الأجبان تاج الموائد الأنيقة في المناسبات

أصنافها تعد بالآلاف وأشهرها الفرنسية والإيطالية

مجموعة من أكثر الأجبان مبيعاً في العالم
مجموعة من أكثر الأجبان مبيعاً في العالم
TT

الأجبان تاج الموائد الأنيقة في المناسبات

مجموعة من أكثر الأجبان مبيعاً في العالم
مجموعة من أكثر الأجبان مبيعاً في العالم

يقول مثل فرنسي «وجبة طعام من دون وجود الجبنة هي تماماً كجميلة عوراء». فطبق الأجبان الذي يزين عادة الموائد في مناسبات كثيرة يعدّ من الأساسيات في بلدان أوروبية، كما صحن الزيتون في لبنان. وهناك كثيرون في دول كثيرة، بينها لبنان، يختتمون به جلستهم عند تناول الطعام، بينما يعده آخرون بمثابة حلويات من نوع آخر يتذوقونها بنهم، بعد أن يتركوا لها مكاناً خاصاً عقب وجبة دسمة.
وفي فصل الشتاء، يحلو تناول الأجبان على أنواعها حول المواقد، وضمن جلسات دافئة بين أفراد العائلة الواحدة، ومع الأصدقاء. وتعد أصناف الأجبان في العالم بالآلاف، وتتوزع على أنواع رئيسية، بينها أجبان المزارع والحرفية والصناعية. ولا تملك الأجبان تاريخاً أو مكاناً يحددان تاريخ ومكان ولادتها، ولكن يتردد أن شهرتها بدأت في عام 8000 قبل الميلاد في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا، لا سيما في تركيا ومصر واليونان. أما في أوروبا، فانتشار الأجبان يعود إلى أهاليها في الشمال، إذ أصبحت الغذاء الرئيسي عندهم منذ القرن السادس عشر، لا سيما بين الرهبان البينديكتين الذين يشاركهم فيه الفقراء والفلاحين. ولم يصل الجبن بالفعل إلى ذائقة الأثرياء حتى نهاية العصر القديم، عندما صار طبق الجبن في القرن التاسع عشر يتم تناوله في نهاية الوجبات. وأصبح الجبن أيضاً أحد المكونات الرئيسية للمطبخ بفضل صانع الجبن الفرنسي بيير أندرويت، فهو من أدخل الجبن على عملية الطهي، وابتكر وصفات كثيرة منها، وهو من جلبها إلى طبقنا عبر المطبخ. فقدم وصفات خاصة بها خارج السياق المحلي، حيث كانت الفطائر ولفائف الجبن معروفة منذ فترة العصور الوسطى. وكان أندرويت أول من استخدم جبن جرويير المبشور على المعكرونة. ويعد الجبن الذي ترتكز صناعته على الحليب من المنتجات الزراعية الرئيسية في العالم، حسب منظمة «الفاو» الغذائية. ويصل إنتاجها إلى نحو 18 مليون طن في العام الواحد، ليتفوق بذلك على حبوب القهوة والكاكاو ونباتات الشاي والتبغ. وتتصدر أميركا المرتبة الأولى في إنتاج الأجبان، لتحتل نسبة 30 في المائة من مجملها في العالم، تليها كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
أشهر الأجبان وأغلاها سعراً
أما أكثر الأجبان استهلاكاً في العالم، فهي: «غودا» الهولندية، و«بري» الفرنسية، و«البارميزان» الإيطالية، و«مانشيغو» الإسبانية، و«فيتا» اليونانية، و«شيدر» البريطانية. وليلحق بها كل من أجبان: «كاميمبير» و«إيدام» و«إيمانتال» و«غرويير» و«موزاريللا» و«أواكساكا» و«روكفور».
في حين أن الأجبان الأغلى سعراً في العالم هي: «لو بول» (Le Pule) الصربية المصنوعة من حليب الحمارة (1000 يورو للكيلوغرام الواحد)، و«موز» السويدية المحضرة من حليب الماعز (575 يورو للكيلوغرام الواحد)، و«ستيلتون الأبيض الذهبي» البريطاني المنشأ (568 يورو للكيلوغرام الواحد).
قواعد تحضير طبق الأجبان على المائدة
لتحضير طبق الجبن للمدعوين يجب اتباع قواعد معروفة حول أنواع الجبن التي يجب اختيارها، وأسلوب وضعها في الصحن. فهي إما تكون منوعة ملونة تفتح الشهية، وإما تقتصر على نوع واحد جديد من نوعه يستكشف المدعوون طعمه لأول مرة، بعد أن تخبرهم ربة المنزل بقصته التاريخية.
وفي المرحلة الأولى، يجب اختيار الطبق المناسب لوضع الجبن عليه، بحيث يكون متناسق الحجم، دائرياً أو مربعاً. كما يجب الابتعاد عن استخدام الأطباق المعدنية، كالفضة و«الإينوكس» التي يمكن أن تؤثر على طعم الأجبان. ولذلك، ينصح باستعمال أطباق خشبية أو رخامية، والأفضل أن تكون مصنوعة من مادة حجرية.
وغطاء الطبق الشفاف على شكل جرس يجب أن يحضر على المائدة، فيوحي بمشهدية جميلة من ناحية، وبالنظافة من ناحية ثانية. أما عملية اختيار الأجبان، فيجب أن تتم بأسلوب ثلاثي؛ مثلاً 3 أنواع أجبان لزجة، و3 أنواع جبن قاسٍ، و3 أنواع جبن منكهة مختلفة، و3 أنواع جبن فرنسي، و3 أنواع جبن سويسري، وإلى ما هنالك من أنواع يمكن أن تصطف على الطبق، حسب عدد المدعوين.
وحول طريقة وضعها على الطبق، فيجب أن تتم انسجاماً مع قواعد محددة، تبدأ باختيار المذاق السلس المعتدل، وصولاً إلى القوي منها. وكذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار وضعية أنواع الأجبان، بحيث توضع القاسية منها على أطراف الطبق، فيما تتوسطه الهشة (سهلة التفتيت). وبين النوعين يمكن وضع تلك اللزجة منها، التي من السهل تقطيعها بالسكين. وفي حال كانت هناك أنواع كثيرة من الأجبان التي تقدم للضيوف، فيجب تقسيمها على طبقين كي لا تختلط النكهات والطعوم بعضها ببعض. ولا يجب أن ننسى في هذا الإطار استعمال سكاكين خاصة بتقطيع الجبن، عادة ما تكون معكوفة الرأس، مما يسهل التقاطها من الطبق الرئيسي.
أما زينة الطبق، فيمكن استخدام الفاكهة المجففة فيها كالتين والمشمش والخوخ، أو تلك الطازجة كالعنب. وفي هذا الإطار، يجب الابتعاد تماماً عن تلك المعطرة التي يمكنها أن تترك أثرها على الجبن المعروض. ويقدم طبق الجبن في نهاية الوجبات، قبل تقديم الحلويات، ولا يعرض على الطاولة قبل ذلك، إلا في حال كانت الدعوة مخصصة فقط لسهرة ترتكز على تذوق الجبن وحده. وفي هذا النوع من الجلسات، ينصح بالتحدث حول أنواع الجبن، وكيفية المحافظة عليه، وقصة هذا الجبن، مما يضفي عليها ثقافة عامة خاصة بهذا الطبق.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
TT

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»، فيروّج لها أصحاب المحلات الذين يبيعونها، كما اختصاصيو التغذية ومستهلكوها في آن. ويحاول هؤلاء تقديم صورة إيجابية عن طعمها ومذاقها، ويضعون هذه المكونات على لائحة أفضل الأكلات التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من الوزن. وضمن فيديوهات قصيرة تنتشر هنا وهناك يتابعها المشاهدون بشهية مفتوحة. فالمروجون لهذه الفواكه والخضراوات يفتحون العلب أو الأكياس التي تحفظ فيها، يختارون عدة أصناف من الفاكهة أو الخضراوات ويأخذون في تذوقها. يسيل لعاب مشاهدها وهو يسمع صوت قرمشتها، مما يدفعه للاتصال بأصحاب هذه المحلات للحصول عليها «أونلاين». ومرات لا يتوانى المستهلكون عن التوجه إلى محمصة أو محل تجاري يبيع هذه المنتجات. فبذلك يستطلعون أصنافاً منها، سيما وأن بعض أصحاب تلك المحلات لا يبخلون على زوارهم بتذوقها.

خضار مقرمشة متنوعة (الشرق الاوسط)

تختلف أنواع هذه المنتجات ما بين مقلية ومشوية ومفرّزة. وعادة ما تفضّل الغالبية شراء المشوية أو المفرّزة. فكما المانجو والفراولة والتفاح والمشمش والموز نجد أيضاً الـ«بابايا» والكيوي والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها.

ومن ناحية الخضراوات، تحضر بغالبيتها من خيار وكوسة وبندورة وأفوكادو وفول أخضر وجزر وبامية وفطر وغيرها.

وينقسم الناس بين مؤيد وممانع لهذه الظاهرة. ويعدّها بعضهم موجة مؤقتة لا بد أن تنتهي سريعاً، فتناول الأطعمة الطازجة يبقى الأفضل. فيما ترى شريحة أخرى أن هذه المكونات المجففة والمقرمشة، يسهل حملها معنا أينما كنا. كما أن عمرها الاستهلاكي طويل الأمد عكس الطازجة، التي نضطر إلى التخلص منها بعد وقت قليل من شرائها لأنها تصاب بالعفن أو الذبول.

ولكن السؤال الذي يطرح حول هذا الموضوع، هو مدى سلامة هذه المنتجات على الصحة العامة. وهل ينصح اختصاصيو التغذية بتناولها؟

تردّ الاختصاصية الغذائية عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «الفواكه والخضراوات المقرمشة تعدّ من المكونات التي ينصح بتناولها. ولكن شرط ألا تكون مقلية. فالمفّرزة أو المجففة منها هي الأفضل، وكذلك المشوية. هذه المكونات تحافظ على المعادن والفيتامينات المفيدة للصحة. والبعض يأكلها كـ(سناك) كي يشعر بالشبع. ولذلك ينصح بتناولها لمن يقومون بحمية غذائية. فسعراتها الحرارية قليلة فيما لو لم تتم إضافة السكر والملح إليها».

يتم عرض هذه المكونات في محلات بيع المكسرات. والإعلانات التي تروّج لها تظهرها طازجة ولذيذة ومحافظة على لونها. بعض المحلات تتضمن إعلاناتها التجارية التوصيل المجاني إلى أي عنوان. وأحياناً يتم خلطها مع مكسّرات نيئة مثل اللوز والكاجو والبندق. وبذلك تكون الوجبة الغذائية التي يتناولها الشخص غنية بمعادن وفيتامينات عدّة.

فواكه وخضار طازجة (الشرق الاوسط)

وتوضح عبير أبو رجيلي: «كوب واحد من الخضراوات المجففة والمقرمشة يحتوي على ألياف تسهم في عدم تلف خلايا الجسم. وبحسب دراسات أجريت في هذا الخصوص فإنها تسهم في الوقاية من أمراض القلب والشرايين».

يحبّذ خبراء التغذية تناول الخضراوات والفواكه الطازجة لأن فوائدها تكون كاملة في محتواها. ولكن تقول عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن تناولنا خضراوات وفواكه طازجة ينعكس إيجاباً على صحتنا، ولكن المجففة تملك نفس الخصائص ولو خسرت نسبة قليلة من الفيتامينات».

تقسّم عبير أبو رجيلي هذه المكونات إلى نوعين: الفواكه والخضراوات. وتشير إلى أن الأخيرة هي المفضّل تناولها. «نقول ذلك لأنها تتمتع بنفس القيمة الغذائية الأصلية. بعضهم يقدمها كضيافة وبعضهم الآخر يحملها معه إلى مكتبه. فهي خفيفة الوزن وتكافح الجوع بأقل تكلفة سلبية على صحتنا».

وبالنسبة للفواكه المجففة تقول: «هناك النوع الذي نعرفه منذ زمن ألا وهو الطري والليّن. طعمه لذيذ ولكن يجب التنبّه لعدم الإكثار من تناوله، لأنه يزيد من نسبة السكر في الدم. أما الرقائق المجففة والمقرمشة منه، فننصح بتناولها لمن يعانون من حالات الإمساك. وهذه المكونات كما أصنافها الأخرى تكون مفرّغة من المياه ويتم تجفيفها بواسطة أشعة الشمس أو بالهواء».

بعض هذه المكونات، والمستوردة بكميات كبيرة من الصين يتم تجفيفها في ماكينات كهربائية. فتنتج أضعاف الكميات التي تجفف في الهواء الطلق أو تحت أشعة الشمس. وهو ما يفسّر أسعارها المقبولة والمتاحة للجميع.

في الماضي كان أجدادنا يقومون بتجفيف أنواع خضراوات عدّة كي يخزنونها كمونة لفصل الشتاء. فمن منّا لا يتذكر الخيطان والحبال الطويلة من أوراق الملوخية وحبات البندورة والبامية المعلّقة تحت أشعة الشمس ليتم تجفيفها والاحتفاظ بها؟

وتنصح عبير أبو رجيلي بالاعتدال في تناول هذه الأصناف من فاكهة وخضراوات مجففة. «إنها كأي مكوّن آخر، يمكن أن ينعكس سلباً على صحتنا عامة».