اضطرابات تصيب الاقتصاد العالمي بسبب «كورونا»›

اضطرابات تصيب الاقتصاد العالمي بسبب «كورونا»›
TT

اضطرابات تصيب الاقتصاد العالمي بسبب «كورونا»›

اضطرابات تصيب الاقتصاد العالمي بسبب «كورونا»›

تراجعت أسعار النفط سريعاً، وهوت حركة السياحة في جنوب شرقي آسيا، ونزلت بعض العملات وأسواق الأسهم، في حين ارتفعت تداولات الملاذات الآمنة، نتيجة انتشار فيروس «كورونا» الجديد في الصين، مما قد يشل حركة السياحة والتجارة العالمية.
ومع قرارات رسمية أمس بحظر السفر، قد تؤثر على حركة السياحة العالمية، وتعيد مخاوف فيرس «سارس» الذي كلف الاقتصاد العالمي نحو 50 مليار دولار عام 2003، تزداد المخاوف على الاقتصاد العالمي لأنه لم يتعافَ حتى الآن من تداعيات حرب التجارة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، الأمر الذي قد يصيبه بانتكاسة شديدة، قد تفوق تأثيراتها الأزمة المالية العالمية في 2008.
ومما يزيد فرص تحور الفيروس في الاقتصاد العالمي بوتيرة سريعة هشاشته، وتباطؤ النمو، والحروب التجارية القائمة (واشنطن وبكين) والمتوقعة (واشنطن وبروكسل)، والفائدة الصفرية والسلبية، والتغيرات الجيوسياسية.
وتعرضت معظم أسواق الأسهم الرئيسية في منطقة الخليج لضغوط أمس (الأحد) بسبب تراجع الأسهم الأميركية، وهبوط أسعار النفط يوم الجمعة، نتيجة مخاوف من انتشار فيروس «كورونا» خارج الصين، مما قد يحد من حركة السفر والطلب على النفط.
ويوم الجمعة، أغلق مزيج برنت الخام على 60.69 دولار، بانخفاض 1.35 دولار، ما يعادل نسبة 2.2 في المائة.
وقالت لجنة الصحة الوطنية بالصين إن قدرة فيروس «كورونا» على الانتقال تزداد قوة، وإن عدد حالات الإصابة بالعدوى قد يواصل الارتفاع. وذكر وزير لجنة الصحة الوطنية ما شياوي أنه سيتم تكثيف جهود احتواء الفيروس، التي شملت حتى الآن قيوداً على التنقل والسفر وإلغاء فعاليات كبيرة.
وأعلنت أمس سلطات مدينة شنغهاي الكبيرة في الصين عن تعليقها الفوري لرحلات الحافلات الطويلة، في إطار الإجراءات المتخذة للتصدي لفيروس كورونا.
وأعلنت العاصمة الاقتصادية للصين التي يقطنها 24 مليون نسمة، الأحد، عن أول وفاة بهذا الفيروس الجديد الذي قضى حتى الآن على حياة 56 شخصاً في الصين، وأصاب نحو ألفي شخص في هذا البلد الذي اتخذت مدنه الشمالية الكبرى، مثل بكين وتيانجين وتشيان، إجراءات مماثلة.
وحظر الصين سفر المجموعات السياحية يوجه صفعة لجهود اليابان، إذ يشكل السائحين الصينيين نحو ثلث حجم السياحة الوافدة إلى اليابان خلال 2019. وأكدت السلطات الصحية في اليابان، السبت، اكتشاف ثالث حالة إصابة بفيروس «كورونا» الجديد في البلاد.
كما يواجه الاقتصاد التايلاندي اضطراباً جديداً، بعد أن حظرت الصين سفر المجموعات السياحية منها إلى الخارج.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن البيانات الحكومية في تايلاند أظهرت أن السائحين الصينيين، الذين يسافر كثير منهم في مجموعات، أنفقوا نحو 18 مليار دولار في تايلاند العام الماضي، وهو ما يزيد على ربع إجمالي ما أنفقه جميع السائحين الأجانب في الدولة خلال الفترة نفسها.
ويساهم قطاع السياحة ككل بنسبة 21 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
وحذر مجلس السياحة والسفر العالمي، الجمعة، من أن انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين يمكن أن يترك «تأثيراً اقتصادياً طويل الأمد» على السياحة العالمية، في حال تم السماح بانتشار الذعر.
وقالت رئيسة المجلس، غلوريا غيفارا: «أثبتت لنا الحالات السابقة أن إغلاق المطارات وإلغاء الرحلات الجوية وإغلاق الحدود غالباً ما يكون لها تأثير اقتصادي أكبر من تأثير الوباء نفسه». وأضافت أن «التواصل السريع والدقيق والشفاف مهم للغاية لاحتواء الذعر، والتخفيف من الخسائر الاقتصادية السلبية». وشهدت الصين انخفاضاً بنسبة 25 في المائة في عائداتها من السياحة، وخسرت 2.8 مليون وظيفة بسبب انتشار وباء «سارس» في 2003.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».