النباتات تتحدث لغة الديدان لصد هجومها

النباتات تتحدث لغة الديدان لصد هجومها
TT

النباتات تتحدث لغة الديدان لصد هجومها

النباتات تتحدث لغة الديدان لصد هجومها

«من تعلّم لغة قوم أمن مكرهم» هذه المقولة التي نرددها للتشجيع على إتقان اللغات الأجنبية، تطبقها النباتات بشكل طبيعي، عن طريق إتقان لغة ديدان «النيماتودا» الشهيرة.
والنيماتودا، أو ما يعرف بـ«الديدان الخيطية»، هي ديدان مستديرة صغيرة تصيب جذور النباتات مسببه خسائر تقدر بـ100 مليار دولار سنويا، وتنتج هذه الديدان وتفرز مجموعة من المواد الكيميائية للتواصل مع بعضها البعض تسمى (الأسكاروسيدات)، وأظهر البحث الجديد الذي أجراه باحثون من معهد بويس طومسون بجامعة كورنيل الأميركية، ونشر أول من أمس في دورية «نيتشر كومينيكيشن» أن النباتات تتواصل أيضا مع النيماتودا بنفس طريقتها لدفعها إلى مغادرة المكان.
ووجد الباحثون أنه عن طريق قيام النبات باستقلاب المواد الكيميائية التي تفرزها ديدان النيماتودا للتواصل وهي (الأسكاروسيدات)، وإفراز نتاج هذا الاستقلاب في التربة، يكون النبات قد بث شيئا بنفس لغة الديدان يشبه الدعاية السلبية التي تقول لها «هذا مكان سيئ يجب مغادرته».
واستندت الدراسة إلى عمل سابق للفريق البحثي أظهر أن النباتات تتفاعل مع أحد مركبات الأسكاروسيدات، والذي يعرف باسم (الإسكاريد 18)، التي تفرزها النيماتودا، وذلك يفيد في تعزيز دفاعاتها المناعية الخاصة، وبالتالي حمايتها من أنواع كثيرة من الآفات ومسببات الأمراض.
ووجد الفريق البحثي في تلك الدراسات السابقة أنه عندما تم إعطاء (الإسكاريد 18) للنباتات، تختفي المادة الكيميائية التي تفرزها النيماتودا مع مرور الوقت، وهذه الملاحظة قادتهم إلى افتراض أن النباتات والنيماتودا تتفاعلان عبر إشارات جزيء صغير وتغيران رسائل بعضهما البعض.
وللتحقق من هذه الفكرة، عالج الفريق البحثي في دراسته الجديدة ثلاثة أنواع نباتية هي «الأرابيدوبسيس» و«القمح» و«الطماطم» بمركب (الإسكاريد 18)، وقارنوا تأثير ذلك على النباتات، مقارنة بنباتات غير معالجة.
وجد الباحثون أن جذور النباتات المعالجة تفرز ثلاثة مستقلبات خاصة بهذا المركب في التربة، وهذا أدى إلى تحرك النيماتودا بعيداً عن جذور النبات، مما قلل من العدوى.
ويقول فرانك شرودر، من معهد بويس طومسون، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد بالتزامن مع نشرها، «هذه الورقة البحثية تكشف عن تفاعل قديم، فجميع النيماتودا تصنع أسكاروسيدات، وقد عاشت النباتات ملايين السنين لتعلم كيفية معالجة هذه الجزيئات»، مضيفاً: «النباتات ليست أشياء خضراء سلبية، إنها مشاركة نشطة في حوار تفاعلي مع البيئة المحيطة، وسوف نستمر في فك رموز هذا الحوار».


مقالات ذات صلة

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

يوميات الشرق رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

أعلن مسؤولون معنيّون بالحياة البرّية في الولايات المتحدة تمديد دائرة الحماية الفيدرالية لتشمل «الفراشات الملكية» بعد سنوات من تحذيرات أطلقها خبراء البيئة...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق للحياة البرّية عجائبها (إدارة الأسماك والحياة البرّية الأميركية)

أقدم طيرة برّية في العالم تضع بيضة بسنّ الـ74

أعلن علماء أحياء أميركيون وَضْع أقدم طيرة برّية معروفة في العالم، بيضةً في سنّ تُقدَّر بنحو 74 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق السمكة المجدافية كما أعلن عنها معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

جرف البحر سمكة نادرة تعيش في أعماق البحار، إلى أحد شواطئ جنوب كاليفورنيا، بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق ولادة بمنزلة أمل (غيتي)

طائر فلامنغو نادر يولَد من رحم الحياة

نجحت حديقة الحياة البرية بجزيرة مان، الواقعة في البحر الآيرلندي بين بريطانيا العظمى وآيرلندا بتوليد فرخ لطائر الفلامنغو النادر للمرّة الأولى منذ 18 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.