البيت الأبيض يمنع بولتون من نشر معلومات سرية في كتابه الجديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع مستشاره السابق جون بولتون (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع مستشاره السابق جون بولتون (أرشيفية - رويترز)
TT

البيت الأبيض يمنع بولتون من نشر معلومات سرية في كتابه الجديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع مستشاره السابق جون بولتون (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع مستشاره السابق جون بولتون (أرشيفية - رويترز)

أعلن البيت الأبيض أنّ من غير المسموح لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون أن ينشر كتاباً أعده، إذ إنّه يحتوي بشكله الحالي على معلومات سرّيّة، بحسب ما جاء في رسالة أرسِلت إلى محامي بولتون واطّلعت وكالة الصحافة الفرنسية للأنباء عليها أمس (الأربعاء).
وقال مجلس الأمن القومي الأميركي بعد اطّلاعه على مسودة الكتاب - وهو إجراء يُطبّق على كلّ الكتب التي ينشرها موظّفون سابقون في البيت الأبيض - إنّ المسودة تحتوي على «معلومات سرّيّة» بعضها مصنّف «سري للغاية» و«يمكن أن يتسبب في أضرار استثنائية خطرة بالأمن القومي». وأضاف «المسودة لا يمكن أن تنشر من دون حذف هذه المعلومات السرّيّة». ودحض محامي بولتون، تشاك كوبر، ادّعاءات البيت الأبيض. وقال في ردّه الأربعاء: «نحن لا نعتقد أنّ أياً من هذه المعلومات يُمكن منطقياً اعتبارها سرّيّة».
وطلب المحامي كوبر في رسالته، من مجلس الأمن القومي أن يختتم مراجعته للكتاب سريعاً، في ضوء إمكانيّة استدعاء بولتون للإدلاء بشهادته في إطار محاكمة ترمب.
وكتب المحامي «إذا تمّ استدعاء (بولتون) للإدلاء بشهادته، فيبدو مؤكّداً أنّه ستُطرح عليه أسئلة ستتطرّق إلى معظم المعلومات» المتعلّقة بمسألة أوكرانيا.
ويكشف بولتون في كتابه خصوصاً محادثة يمكن أن تضرّ بترمب الذي يواجه حالياً محاكمة لعزله في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وبحسب بولتون، فإنّ ترمب قال له في أغسطس (آب) 2019 إنّه لا يريد الإفراج عن مساعدة عسكريّة لأوكرانيا ما دام لم تحقّق سلطات كييف حول نائب الرئيس الأميركي السابق الديمقراطي جو بايدن الذي يُعتبر الأوفر حظا لمنافسته في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
ويتّهم الديمقراطيون ترمب بأنّه استخدم وسائل الدولة لمحاولة ضرب صدقية منافس محتمل، وهو ما يشكّل انتهاكاً للدستور.
لكنّ الرئاسة ترى أنّ قرارات ترمب تندرج في إطار مكافحة الفساد في أوكرانيا.
وانتقد ترمب بشدّة الأربعاء بولتون الذي أقاله في سبتمبر (أيلول)، واعتبر في تغريدة أنّ مستشاره السابق للأمن القومي «أقيل لأنّي لو استمعت إلى نصائحه، لكنّا نخوض الحرب العالميّة السادسة». وأضاف: «لقد رحل، وعلى الفور ألّف كتاباً مغالطاً وكلّه شرّ».
وقال محامي الرئيس باتريك فيلبين خلال جلسة طويلة من عشر ساعات خصصت لأسئلة أعضاء مجلس الشيوخ لفريقي الدفاع والادّعاء: «جون بولتون على علم بكل أسرار الأمة» ولا يمكن بنظره بالتالي الاستماع إليه في جلسة علنية.


مقالات ذات صلة

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

الولايات المتحدة​ حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

أقامت الولايات المتحدة، الخميس، جنازة وطنية للرئيس السابق جيمي كارتر، لتتوّج بذلك تكريماً استمر أياماً عدة للحائز جائزة نوبل للسلام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 29 يونيو 2019 (رويترز)

البنتاغون يدرج شركات صينية جديدة على قائمته السوداء

أدرجت وزارة الدفاع الأميركية أكبر شركة صينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية على القائمة السوداء ابتداء من يونيو 2026.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا  المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

شولتس يرفض اقتراح ترمب زيادة الموازنة الدفاعية لدول حلف «الناتو»

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس رفضه للدعوة التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب ترمب للدول الأعضاء في حلف (الناتو) لزيادة الحدّ الأدنى لإنفاقها الدفاعي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ المحكمة الأميركية العليا تحدد مصير تطبيق «تيك توك» وسط جدل حول الأمن القومي وحرية التعبير (رويترز)

المحكمة العليا الأميركية تستعد لحسم مصير «تيك توك»

تستمع المحكمة العليا الأميركية لمرافعات حول دعوات حظر تطبيق «تيك توك» وسط اتّهامات للشركة الصينية المالكة للمنصة بالتنصت على الأميركيين.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

قبل أسبوعين فقط من تنصيبه، سيتعين أولاً على الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن يوحّد الصفوف في ظل غالبية جمهورية ضئيلة تعاني انقسامات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.