بكين تلغي احتفالات العام الصيني منعاً لانتشار «كورونا الجديد»

دول عدة تفرض الفحص الحراري على المسافرين

مسافرون يرتدون الأقنعة عند وصولهم إلى مطار مانيلا الدولي في الفلبين (أ.ب)
مسافرون يرتدون الأقنعة عند وصولهم إلى مطار مانيلا الدولي في الفلبين (أ.ب)
TT

بكين تلغي احتفالات العام الصيني منعاً لانتشار «كورونا الجديد»

مسافرون يرتدون الأقنعة عند وصولهم إلى مطار مانيلا الدولي في الفلبين (أ.ب)
مسافرون يرتدون الأقنعة عند وصولهم إلى مطار مانيلا الدولي في الفلبين (أ.ب)

أغلقت الصين، أمس، مدينتين تقعان في مركز انتشار «فيروس كورونا» الجديد، الذي قتل 17 شخصاً، وأصاب أكثر من 630، في حين تسعى السلطات في أنحاء العالم، للحيلولة دون تفشي الوباء على نطاق عالمي.
ويخشى المسؤولون في قطاع الصحة من تسارع انتقال العدوى في الوقت الذي يسافر فيه مئات الملايين من الصينيين في الداخل والخارج، أثناء عطلة رأس السنة القمرية، التي تبدأ يوم غد وتمتد أسبوعاً.
وتوقفت أغلب وسائل المواصلات في مدينة ووهان، التي يعيش فيها 11 مليون نسمة، صباح اليوم، وطلبت السلطات من السكان والمقيمين عدم مغادرة المدينة. وبعد بضع ساعات، أعلنت مدينة هوانغقانغ المجاورة، التي يقطنها سبعة ملايين نسمة إغلاقاً مماثلاً.
وقال جودن جيليا ممثل «منظمة الصحة العالمية» في بكين لـ«رويترز»: «إغلاق مدينة ووهان التي يقطنها 11 مليون نسمة يُعدّ إجراء غير مسبوق في تاريخ الصحة العامة، وهو بالتأكيد ما لم يتم بناء على توصية من (منظمة الصحة العالمية)».

ودق الفيروس الذي رُصد في الآونة الأخيرة ناقوس الخطر، بسبب كمّ الألغاز المحيط به. ومن السابق لأوانه معرفة مدى خطره، ومدى سهولة انتقاله بين البشر.
وليس هناك علاج معروف لهذا الفيروس الذي ينتقل عن طريق التنفس، وتشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال وتشبه أعراض أمراض الجهاز التنفسي، وقد يسبب الالتهاب الرئوي.
وذكر تحالف دولي تشكل لمكافحة الفيروس أن ثلاثة فرق أبحاث ستبدأ العمل على تطوير لقاح.
بالإضافة إلى فرض قيود على الحركة، تخطط ووهان لبناء مستشفى جديد في غضون ستة أيام لعلاج المرضى، حسبما ذكرت صحيفة بكين نيوز نقلاً عن مصدر بشركة إنشاءات. كما اتخذت مدن أخرى خطوات لاحتواء الفيروس.
وأغلقت مدينة إيشو القريبة محطات القطارات. وألغت بكين التجمعات الكبيرة، بما في ذلك معرضان للعام القمري الجديد، وأغلقت المدينة المحرمة، أشهر مقاصدها السياحية، أمام الزوار حتى إشعار آخر.
- فحص حراري
من جانبها، أعلنت سلطات مطار دبي الدولي أنّ كل المسافرين القادمين على متن رحلات مباشرة من الصين سيخضعون للفحص الحراري، بسبب انتشار فيروس «كورونا» الجديد.
وقالت «مطارات دبي» في بيان: «يجب على جميع المسافرين القادمين على متن رحلات مباشرة من جمهورية الصين الشعبية الخضوع لفحص حراري عند البوابة عند وصولهم»، وحسب البيان «سيتمّ إجراء الفحص عند بوابات مغلقة وآمنة في المطار من قبل هيئة الصحة في دبي وفريق المركز الطبي في المطار».
ويأتي الإعلان بينما يستعد مطار دبي لاستقبال الآلاف من السياح الصينيين، قبل عطلة نهاية السنة الصينية الجديدة. كما أعلنت حكومة دبي، أنّ أكثر من 3.6 مليون مسافر صيني استخدموا مطار دبي في 2019، وقالت إن نحو 989 ألف سائح صيني زاروا الإمارة، العام الماضي، مشيرة إلى توقعات بأن يتجاوز عددهم مليون سائح في 2020.
وتُعتبر دبي من الوجهات السياحية الكبرى في العالم، ويزورها سنوياً نحو 16 مليون سائح. وكانت وزارة الصحة الإماراتية أكدت خلو الدولة الخليجية «تماماً» من الفيروس. وقالت في بيان نشرته «وكالة الأنباء الإماراتية» إن «الوضع الصحي لا يدعو إلى القلق حيث تتابع الوزارة الوضع عن كثب، بما يضمن صحة وسلامة الجميع».
وفي مصر، أعلنت وزارة الصحة ومصادر في مطار القاهرة الدولي، أمس، أنّها بدأت فحص الركاب القادمين من الصين في كل منافذ دخول البلاد، بحثاً عن أعراض لفيروس «كورونا» الجديد الذي تفشى هناك. وقالت في بيان: «يتم مناظرة جميع المسافرين القادمين من المناطق التي ظهر بها المرض والعزل الفوري لأي حالة يُشتبه في إصابتها بالمرض، كما عُمم منشور على جميع المنشآت الصحية على مستوى الجمهورية، يتضمن تعريف الحالات والتعامل معها، والإجراءات الوقائية لمقدمي الخدمات الطبية».
وقالت المصادر إن سلطات الحجر الصحي في مطار القاهرة بدأت في اتخاذ إجراءات احترازية لفحص الركاب القادمين من الصين. وأضافت أن هناك أطباء ومراقبين طبيين في صالات الوصول مزودين بالمعدات الطبية المطلوبة لفحص الركاب القادمين من الصين. وتابعت أن المضيفين على الطائرات تلقوا توجيهات كذلك بالإبلاغ عن أي حالة بين المسافرين، وسيجري عزل أي حالة اشتباه ونقلها إلى المستشفى. كما ذكرت المصادر أنّ كل المطارات المصرية في حالة تأهب قصوى، وتلقّت التعليمات، لكن معظم الرحلات الآتية من الصين يستقبلها مطار القاهرة.
وذكرت «وكالة أنباء الأناضول» التركية الرسمية، أمس، أنّ تركيا ستفحص المسافرين على متن كل الرحلات القادمة من الصين بكاميرات حرارية لدى وصولهم.
بدأت مطارات في جميع أنحاء العالم فحص المسافرين القادمين من الصين. وحولت هونغ كونغ، التي أكدت رصد حالتي إصابة، مخيمين للعطلات إلى محطات للحجر الصحي، كإجراء احترازي. أما تايوان، فمنعت دخول أي شخص من ووهان إليها. ويلجأ الصينيون إلى أساليبهم الخاصة لحماية أنفسهم.
وقال لي ميهوا (79 عاماً) من خلف قناع واقٍ في شوارع مدينة شنغهاي: «أتوجه مباشرة إلى حيث أريد الذهاب ثم أعود إلى منزلي... أتبع أيضا حمية أنظف. أصبحتُ نباتياً».
وتشير الأبحاث الأولية إلى أن الفيروس انتقل للإنسان عن طريق الثعابين، لكن تشونغ نانشان المستشار الطبي للحكومة ذكر أيضاً حيوانات الغرير والفأر كمصادر محتملة للفيروس.
ويعتقد بعض الخبراء أن الفيروس الجديد ليس بخطورة فيروسات «كورونا» السابقة، مثل الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
وقال برندان ميرفي كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا للصحافيين أمس: «الدلائل المبكرة في هذه المرحلة تشير إلى أنه ليس خطيراً مثل (سارز) و(ميرس)».
وقال مايكل ريان، مدير برنامج الطوارئ في «منظمة الصحة العالمية»، أول من أمس، إنه وفقاً للبيانات التي قدمتها الصين، فإنّ ثلاثة أرباع الحالات في أشخاص تجاوزوا الأربعين، وإن نحو 40 في المائة منهم كانوا يعانون من متاعب صحية.
- حالات جديدة
وقال التلفزيون الرسمي الصيني في تحديث لحالات الإصابة في الصين إنه تم تأكيد 634 حالة، بينما أكدت «مفوضية الصحة الوطنية» في البلاد وفاة 17. وهناك ثماني حالات إصابة معروفة على مستوى العالم، أكدت تايلاند أربع حالات منها، وكل من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والولايات المتحدة حالة واحدة. وقالت فيتنام إنّ مواطنين صينيين اثنين تأكدت إصابتهما بالمرض.
وفي محاولة لاحتواء التفشي، أغلقت ووهان شبكات النقل في المناطق الحضرية، وعلقت رحلات الطيران من المدينة، اعتباراً من الساعة العاشرة صباحا (02:00 بتوقيت غرينتش) يوم أمس. لكن وسائل إعلام محلية قالت إن بعض شركات الطيران ظلّت تعمل بعد هذا الموعد.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية صوراً لمحطة قطارات هانكو، وهي أحد مراكز المواصلات الرئيسية في ووهان، وقد بدت شبه مهجورة وعلى بواباتها حواجز. وحثّت الحكومة المواطنين على عدم مغادرة المدينة إلا في الظروف الطارئة.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنّ محطات الرسوم على الطرق السريعة حول ووهان تغلق أبوابها، مما قد يقطع فعلياً طرق الخروج من المدينة. وقال أحد السكان لـ«رويترز» إن حراساً ينتشرون على الطرق السريعة.
ومع عزل المدينة تدافع السكان على المستشفيات للكشف، وتهافتوا على تخزين المؤن فخلت أرفف المتاجر واصطفت الطوابير أمام محطات البنزين. وأمرت سلطات مدينة هوانغقانغ أماكن الترفيه مثل دور السينما ومقاهي الإنترنت بإغلاق أبوابها، وطالبت المواطنين بعدم مغادرة المدينة إلا للضرورة القصوى.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة ملتقطة بالمجهر الإلكتروني قدمتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تُظهر مجموعة من فيروسات «نوروفيروس» (أ.ب)

وسط انتشاره بأميركا... ماذا نعرف عن «نوروفيروس»؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

تشهد أميركا تزايداً في حالات الإصابة بفيروس «نوروفيروس»، المعروف أيضاً باسم إنفلونزا المعدة أو جرثومة المعدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».