، كما تعد هذه التقنية صديقة للبيئة بكفاءة استهلاك الطاقة لهذا النظام الكهربائي بالكامل أفضل بنحو 5 إلى 10 مرات مقارنة بالطائرات.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».