بيوت سعودية تفتح أبوابها لسائحة يابانية في 14 مدينة

آنا آيكو تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن جمال المملكة المخفي وتعمل على إظهاره للعالم

شاركت السائحة آيكو في مسابقة ركوب الجمال لمسافة 650 كم في الربع الخالي... وتحلم أن تنقل الجمال الخفي في السّعودية إلى العالم
شاركت السائحة آيكو في مسابقة ركوب الجمال لمسافة 650 كم في الربع الخالي... وتحلم أن تنقل الجمال الخفي في السّعودية إلى العالم
TT

بيوت سعودية تفتح أبوابها لسائحة يابانية في 14 مدينة

شاركت السائحة آيكو في مسابقة ركوب الجمال لمسافة 650 كم في الربع الخالي... وتحلم أن تنقل الجمال الخفي في السّعودية إلى العالم
شاركت السائحة آيكو في مسابقة ركوب الجمال لمسافة 650 كم في الربع الخالي... وتحلم أن تنقل الجمال الخفي في السّعودية إلى العالم

يقود شغف التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى إلى نوع من التعايش المشترك وخوض تجارب متعددة لفهم بيئات قد تكون غريبة عن البعض، والاستمتاع بمغامرة اكتشاف كل جديد في الطبيعة والعادات والمأكل والمشرب.
سيدة يابانية اختارت شق طريق استكشاف على طريقتها، لتعيش تجربة مميّزة مع السعوديين والسعوديات في منازلهم، مبتعدة عن الفنادق السياحية الفخمة، ولتتعرّف عن قرب وتتلمّس الحياة اليومية للعائلات السعودية أي نستطيع القول إنها أرادت «سَعوَدَة» حياتها.
آنا آيكو، نشأت بين ثقافتين غربية وشرقية (اليابان وفرنسا)، زارت السعودية مرتين وقطعت صحراء الربع الخالي في 26 يوماً، وزارت مختلف مناطق السعودية، وفي حديثها مع «الشرق الأوسط»، أوضحت تفاصيل زيارتها، واصفة أنّ حلمها أصبح واقعاً، فلطالما حلمت بزيارة السعودية من صور متنوعة كانت تملأ منزل عائلتها في العاصمة اليابانية طوكيو، كان والداها قد التقطاها قبل أكثر من 40 سنة، حين كانا يعملان هناك.
تعشق آيكو السعودية وتعرف خصائص الجمال فيها ومكامنه كما تعرف ركوب صحرائها، والسّبب يعود لأيام كثيرة عاشتها في البادية ووفق أحكام الصحراء وقوانينها، حيث لا رفاهية، ولا وفرة بالطعام، وقدرة السير تحت أشعة الشمس الحارة، والتعامل مع العواصف الرملية لدى هبوبها، إضافة إلى تجربتها العيش بين الأسر السعودية، بعد تعرفها بأيام قليلة على صديقات سعوديات.
أوّل زيارة قامت بها السائحة آيكو (40 سنة) إلى السعودية كانت في فبراير (شباط) من عام 2019 حيث بقيت ثلاثة أشهر. وكانت قد جاءت للمشاركة في مسابقة عبور صحراء الربع الخالي على ظهور الجمال، عُرفت باسم «ركايب». وعلى الرّغم من مشقة الرّحلة صمدت آيكو ولم تنسحب كالكثيرين، ووصلت إلى نهاية المسار قاطعة أكثر من 650 كم على مدى 26 يوماً.
تعمل آيكو اليوم على إصدار كتاب عن رحلتها في «ركايب»، وتقول: «أريد أن أظهر للعالم بصور التقطتها. هذا الجمال العربي غير مرئي». وإضافة إلى ذلك، فقد نشرت صوراً عن جمال السعودية عبر صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي مثل «إنستغرام» (@ANNA.AIKO).
جالت آيكو في مدن السعودية وقراها، عابرةً مختلف المناطق من الرياض إلى جدة وتبوك والدمام والخبر والهفوف والأحساء والقصيم والطائف والقنفذة وجازان وجزر فرسان وأبها ووادي الدواسر وغيرها ولم تغفل عنها الأودية والمواقع التي يصعب زيارتها.
ومن الأشياء المثيرة في رحلتها أنّها كانت تعيش معظم أيامها في منازل صديقاتها السعوديات، اللاتي سرعان ما تعرّفن عليها واستضفنها في منازلهن، لتعيش تفاصيل حياة الأسرة السعودية من قلب المنازل.
وها هي آيكو قد عادت مجدداً في يناير (كانون الثاني) الماضي، لحضور مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، وخلال هذه الزيارة مرّت على بعض القرى والمحافظات القريبة من العاصمة الرياض.
وعن انجذابها الكبير للسعوديين وحياتهم، تقول آيكو إنّ والديها عاشا في المملكة مدّة عامين. وكان والدها يتردّد على السعودية في رحلات عمل. مضيفة أنّ الصوّر عن السعودية التي زيّنت جدران منزل أهلها في السعودية حيث ترعرعت، شكّلت لها نوعاً من القصص الخيالية، وأنّ بعض الأفلام والروايات عن المملكة كانت مصدر إلهام لها مثل فيلم «ملكة الصحراء» (Queen of the Desert) والمستكشفون مثل «لورنس العرب». وتتابع أن حلمها بزيارة السعودية بات حقيقة واقعة، واليوم تستطيع بعد تجربتها أن تصف كل هذا الجمال الطبيعي الذي يميّز المملكة بثقافتها وتقاليدها، وتصفه بالجمال المخفي، وهي تسعى وتتمنّى أن تنقله إلى العالم بأسره بصورها، فهي متخصصة في التصميم الغرافيكي إضافةً إلى عملها لسنوات طويلة في مشاريع مع مصورين عالميين.
وتقول آيكو إنّها فوجئت بالمجتمع السعودي، حيث شعر أنها محاطة بالحب، من خلال الترحيب بها وحسن الضيافة، وكيف يساعد الناس بعضهم بعضاً. وتتابع أنّهم «كعائلة كبيرة يعيش أفرادها في مكان واحد»، وهم من ساعدوها على اكتشاف ومشاركة جمال بلادهم.
وعن القواسم الثقافية المشتركة بين السعودية واليابان، تقول آيكو: «متعدّدة هي، بين نمط الترحيب بالضّيف وتكريمه، وثقافة تقديم الشاي نفسها في السعودية كما في اليابان، وهذا الاحترام والرّعاية في التعامل بين أفراد الأسرة، إضافة إلى الاهتمام الكبير بالتراث والثقافة والتقاليد، وفي الوقت نفسه المشاركة في أحدث التقنيات».


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.