المعبد اليهودي في الإسكندرية بحُلة جديدة بعد عامين من الترميم

يحتوي على 50 نسخة قديمة من التوراة

المعبد من الداخل (إ.ب.أ)
المعبد من الداخل (إ.ب.أ)
TT

المعبد اليهودي في الإسكندرية بحُلة جديدة بعد عامين من الترميم

المعبد من الداخل (إ.ب.أ)
المعبد من الداخل (إ.ب.أ)

وسط حشد دبلوماسي وإعلامي محلي وأجنبي. افتتحت مصر أمس معبد إلياهو هانبي اليهودي في وسط الإسكندرية، ليرتدي حُلة جديدة بعد الانتهاء من مشروع لترميمه وتطويره الذي استمر لمدة عامين. ووصف الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، أمس بأنه «يوم مميز لمصر»، مشيراً إلى أنه «بدأ اليوم بافتتاح مسجد الفتح الملكي بقصر عابدين في القاهرة، قبل أن يأتي للإسكندرية حيث تفقد المتحف اليوناني الروماني، ثم زار الكنيسة المرقسية، وهي الكنيسة التي شهدت بداية المسيحية في مصر». وعبر الشارع لافتتاح المعبد اليهودي، وقال: «هذه رسالة للعالم بأن الحكومة المصرية تهتم بالتراث المصري في كل العصور».
ويقع المعبد اليهودي في شارع النبي دانيال وسط الإسكندرية، ويعتبر أقدم المعابد اليهودية بها، حيث أنشأته الجالية اليهودية عام 1354. وتعرض المعبد للتدمير في عهد نابليون بونابرت عام 1798، بعد أن شيد بونابرت حصن كريتيان، ليتم إعادة بناء المعبد مرة أخرى عام 1850 في عهد عباس حلمي الأول، والي مصر في تلك الفترة، وزيادة مساحته لتصل إلى 4200 متر مربع، ويتكون المعبد من طابقين؛ سفلي للرجال، وعلوي للسيدات، ويتسع لنحو 700 مصل، وتم تسجيله في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية عام 1987.
الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر بها 11 معبدا يهوديا، 9 بالقاهرة، و2 في الإسكندرية»، مضيفا أن «المعبد أنشئ في القرن الرابع عشر الميلادي، ودمر في عهد نابليون بونابرت، ثم رمم وأعيد بناؤه في عام 1860».
وتعرض المعبد في عام 2016 لانهيار جزء من شخشيخة السلم بالجهة الغربية الشمالية، وبدأت وزارة الآثار في تنفيذ مشروع لترميم المعبد في أغسطس (آب) عام 2017، بتكلفة تقديرية تبلغ 65 مليون جنيه، تم تمويلها من مبلغ مليار و270 مليون جنيه مصري خصصتهم الرئاسة المصرية، لتمويل ترميم وتطوير ثمانية مشروعات، بينها المعبد اليهودي.
وأعربت ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، عن سعادتها بافتتاح المعبد، موجهة الشكر لمصر على ترميم المعبد. وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «الطائفة اليهودية في مصر تعد على الأصابع، لكننا نعمل حاليا على الحفاظ على تراثها، وسنبدأ قريبا في ترميم مقابر اليهود».
ويضم المعبد مكتبة مركزية تحتوي على 50 نسخة قديمة من التوراة، ومجموعة من الكتب ترجع للقرن الخامس عشر الميلادي، ويتمتع المعبد بقيمة دينية لدى اليهود.
وقال ألبير أرييي، يهودي مقيم في مصر، إن «هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها المعبد، حيث إنه مقيم بالقاهرة». وأوضح أرييي الذي يعمل مع جمعية أهلية مصرية على الحفاظ على التراث اليهودي المصري، أن «مصر بها 11 معبدا أكبرها في شارع عدلي وسط القاهرة، وبها مكتبة ضخمة تضم مقتنيات نادرة»، مشيرا إلى أن «هناك اقتراحا بإنشاء متحف للتراث اليهودي المصري في بدروم المعبد اليهودي بشارع عدلي».
وترجع فكرة إنشاء متحف للتراث اليهودي المصري إلى عام 2009 أثناء ترميم معبد موسى بن ميمون اليهودي في عهد فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.