هل تتخيل أن ترى «كاوبوي» خليجيا يرتدي ملابس رعاة البقر الأميركيين ويمتطي الخيل منطلقاً في البراري؟... هذا ما يحدث الآن في قرية (ويسترن) في المنامة، التي تقع في منطقة السيف، حيث فتحت أبوابها قبل أيام لتستمر حتى نهاية شهر فبراير (شباط) الحالي، في مظاهرة تمزج بين الثقافة والفن والترفيه، وتروي عطش هواة طقوس (الكاوبوي) الآخذة في التنامي في الخليج مؤخراً.
والويسترن هو مصطلح يُطلق على الغرب الأميركي، وله مدلول واسع الأهمية في الثقافة الأميركية، ويتجاوز حدود كونه فئة من الأفلام التي تتناول الحياة في الغرب الأميركي القديم، بأشكال أخرى من الثقافة الشعبية مثل الإعلانات وكتب القصص المصورة والموسيقى الشعبية وبطولات رعاة البقر. وتمتد المساحة الجغرافية للويسترن لتشمل المكسيك وغرب كندا وآلاسكا وحتى أستراليا.
ويوضح محسن الساعاتي، الرئيس التنفيذي لـ(إيفنت توب) وهي الجهة المنظمة للويسترن، أن اختيار هذه الفكرة جاء لكونها جديدة في البحرين والخليج عموما، بكل ما تحمله من أجواء الهنود الحمر والمكسيك الشبيهة بما يُعرض بأفلام الكاوبوي، ويضيف: «نحن في البحرين لدينا مجموعة من هواة الكاوبوي، الذين يُقدر عددهم بحدود 248 شخصا، ممن لم يجدوا الفرصة لكي يبرزوا، ومن هنا فكرنا بتجميعهم وأسسنا مدينة للكاوبوي».
ويبيّن لـ«الشرق الأوسط» أن ولع البحرينيين بثقافة الويسترن عائد لحبهم للجو الريفي الغربي، مضيفاً: «هم يعيشون وسط الأخشاب، ونحن - البحرينيين - أصحاب المزارع، وداخل كل مزرعة توجد (صندقة) أي غرفة خشبية، يسهر فيها البحرينيون مع الشاي والحلوى، الأمر الذي يتقاطع كثيراً مع أجواء عالم الكابوي».
ويفيد الساعاتي بأنهم عمدوا لجعل مدينة الويسترن مصنوعة بالكامل من الأخشاب، قائلا: «خلقنا المكان واهتممنا بأدق التفاصيل، وكانت لدينا فكرة مدروسة عملنا على تطبيقها، بحيث يكون في كل زاوية فكر ونظرة خاصة، واستغرقنا في العمل شهرا كاملا، والموقع تبلغ مساحة ألفين و48 مترا مربعا». ويضيف: «كثيرون عندما زارونا قالوا لي: نشعر وكأننا في تكساس الأميركية».
ويتوقع الساعاتي أن يتجاوز عدد زوار الويسترن حدود الـ150 ألف زائر مع نهاية الفعالية، بالنظر لكونها تقام في جو معتدل إلى جانب أن الدخول بسعر رمزي يبلغ دينارا بحرينيا واحدا فقط (2.6 دولار)، مع إتاحة الدخول مجانا لكل من يرتدي ملابس الكاوبوي. ويردف: «نتوقع أن تبلغ نسبة السعوديين من مجمل الحضور نحو 75 في المائة، ورأينا منذ الأيام الأولى توافداً كبيراً منهم».
ويعزز ذلك قرب المسافة بين السعودية والبحرين، والتي تجعل منظمي الويسترن يراهنون على ارتفاع ارتياد السعوديين للمكان، وهنا يقول الساعاتي: «اخترنا أن نكون في ضاحية السيف، في وسط المنامة، لنقترب من المعالم الحيوية الجاذبة للسياح، من مجمع السيف ومجمع السيتي سنتر ومجمع البحرين، وعلى مقربة من نحو 15 فندقا، ولقد وزعنا على كل فندق 100 تذكرة مجانية لدخول السعوديين والخليجيين بشكل عام».
ويبلغ عدد المشاركين في الويسترن 34 مشاركا ممن يعرضون منتجاتهم على الزوار، 22 منهم يمثلون المطاعم والمقاهي، والبقية لأركان الإكسسوار والعطور والمنتجات الاستهلاكية، إلى جانب مساحة للنحت على الخشب والرسم على الخشب، والعروض الموسيقية المتنوعة من عازفين ومغنيين يقدمون عروضاً من عمق ثقافة الويسترن.
وتمتلئ قرية الويسترن بالفنانين، منهم الفنان البحريني عادل السهلاوي، الذي أذهل الحضور بقدرته على صنع محافظ النقود الجلدية، حيث يعمل على خياطتها وتجهيزها وكتابة الاسم عليها ثم تسليمها للمتسوق مباشرة. إلى جانب مشاركة الفنانة زهرة الناصر في إبداعات الرسم على الرمل، وفقرة الطبخ المباشر مع الشيف زهرة القبيسي، وغيرها من فنون ممتعة تبهج الزوار.
7:57 دقيقة
قرية لـ«الكاوبوي» بالبحرين في تمازج بين الثقافة والفن والترفيه
https://aawsat.com/home/article/2110681/%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%80%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%88%D8%A8%D9%88%D9%8A%C2%BB-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B2%D8%AC-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%81%D9%8A%D9%87
قرية لـ«الكاوبوي» بالبحرين في تمازج بين الثقافة والفن والترفيه
في محاكاة لروح تكساس الأميركية... والسعوديون يشكلون 75 % من الزوار
- المنامة: إيمان الخطاف
- المنامة: إيمان الخطاف
قرية لـ«الكاوبوي» بالبحرين في تمازج بين الثقافة والفن والترفيه
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة